ترامب و"تحرش" بيلوسي الرئاسي
مهدي منصوري
يلاحظ ان ترامب يعيش ازمة نفسية خانقة بعد سيطرة الديمقراطيين على الكونغرس بحيث اخذت مخاوفه تتزايد من قصر عمره في رئاسة الولايات المتحدة. ورغم كل الجهود والنداءات التي وجهها للشعب الاميركي ابان الانتخابات بعدم التصويت للديمقراطيين الا انها باءت بالفشل مما اعتبرته اوساط سياسية واعلامية اميركية بان شكل ذلك صورة واضحة لفشل سياساته في ادارة الازمات والاوضاع الداخلية والخارجية لاتخاذه قرارات اتفرادية وضعت مصداقية اميركا في الوحل.
وبالامس وبعد ان تسنمت بيلوسي رئاسة الكونغرس معلنة استعدادها لمواجهة سياسة ترامب والتي تكون أولى خطواتها طرح تصويت على تدابير مالية مؤقتة، بهدف إنهاء إغلاق جزئي، مستمر منذ نحو أسبوعين لدوائر حكومية، على خلفية فشل البيت الأبيض والكونغرس في التوصل إلى اتفاق بشأن الموازنة، مع إصرار ترامب على تضمين تكاليف إنشاء جدار على الحدود الجنوبية مع المكسيك، في وقت ارتفع حجم الدين الأميركي أكثر من تريليوني دولار منذ وصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وفقا لما كشفته بيانات جديدة.
وتسنم بيلوسي لرئاسة البرلمان دفع بترامب، الى اطلاق تغريدة قال فيها إن الحزب الديمقراطي يمارس "تحرّشاً رئاسياً"، مما اثار جدلاً واسعاً في وسائل الإعلام المحلية.
وذكرت مجلة "ذي أتلانتيك" أن ترامب استخدم في هذه التغريدة "مصطلحاً جديداً"؛ بهدف نزع الشرعية عن المخالفة في الرأي ، واتضح مدى الانزعاج والقلق الئي انتاب ترامب مما شدد على أن الديمقراطيين لا يمكنهم الفوز بانتخابات 2020 الرئاسية عبر منافسة إنجازاته.
ومما تقدم يمكن القول ان ترامب قد وصل الى طريق مسدود في تنفيذ قراراته سواء على صعيد الداخل الاميركي او الخارج وانه بدا يدرك ان الانفراد في اتخاذ القرارات قد ولى وان هناك من يستطيع ان يوقف رغم تهوره واستهتاره الذي لايعبر أهمية لاي قيم انسانية .
واشارت التحاليل والتوقعات وبعد سيطرة الديمقراطيين على مجلس النواب الذين يرمون فتح كل القرارات غير الصائبة التي اتخذها ترامب والتي اوصلت سمعة اميركا الى الحضيض والتي قد تسوقه الى قفص الاتهام وعزله عن منصبه غير ماسوف عليه. ولذا يحاول ومن خلال الضجيج الزعيق الاعلامي ان يتخلص من هذه الازمة الخانقة التي لم يكن يتوقعها.
والملاحظ ان ترامب سيواجه في الايام القادم صعوبة كبيرة في ادارة دفة الحكم مما قد يقوده الى الاعتزال لان الديمقراطيين الذين يريدون اعادة اميركا الى موقعها الذي اعتز بقرارت ترامب الانفرادية ان يعالجوا كل الاخظاء التي ارتكبها وهو مما لايروق ذلك للرئيس فيجعله مضطرا لاتخاذ قرار يحفظ له بعذ الكرامة قبل ان يطرد غير ماسوف عليه.