2019 هزيمة محور الصهيو ـ اميركي
توج العالم 2018 الذي اصبح خلف ظهورنا بانتصارات سياسية كبيرة تصب كلها في محور المقاومة، الاول اعتراف العالم بانصار الله كطرف سياسي بارز وفاعل على الساحة اليمنية في تصديه لعدوان التحالف الاميركي السعودي على اليمن خاصة بعد تحقيقه لانتصارات ساحقة على الارض اليمنية وكذلك في الاراضي السعودية والامارات من خلال طائراتها المسيرة والصواريخ وهذا في الواقع كان هزيمة لاميركا بالدرجة الاولى التي وظفت هؤلاء كادوات لشن الحرب على اليمن باسم مواجهة ايران في هذا البلد في وقت لم يعرضوا حتى اليوم وثيقة او سندا واحدا يثبت وجود ايران في اليمن .
اما الانتصار السياسي الثاني كان في سورية الذي تزامن مع انتصارها العسكري بهروب اميركا من اراضيها هو زحف دول النظام العربي الرسمي صوب بوابات دمشق وبامر من اولئك الاسياد انفسهم الذين اصدروا لهم الاوامر قبل سبع سنوات بعزل سوريا واخراجها من الجامعة العربية دون ان يسألوا اليوم انفسهم ما هذه الفضيحة المدوية باننا وظفنا مئات التريليونات من الدولارات لاخراج سوريا من محور المقاومة المعادي لـ "اسرائيل" وفك ارتباطها بايران، لكننا نعود اليوم الى دمشق ولم تتحقق اي من هذه الاهداف. وبعودتهم الى دمشق صاغرين هو اعتراف صريح ولا لبس فيه بهزيمتهم وبانتصار سوريا الاسد وهذا ما تدشن به سوريا العام 2019 بمزيد من الانتصارات الميدانية والسياسية وان كانوا هؤلاء الاغبياء ومن دفعهم يمنيهم بان يفعلوا ذلك بالحرب الناعمة عبر تواجدهم بدمشق بعد ان فشلوا بالحرب الخشنة وكأنهم تناسوا ما جهدوا به بعد احتلال العراق وبعد زيارة كالن باول وزير خارجية اميركا الاسبق وتهديداته المباشر للرئيس الاسد وكذلك زيارة الملك عبدالله لسوريا واصطحاب الرئيس الاسد معه الى بيروت، كلها كانت من اجل جر الاسد الى محورهم وابعاده من ايران.
وبالطبع لا ننسى العراق الشقيق الذي هو الاخر سجل انتصارا سياسيا مهما العام المنصرم عبر انتخاباته التشريعية وكذلك انتخاب رئيس الجمهورية والبرلمان الذي كان واضحا فيه هزيمة المشروع الاميركي في العراق الذي بات اليوم ينسق وفي اعلى المستويات مع القيادة السورية للانقضاض على بقايا داعش الذي يحاول الاميركان توظيفها مرة اخرى. وهذا ما هدد به مباشرة و بشكل وقح المبعوث الاميركي الى بغداد العراقيين ابان الانتخابات التشريعية.
اما لبنان الذي هو الاخر هزم المشروع الاميركي الذي تنفذه السعودية حيث سجل حزب الله وحلفاؤه انتصارا سياسيا ساحقا لم يخف على احد وما نراه اليوم من مماطلات متعمدة لتشكيل الحكومة هو انتقاما لهزيمة هذا المشروع.
اما فلسطين القضية المركزية والاساسية فهي في الواجهة ختمت عامها بانتصار عسكري لافت ضد العدوان الصهيوني وفي اقل من 48 ساعة حيث رفع الرآية طالبا التهدئة وهذا يدل على اقتدار قوى المقاومة الفلسطينية التي تزداد قوة يوما بعد يوم حيث حذر الامين العام لحركة الجهاد الاسلامي "خالد النخالة" من طهران، الكيان الصهيوني باننا قادرون على اطلاق الاف الصواريخ تجاه الارض المحتلة ومنها تل ابيب.
اما الانتصار السياسي الذي سجله الشعب الفلسطيني لا يقل من انتصاره العسكري من خلال اطلاق مسيرات العودة في كل جمعة وهذا ما يهز اركان الكيان الصهيوني المحتل لانها مسيرات شعبية وسلمية تدين العدو جهارا نهارا وتضع القضية الفلسطينية حية وفي الواجهة على الدوام.
ومن يعتقد اليوم او يروج بان هناك محورين في المنطقة احدهما ايران وهي تقود محور المقاومة والثانية السعودية فهو خاطئ جدا لان الاخيرة في المحور الاميركي ولا تمتلك اي من مقومات القوة سوى المال وهي اليوم لا تقدر على مواجهة حركة انصار الله وتجر ذيول الهزيمة امامها. فالواقع ان محور المقاومة يتصدى بكل بسالة وقوة واقتدار للمحور الصهيو اميركي اساسا والذي ينضوي فيه التحالف العربي وغيره من الاطراف العربية هنا وهناك. واننا على موعد في هذا العام مع النصر الالهي الذي سيسجله محور المقاومة على المحور الصهيواميركي الذي بدأت معالمه بهروب الاميركيين من سوريا الصامدة والمنتصرة.