نتنياهو .. صدام العرب الجديد
مهدي منصوري
تصريح المجرم نتنياهو لمحطة غلوبو التلفزيونية البرازيلية خلال زيارته الى ريو دي جانيرو من ان "دولا عربية" لم يسمها "تعد اسرائيل" حليفة لا غنى عنها في محاربة ايران "ومشيرا الى ان هذا الموقف احدث "ثورة في العلاقات مع العالم العربي".
تصريح نتنياهو هذا يعكس وبصورة لا تقبل النقاش مدى الاحباط والمعاناة التي يعيشها سواء كان على خط المواجهة مع الشعب الفلسطيني المقاوم او مع الداخل الاسرائيلي المعارض الذي وصل فيه الامر الى البحث عن بديل له لادارة البلاد، أما صعيد المواجهة مع الشعب الفلسطيني فقد ثبت فشله في اخماد اوار الانتفاضة الشعبية التي تمثلت اليوم بمسيرات العودة والتي اقضت مضاجع قطعان المستوطنين قبل الجنود الصهاينة لانه وباستخدامهم ابشع اساليب القمع ومختلف انواع الاسلحة لم يتمكنوا ان يخمدوا الصوت الفلسطيني المقاوم الذي بدأ يترك اثره القوي لدى العالم بحيث ان المجتمع الدولي اليوم قد اخذ يشيد بهذا الدور ويصدر القرارات ضد الاساليب القمعية الاسرائيلية. وبنفس الوقت فقد اوجدت مسيرات العودة القناعة التامة ليس فقط لنتنياهو، بل لكل القادة العسكريين ان الشعب الفلسطيني لايمكن ان يترك مقاومته ويذهب الى استقبال المشاريع والالاعيب الكاذبة سواء كانت المحادثات او حالات الاغراء الخادعة بحيث ان نتنياهو نفسه وفي حالة اليأس التي امتلكته عندما صرح في العاصمة البرازيلية اعترف بالهزيمة امام المقاومة بقوله "لم نحرز اي تقدم مع الفلسطينيين مدعيا بان "نصفهم وقع تحت تأثير سلاح ايران". بالاضافة الى ما اشار اليه بالامس جنرال صهيوني كبير وعلى نفس المنوال بالقول ان "حماس ويعني "المقاومة الفلسطينية الاسلامية" ستواصل طريق محاربتها لاسرائيل بكل الطرق والوسائل".
ولابد من الاشارة الى ان استمرار مسيرات العودة وازدياد زخمها وتعدد وسائلها لمواجهة الكيان الصهيوني والتي افشلت المخطط الاميركي ـ الصهيوني ـ العربي المسمى "بصفقة القرن"، اخذت تنهار امام هذا الصمود الفلسطيني الرائع مما شكل حالة من اليأس القاتل لكل الداعمين للصهاينة والذين وضعوا كل امكاناتهم ان تعيش هذه الغدة السرطانية بأمان ولو على دماء الشعب الفلسطيني.
وان بعض الدول العربية التي اشار اليها نتنياهو ولم يسمها والتي تريد منه ان يحارب ايران بالنيابة عنها ليكون بديلا لعميلها الاحمق صدام المقبور، فانها لم و لن تعتبر من مصيره الذي آل اليه، لذلك فانها تريد توريط نتنياهو بهذا الامر لكي يصل به المصير الى ما وصل اليه صدام، لان هذه الدول الرجعية الذليلة لا تقوى على ان تواجه ايران مباشرة لادراكها بالخسارة الكبيرة التي ستمنى بها رغم كل ما تملكه من اسلحة ومعدات متطورة.
ولذا فعلى نتنياهو ان لا ينساق وراء الاحلام الوردية لهذه الدول لانها وصلت الى طريق مسدود لفشل كل خططها ومشاريعها المختلفة ضد ايران والتي كان آخرها دعم الارهاب الذي اصبح اليوم في مهب الريح.