kayhan.ir

رمز الخبر: 79564
تأريخ النشر : 2018July25 - 19:58

مشهد الجنوب السوري يعود لما قبل الحرب .. و الأنظار نحو إدلب


إنجازات الجيش السوري في الجنوب تغير موازين القوى على الأرض و في الأروقة السياسية، فخلال شهر واحد قد استعاد الجيش محافظة درعا و انطلق نحو مواقع الإرهابيين في القنيطرة حيث رفعوا الراية البيضاء سريعاً بعد أن منعهم كيان الاحتلال الصهيوني من الدخول للأراضي المحتلة، متخلياً عنهم بعد سنوات من الدعم اللوجستي المتواصل. هذا التخلي عن الإرهابيين يدل على يأس العدو الصهيوني و فشل مخططاته التي وضعها لإضعاف محور المقاومة، في مشهد ميداني و سياسي قد يتكرر في الشمال السوري حيث تتجه الأنظار إلى ادلب التي يبدو أن العمل العسكري القادم سيكون فيها.

الخبير الاستراتيجي و أستاذ العلاقات الدولية في جامعة دمشق الدكتور بسام أبو عبد الله رأى في حديث لموقع "العهد" الإخباري أنّ " الانهيارات التي حدثت في صفوف الإرهابيين في القنيطرة هي اكتمالٌ لحالة الانهيار التي حدثت لإرهابيي درعا، رغم أنّ إرهابيي القنيطرة مدعومون بشكل أكبر من أقرانهم في درعا لأنهم كانوا خط الدفاع الأول عن العدو الصهيوني و رغم ذلك رفع داعمهم الغطاء عنهم و قد شوهد هؤلاء الإرهابيين و هم يقفون على الشريط الحدودي أمام العدو الصهيوني أذلاء ممنوعين من الاقتراب من الأرض المحتلة، في مشهد يذكر بمصير كل عامل و خائن لوطنه كما حدث لعملاء العدو في الجنوب اللبناني عند بوابة فاطمة".

و أضاف أبو عبد الله أنّ " هذا الانهيار كان متوقعاً إذ لا قدرة للإرهابيين على تنفيذ مناورات كبيرة في القنيطرة أبداً، بعد حصارهم من قبل الجيش السوري خلال العمليات التي قام بها في ريف درعا و لم يعد أمامهم القدرة على تحقيق أي شئ إضافة إلى ضعفهم بعد رفع الغطاء عنهم من قبل العدو الصهيوني، كما أن هناك نقطة هامة هي البيئة الاجتماعية التي لفظت هؤلاء الإرهابيين و بالتالي لم يعد هناك إمكانية لهم للبقاء على الإطلاق".

استعادة القنيطرة تعني إعادة تمركز الجيش العربي السوري كما كان قبل الحرب على سوريا، و العدو الصهيوني يرى أنّ هذا الأمر من أسوء السيناريوهات بالنسبة له خاصة و أنه كان يعتقد أنه سيضم مناطق جغرافية سورية له و تشكيل حزام آمن تكون فيه الجماعات الإرهابية المسلحة حاميةً له و لكن هذا المشروع قد سقط و انهار بالكامل و بات العدو الصهيوني يرى نفسه أمام واقع مختلف تماماً عما كان عن السنوات السبع الماضية و ذلك حسب حديث أبو عبد الله الذي أكد لـ"العهد" الإخباري أنّ " العدو الصهيوني يطلب اليوم العودة إلى اتفاق عام 1974 و هذا الاتفاق سيبقي موضوع الجولان المحتل حياً سواءً عبر التفاوض أو عبر احتمال العمل العسكري في المستقبل".

أنظار الجيش السوري تتجه الآن نحو إدلب و السيناريو الذي سيحصل فيها لن يختلف عن ما حصل في الجنوب، إذ سيكون هناك عمل تصالحي فهناك الكثير من الفعاليات الاجتماعية اليوم على اتصال مع الدولة السورية للمصالحة كما أن الكثير من أهل ادلب قد ضاقوا ذرعاً بالإرهابيين و بمشروعهم الذي يخدمونه، بالإضافة إلى العمل العسكري الذي سيكون على معاقل القيادات الإرهابية و قيادات تنظيم القاعدة التي ستعرقل المصالحة و التي يُجمعُ القرار الدولي على تصفيتهم أو إخراجهم لمكان آخر خارج سوريا، كما أنّ الوضع في ادلب بالمجمل تحكمه اتفاقات أستانة و ذلك حسب حديث أبو عبد الله الذي أكد لـ"العهد" أنّ " الأطماع التركية في الشمال السوري قد تحجّمت و هي بالأصل كانت مرتبطة بفراغ القوة الذي ترك سابقاً كنقطة ضعف للدولة السورية و لكن الأمر يختلف الآن فالدولة السورية لديها قوات عسكرية كافية لتغطية المناطق الشمالية و تركيا لن تستطيع البقاء في أرض سورية بعد عودة الدولة السورية بقوة عكس ما حصل حين الفراغ الذي سمح للأطماع التركية بالظهور"، و ختم أبو عبد الله حديثه بأنّ " مسألة ادلب ستتم بالتفاهم مع تركيا و على أنقرة أن تراعي ضرورة النظر إلى مستقبل العلاقة بينها و بين دمشق باعتبار أن سوريا هي المعبر اللوجستي الأقصر و الأهم اقتصادياً لتركيا نحو الوطن العربي و بالتالي لن تفيدها محاولات التلاعب في الشمال و في ادلب تحديداً".

العهد