إنسان بعمر 7 سنوات
* عبدالكريم البحراني
عنوان المقالة هو مشابه لكتاب بعنوان "إنسان بعمر 250 سنة”، وهو من كٌتب المرجع الديني والقائد السياسي الأول في العالم الإسلامي، وهو سماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني الخامنئي، وهو يعطي تفصيلاً مهماً للحياة السياسية التي مرّ بها المعصومون (عليهم السلام). ورقم 250 سنة يدل على مجموع مدد إمامتهم الحافلة بالأحداث والتحديات والصراعات.
250 عاماً من المواجهة مع حكّام الجور، بمختلف الأساليب، أحياناً كان بأسلوب الاحتجاج الكلامي، وأحياناً بالصلح المشروط الذي يحفظ كرامة المؤمنين ويعدّهم لخوض معركةٍ قادمة ومواجهة أخرى ذات بعد عسكري، سواء بمباشرة المعصوم (عليه السلام) أو بإعطاء الإذن والشرعية لجماعات معينة لتقوم بهذا الواجب.
لقد قُتل الأئمة المعصومون كافة، من الإمام علي بن أبي طالب وحتى الإمام الحسن العسكري، إمّا بالسيف أو بالسُّم، لأنهم كانوا يسعون لهدف واحد: وهو إقامة الحق والعدل والإطاحة بالحاكم الجائر، مع السعي الحثيث للحفاظ على الكيان الإسلامي الذي كانوا أساسه ومنْ بنى دعائمه بالكلمة والسيف.
هؤلاء هم قدوة الشعب في البحرين، فإنسان بعمر 7 سنوات يحذو حذو إنسان بعمر 250 سنة، يجاهد ويناضل بعمق إيديولوجي يستند على قواعده ويتحرك في إطار المصلحة الإسلامية العليا، ولا ينفصل عن القضايا المركزية للأمة، وهو في منحته يعلن تضامنه مع بقية الشعوب المظلومة، المسلمة وغير المسلمة.
لذلك نجده يصارع وجود الخليفيين على أرضه منذ 235 عاماً وفي نفس الوقت يعطي قضية فلسطين بُعداً مركزياً في حراكه، ويكابد الأمرَّين عند تضامنه مع شعب اليمن، ويُطارَد عندما يذكر الشهيد الشيخ نمر النمر، ويُتهم بالخيانة عندما يعلن وقوفه مع الجمهورية الإسلامية ضد هجمات الأمريكيين وتوابعهم الإلكترونية والاقتصادية والسياسية.
هذا المزاج العام لدى جماهير الثورة يعطي طابعاً تاريخياً تخليدياً لما تقوم به الآن، لأن أساسه قوي جداً ويتماشى مع السنن الإلهية القطعية القاضية بنصر الله للمظلومين في أرضه إنْ انتصروا لدينه ولعباده المستضعفين.