يمن المفاجآت
العدوان الغاشم للتحالف الاميركي ـ السعودي الذي توهم وبناء على حساباته الخاطئة بانه سيحسم الحرب ضد اليمن ويسقط صنعاء في غضون اسابيع هو اليوم قد تجاوز عامه الثالث وهو يغوص في الرمال اليمنية ولن يحقق اي من اهدافه بل انجر الى حرب استنزاف يتحمل مع مرور الزمن المزيد من الخسائر دون ان يرى في الافق من يخلصه من هذه الورطة القاتلة التي انساق اليها وكلما تلقى صفعة مدويّة في الميدان من ابناء اليمن دفع بملف التفاوض عبر المبعوث الدولي الى المشهد عسى ان يكسب المعركة سياسيا بعد ان عجز عن تحقيقها عسكريا وهذا هو منتهى غبائه وحماقته.
وبعد معركة الساحل الغربي الفاصلة والحديدة بالذات التي قصمت ظهر العدوان والذي تصور قبلها بانه سيحدد مصير هذه المنطقة المحدودة خلال ايام وبامكاناته العسكرية الضخمة ليجبر انصار الله للخضوع الى شروطه المجحفة، انقلبت موازين القوى في الميدان وهزم شر هزيمة ودفع من الخسائر ما لم يتصوره لذلك حرك ملف التفاوض مرة اخرى عبر المبعوث الدولي مارتن غريفيثس الذي زار صنعاء خلال اليومين الماضيين وتباحث مع المسؤولين فيها وعلى رأسهم قائد الثورة عبدالملك الحوثي للخروج من الازمة اليمنية ومن المقرر ان يرفع تقريرا حول جولته هذه الى مجلس الامن حول ذلك.
صنعاء التي خَبُرت ملف التفاوض لم تعد تثق بمساعي الامم المتحدة المنحازة اساسا الى التحالف العدواني ضدها لكنها تريد سحب البساط من تحت ارجل ادعياء انهاء الازمة اليمنية سياسيا، من انها مستعدة وعلى طول الخط لانهاء الازمة سياسيا ولم تغلق هذا الباب يوما، لكن التحالف الاميركي ـ السعودي البغيض لم يؤمن اساسا بهذا المنهج بل يريد اخضاع اليمن وابتلاع خيراته بالقوة وهذا ما يدركه تماما الشعب اليمني الذي اعتمد على ذاته في التصدي للعدوان عبر بناء قدراته العسكرية وابداعاته في الميدان بالذات قوته الصاروخية لاستهداف قواعد العدوان وتدمير منشآته العسكرية خلافا لما ينتهجه التحالف الاميركي السعودي اللاانساني في استهداف المدنيين العزل.
وبعد المفاجآت العديدة لابناء اليمن بتعزيز قدراتهم القتالية عبر تطوير اجهزتهم العسكرية خاصة القوة الصاروخية البالستية والطائرات المسيّرة وغيرها، ادخلوا اليوم تطورا جديدا الى قوتهم الصاروخية لتكون في مأمن من ضربات طيران التحالف الاميركي السعودي بانشاء منصات تحت الارض يعجز العدوان الوصول اليها وهذا التطور اللافت سيغير بالتاكيد من المعادلة في الميدان حيث ستصبح هذه المنصات اكثر امنا في عملها لاستهداف قواعد العدوان ومنشآته الاستراتيجية وفي نفس الوقت ستكون بعيدة عن استهداف التحالف لها وهذا الانجاز الكبير يعد تحديا جديدا للعدوان الاميركي السعودي الغاشم وسيكون عصيا على استهدافها لهذه المنصات الصاروخية الذي يردد بين الفينة والاخرى تدميرها وهذا لايعكس الا افلاسه وتخبطه وفقا لما جاء في بيان القوة الصاروخية اليمنية.
ان طيران التحالف الاميركي السعودي الغادر قد اثبت وخلال السنوات الثلاث من عدوانه السافر ضد الشعب اليمني. انه عاجز عن استهداف صواريخه وقهر اقتدار ابنائه وكسر ارادتهم ولا يجيد الا ارتكاب المزيد من المجازر ضد العزل من النساء والاطفال والمنشات المدنية والخدمية.
ان على اصحاب القرار في العدوان الاميركي السعودي ان يتاركوا انفسهم قبل ان يجبروا على رفع الراية البيضاء ويسجلوا لانفسهم هذا الخزي التاريخي لانه لا خيار امام الشعب اليمني سوى المزيد من الصمود لكسر شوكة العدوان بصواريخه البالستية خاصة وانه قد اعلن وبالفم الملأن ان هذا العام هو عام الصواريخ البالستية وهنا ستكون المفاجئة الكبرى لما سيحصل في تغيير المعادلة في الميدان.