kayhan.ir

رمز الخبر: 76755
تأريخ النشر : 2018May30 - 19:45

هل الحديدة على وشك السقوط؟


ابورضا صالح

تقول المصادر الاماراتية والسعودية ان القوات الاماراتية أصبحت على بعد 40 كيلومترا من ميناء الحديدة الاستراتيجي، ميليشيات عبد ربه منصور هادي تقول أيضا انها على بعد 40 كيلومترا، فيما تؤكد اللجان الشعبية اليمنية وقوات الجيش اليمني ان الأعداء باتوا على بعد 80 كيلومترا.

بغض النظر عن مطابقة الارقام المعلنة من قبل الجهات الثلاث مع ما هو موجود في الميدان على أرض الواقع، فإن الحقيقة هي ان سقوط ميناء استراتيجي في اليمن مثل ميناء الحديدة سيشكل كارثة انسانية بكل المقاييس، ذلك لأن اليمن سيكون محاصر من البحر والبر والجو وسينقطع تماما عن العالم ، حتى ان بعض المعونات التي كانت نادرا ما تصل الى هذا الميناء ستنقطع. وهذا الحديث يأتي في ظل تصريحات ممثل الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية الذي قال بأن 8.5 مليون يمني يعانون من الجوع وسوء التغذية وان هذا الرقم سيرتفع الى عشرة ملايين في آخر السنة الحالية مع استمرار الوضع على ما هو عليه، إضافة الى انتشار الاوبئة بين مليون يمني وانتشار مرض الخناق والسكري وغيرها من الامراض، وبالتالي فإن وقوع أكبر فاجعة إنسانية في اليمن خلال فترة قريبة ليس ببعيد.

وعلى الرغم من ان المصادر السعودية والاماراتية تشير الى اقترابها من الاستيلاء على ميناء الحديدة، حيث تشن قوات مرتبطة بالامارات هجوما واسعا باتجاه الميناء متوزعة في ثلاث مجموعات هي السلفيين، الميليشيات التي يقودها طارق ابن أخ الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وميليشيات يقودها هيثم قاسم وزير الدفاع اليمني السابق فإن مصادر الجيش واللجان الشعبية اليمنية تؤكد ان هذه القوات والميلشيات مازال أمامها طريق طويل ووعر حتى الوصول الى الحديدة.

تقول المصادر اليمنية، من الممكن ان تكون سلاسة الارض في الخط الساحلي قد ساعدت الميليشيات المرتبطة بالامارات على التقدم بسرعة وسهولة أكبر مقارنة بالمناطق الجبلية، لكنه إضافة الى الإرادة الحديدية للشعب اليمني في الدفاع عن الحديدة فإن الطريق الساحلي من الجهة التي يتقدمون منها لم يستخدم منذ 4 سنوات وهو مملوء بالرمال والطين الذي سيجعل وصولهم الى مقصدهم واحتلال الحديدة أمرا صعبا وسيواجهون مشكلات حقيقية في احتلال الحديدة. تعتقد المصادر اليمنية ان الطبيعة هناك تقف في صف الشعب اليمني وان وعود "طارق صالح" بالسيطرة على ميناء الحديدة قبل نهاية شهر رمضان ليست إلا حلما بعيد المنال.

ان اليمن حكومة وشعبا وان دعا دوما الى تسوية الازمة عبر الخيارات السياسية ورحب باي حوار، ولكنه اصطدم في كل مرة بتنصل الجهات الغربية عن الالتزام بتعهداتها بذرائع شتى ، وقد آمن في خصوص القضية الاخيرة اي موضوع الحديدة بان الاوساط الغربية تحاول اهدار الوقت لكي تسقط الحديدة وبالتالي يكون للجانب السعودي والاماراتي اليد الطولى للجلوس على طاولة المفاوضات المحتملة. وهذا ما اشار اليه قائد حركة انصار الله السيد عبد الملك الحوثي في كلمته الاخيرة حيث كشف عن مخطط غربي عربي ووصف الهجوم على الحديد بان قرار اتخذته غرفة عمليات مشتركة امريكية بريطانية صهيونية.

التامل فيما يجري هذه الايام باليمن يكشف عن ان هذه العمليات تعد مفتاح نجاة السعودية والامارات من مستنقع اليمن ، حيث انها من جهة ستعوض عن الفشل الذريع الذي تكبده ابن سلمان في احتلال اليمن من جهة وتمهد الارضية للامارات لكي تستثمر شبكة الموانيء اليمنية لصالحها من جهة اخرى.

الجميع يتذكر بان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان كان قد وعد قبل اربعة اعوام بانه سيستولي على اليمن خلال ثلاثة اسابيع ، لكن هذا الوعد ليس فقط لم يتحقق بل ان وزير دفاع السعودية بالامس وولي عهد اليوم ارغم على استقبال الصواريخ اليمنية، هذا فضلا عن انه خلال الايام الاخيرة اضطر ايضا لاستضافة الطائرات المسيرة التي باتت تقض مضاجعه كما حدث خلال الايام الماضية في مطار ابها حيث تعرض الاسطول الجوي السعودي الى عمليات تشويش واسعة من قبل الجيل الجديد من الطائرات المسيرة اليمنية . كما ان احتلال ميناء عدن من قبل الامارات والاستيلاء على ميناء سقطري الذي لا يوجد ولا يتواجد فيه اي حوثي، يكشف بوضوح عن ان هدف مواكبة ابن زايد لابن سلمان هو ضمان المصالح الاقتصادية لولي عهد ابوظبي .

في مثل هذه الظروف فان الحوار بين ايران واوروبا فيما يخص اليمن ينعقد بهدف التقليل من معاناة الشعب اليمني مع اختلاف جوهري هو ان احد الاطراف يدعو الى التعجيل في تقديم المساعدات الانسانية فيما الجانب الاخر لازال يواصل سياسة كسب الوقت لانه ينظر الى المستقبل بشكل اخر .