ترامب والقرار البالي
مهدي منصوري
يعتقد ان الرئيس الاميركي ترامب الذي لايفقه من السياسة سوى لعبة الريح والخسارة التجارية، لم يقرأ التاريخ ولايدري ماذا يجري من حوله، ولا لما جرى لمن سبقه من الذين تسنموا ادارة الحكم في الولايات المتحدة، لانه ومن الواضح ومن خلال قراراته الهوجاء والقائمة على رد الفعل الهستيري ضد الدول لم تجد طريقها للتطبيق ولهذه اللحظة لانها تصطدم بجدار الحقيقة القوي الذي لا يبصره ترامب.
والا واذا كان ترامب قد اتعب نفسه قليلا في قراءة بسيطة لما جرى للرؤساء الاميركيين قبل مجيئه للبيت الابيض لما وصل فيه الامر الى ما هو عليه الان والذي وضعه في دائرة ضيقة ومغلقة لايستطيع الخروج منها، وبعبارة اوضح وكما عبر بعض المقربين منه في الحكم من انه يرى الجميع انهم موظفون لديه، فلذلك فهو يتوعدهم بين اللحظة والاخرى ولم يفهم سوى لغة التهديد والوعيد التي عفى عليها الزمن ولم تعد تنفع في عالم جديد يقوم على ارادة الشعوب في تحقيق اهدافها.
ومن خلال ما تقدم نستطيع القول ان ترامب المختل عقليا يعتقد ان اسلوب لغة المقاطعة الذي يستخدمه اليوم هو الاسلوب الانجع في فرض هيمنة اميركا على المنطقة والعالم، ولذلك فان المجتمع الدولي وامام هذا اللون من الاسلوب بقي في حالة من الحيرة لانه وقع في حالة من الدوار لانه لا يدري كيف يتعامل مع مثل هذا التصور الاهوج الذي جعل من المقربين منه يتخلوا عنه الواحد بعد الاخر.
والمهم في الامر ان قرار ترامب الاخير بمقاطعة حزب الله وسيد المقاومة السيد حسن نصر الله وبعض قيادات هذا الحزب قد واجه السخرية والاستهزاء من قبل المراقبين، لان هدف هذا القرار واضح وضوح الشمس في رابعة النهار الا وهو ان يريد ضمان أمن الكيان الصهيوني الذي يعيش اليوم في مازق كبير لان أمنه أصبح مهددا من قبل الفلسطينيين بالدرجة الاولى، والذي انعكس ذلك وبصورة مباشرة على الداخل الاسرائيلي الذي بدا يدرك انه لم يكن امنا لان ردود فعل المقاومة الفلسطينية على جرائم جيشه سيكون قاسيا، وبنفس الوقت فان سيد المقاومة السيد حسن نصرالله قد اكد وفي خطابه الاخير انه واذا ما استمرت اسرائيل في عدوانها وقسوتها ضد الشعب الفلسطيني او حاولت استهداف سوريا فان تل ابيب ستكون الهدف الاساس لصواريخ المقاومة. وبذلك ارسل رسالة رعب قاتله لاميركا وحلفائها من الذيليين العرب، ولذا فان قرار ترامب بمقاطعة حزب الله هو رد فعل أهوج، ولكن ليس فقط ترامب بل كل الذين يسيرون في الفلك الاميركي الصهيوني يدركون جيدا ان المقاومة قد اختطت طريقا لاحبا من اجل تحرير كل الشعوب المستضعفة من الهيمنة الاميركية، وان ثمار نشاطاتها قد اخذت تظهر وبوضوح سواء كان في تدمير الارهاب الاميركي الصهيوني السعودي، وكذلك في الموقف الصلب لابناء فلسطين من خلال مسيرات العودة التي اصبحت كابوسا يجثم على صدورالصهاينة بالدرجة الاولى، فلذلك فان قرار ترامب هذا لايضيف جديدا لانه لن يجد طريقه للتطبيق وانه وكما يقال يعكس جهد العاجز الذي لا يستطيع فعل اي شئ سوى ارسال التهديدات الجوفاء التي لا تغني ولا تشبع من جوع، لان محور المقاومة اليوم اصبح في وضع لايمكن لاي جهة او قدرة كانت مهما تعاظمت ان تثنيه او تعيده الى القمقم من جديد ولا بد ان يحقق اهدافه من خلال ارادة الشعوب التي لا تقهر أبدا.