طهران/كيهان العربي: لربما يثقل بعض الاصدقاء التذكير بما حدث. فبالرغم من التحذيرات المتتالية وبدواعي التحرق بان لا تثقوا باميركا، قدموا لها الكثير من المكاسب. وما نشير اليه لاجل ان تكون عبرة ودرس للمستقبل.

ففي الثاني والعشرين من آذار عام 2015 حذر قائد الثورة في حديث بالحرم الرضوي (ع) قائلا: "لا تنخدعوا بتكشيرة الخصم ولا تثقوا بوعوده، اذ حين يتمكن من عبور الجسر يضحك على ذقوننا فما افظعها من وقاحة".

فبالامس مزق ترامب الاتفاق النووي! ولكن ليس ليعود الى ما قبل خطة العمل المشترك! وانما تخرج اميركا من الاتفاق وهي قد اخذت عشرات المكاسب من ايران فقد تم ازالة برنامجنا النووي، ولم تلتزم بتعهداتها حيال خطة العمل المشترك فيما لم تلغ العقوبات واضافت عشرات اخرى عليها. وشاهدنا بوضوح ان المكاسب التي قدمناها لايمكن ارجاعها، اوان ارجاعها سيكلف الصعاب وبذل نفقات باهظة. بعبارة اخرى فان اميركا قد امتصت معين الاتفاق الى آخر قطرة ويلفظون الآن الثفالة من الاتفاق!

وبقي السؤال هل يمكن انكار عبور مركوب اميركا من الجسر وها هي تضحك على ذقوننا؟!

فالسيد روحاني وبعد كلام ترامب وفي الرد على خروج اميركا من خطة العمل المشترك، قد قال؛ نستمر في الاتفاق دون اميركا! ولم يجب على التساؤل؛ اليست العقوبات وهي الموضوع الاساس لخطة العمل المشترك ناجمة من العقوبات الثانوية –Secendary Sanction- وألم تتردى الدول الاخرى في ابرام صفقات تجارية معنا خوف الغرامات والعقوبات الاميركية ؟!

وبالتالي كان من المقرر ان نحرف الاتفاق النووي فيما اذا مزقه ترامب. فينبغي ان نتخلص من ثفالة الاتفاق النووي، ونعود لامكاناتنا وقابلياتنا، ولنثق بان اميركا لا تتجرأ بارتكاب اي حماقة.