ظريف: اميركا أرتكبت انتهاكات واسعة النطاق للاتفاق النووي وخروجها منه سيكون خطأ مؤلما لها
طهران – كيهان العربي:- اعتبر وزير الخارجية الدكتور محمد جواد ظريف، خروج اميركا من الاتفاق النووي بأنه سيكون خطأ مؤلما للاميركيين انفسهم.
وقال الوزير ظريف، في تصريح ادلى به للصحفيين، انه فيما يتعلق بالاتفاق النووي في مجال البحث والتطوير ونشاطات الجمهورية الاسلامية الإيرانية في تطوير طاقاتها النووية السلمية ، هنالك حقيقة مفادها أنه إذا ارتكبت اميركا خطأ الخروج من الاتفاق فمن المؤكد أن هذا الخطأ سيكون مؤلما للأميركيين.
ورداً على سؤال للصحفيين حول تغيير وزير الخارجية الاميركي وصلته بمخطط ترامب للخروج من الاتفاق النووي، قال ظريف: ترامب ومنذ اليوم الاول الذي تسلّم فيه السلطة وقبل ذلك بذل قصارى جهده لتقويض الاتفاق، وخلال كل هذا الوقت ، كانت الولايات المتحدة قد ارتكبت انتهاكات واسعة النطاق.
واضاف: ان اللجنة المشتركة المنبثقة عن الاتفاق عقدت اجتماعا في فيينا اليوم على مستوي مساعدي وزراء الخارجية، وأكدت الجمهورية الاسلامية في ايران على ضرورة تنفيذ اميركا لكامل تعهداتها في الاتفاق ووقف الانتهاكات.
واكد ان الجمهورية الاسلامية في ايران قد أعدت نفسها لمختلف الظروف أثناء المفاوضات حول النووي.
ونوّه الى ان الاتفاق النووي وردت فيه الخطوات التي ستتخذها الجمهورية الاسلامية في ايران إذا لم تستفد من منافعها الاقتصادية.
من جانبه قال مساعد وزير الخارجية الدكتور عباس عراقجي انه كان هنالك اجماع بالرأي في اللجنة المشتركة تجاه اميركا بضرورة مواصلة وتنفيذ الاتفاق النووي كاملا مع حسن النية.
وقال الدكتور عراقجي للصحفيين، ان الاجتماع الحادي عشر للجنة كان متأثرا بالاجواء التي اثارها الرئيس الاميركي حيث ان المهلة التي حددها لحلفائه الاوروبيين خلق اوضاعا جديدة واثار تساؤلات حول ما يمكن تصوره حيال مستقبل الاتفاق النووي.
واضاف، ان جميع اعضاء اللجنة اكدوا دعمهم ورغبتهم بمواصلة التنفيذ الكامل والدقيق للاتفاق النووي وحتى ان الوفد الاميركي اكد بأن بلاده ملتزمة بتعهداتها في الوقت الحاضر وانها ستواصل تنفيذه لغاية التوصل الى نتائج في المشاورات واتخاذ القرارات المرتبطة بهذا الموضوع.
واضاف، اننا نرى بأن مجرد اثارة موضوع الانسحاب من الاتفاق النووي يعد انتهاكا له بحد ذاته لان جميع الاطراف تعهدوا بتنفيذه بحسن نية وضمن اجواء بناءة.
ورد مساعد وزير الخارجية على الاجواء المثارة من جانب وسائل الاعلام الغربية حول ما وصفته باجراءات حظر اوروبية جديدة ضد ايران.
وأكد ان الاوروبيين يريدون الحفاظ على الاتفاق النووي والابقاء على الغاء الحظر.
وقال: لو حاولت بعض الدول الاوروبية احيانا اتخاذ اجراءات كفرض اجراءات حظر غير نووية ضد ايران من اجل ارضاء الرئيس الاميركي فإنهم يكونون قد ارتكبوا خطأ كبيرا في الحسابات وسيرون تاثيره المباشر على الاتفاق النووي واستمراره.
واكد عراقجي انه من الافضل للدول الاوروبية مثلما عملت لغاية الان ان تسعى لحث اميركا على الالتزام بتعهداتها في الاتفاق النووي وتنفيذه بجميع اجزائه مع حسن النية وفي اجواء بناءة، لانه لا يمكن تصور اي طريق اخر لصون الاتفاق غير الالتزام التام من جانب اميركا وسائر اطراف الاتفاق بجميع تعهداتها.
على الصعيد ذاته قالت مندوبة الاتحاد الاوروبي هيلغا شميت في ختام اجتماع اللجنة المشتركة للاتفاق النووي في فيينا، تاكيد جميع الاطراف على التنفيذ المؤثر لجميع اجزاء الاتفاق والتنفيذ المستمر لالغاء الحظر المتعلق بالقضية النووية.
واشار البيان الذي اصدرته شميت الى التقرير العاشر للوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي اكد التزام ايران التام بنصوص الاتفاق النووي واضاف، ان اطراف الاتفاق النووي ترحب بتاكيد الوكالة الدولية للطاقة الذرية من جديد التزام ايران المستمر بتعهداتها.
ونوه البيان الى ان المشاركين تدارسوا بصورة مسهبة العملية المتعلقة بالغاء الحظر في اطار اجتماع فريق العمل الخاص بدراسة بتنفيذ الغاء الحظر، واكد المشاركون ضرورة التنفيذ المستمر لالغاء الحظر المتعلق بالقضية النووية ومن ضمنها التراخيص المتعلقة بالطيران المدني، بحيث توفر امكانية التحقيق المؤثر للمصالح ذات الصلة وفقا لما نص عليه الاتفاق النووي، ويؤكدون كذلك على الاهمية المستمرة للبحث في مثل هذه الاجتماعات حول اي تحد قد يحصل في هذا المجال.
واوضح البيان بان اجتماع اللجنة المشتركة بحث كذلك تنفيذ الملحق الثالث للاتفاق النووي حول التعاون النووي السلمي، ورحب في هذا الاطار بالاجراءات المتخذة من جانب بعض المشاركين في الاتفاق لدعم هذا الامر.
وقال البيان، ان جميع المشاركين جددوا التزامهم المستمر بتعهداتهم في اطار الاتفاق النووي واكدوا على ضرورة الاطمئنان لتنفيذ جميع الاجزاء ذات الصلة بالاتفاق مع حسن النية وفي اجواء بناءة.
من جانبها أعلنت الخارجية الروسية أن جميع الدول التي شاركت في جلسة للجنة المشتركة بين "السداسية" الدولية وإيران أكدت التزام طهران بالتعهدات التي قطعتها في إطار الاتفاق النووي.
وقالت الخارجية في بيانها: "عقدت يوم 16 مارس في فيينا جلسة للجنة المشتركة بين دول "السداسية" وإيران بالتنسيق من قبل الاتحاد الأوروبي، رحب خلالها جميع المشاركين بتنفيذ إيران التام لالتزاماتها في إطار خطة العمل المشتركة الشاملة (الاتفاق النووي الإيراني)، وهو ما تؤكده الوكالة الدولية للطاقة الذرية بانتظام".
وأضافت: "إن ذلك دليل مباشر على أن خطة العمل الشاملة المشتركة تعمل فيما يتعلق بضمان الطابع السلمي الخالص لبرنامج إيران النووي".
وأكد بيان الخارجية أن "اللجنة المشتركة بين السداسية وإيران لا تزال الآلية الوحيدة المخولة بالنظر في مدى تطبيق بنود خطة العمل المشتركة الشاملة، التي صادق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231 عليها".
وشدد الجانب الروسي على أن "انتهاك المبادئ المنصوص عليها في الاتفاق والانحراف عن فلسفته الأساسية سيضر، حتما، نظام عدم انتشار الأسلحة النووية"، داعيا جميع القوى العاقلة إلى التوحد حول الاتفاق خدمة لمصالح السلم والاستقرار في العالم.
وتابعت الخارجية الروسية أن "المشاركين في الاجتماع أكدوا أن وفاء إيران بالجزء النووي للاتفاق يجب أن يترافق مع تنفيذ الأطراف الموقعة على الاتفاق، وبصورة نزيهة وشاملة، لالتزاماتها بشأن ضمان الظروف المناسبة للتعاون الاقتصادي - التجاري والمالي المثمر مع إيران وأيضا ضمان تعزيز التفاعل في مجال الاستخدام السلمي للطاقة النووية".
وأشارت الوزارة إلى أن "التوازن الدقيق بين أركان الاتفاق يشكل أساسا للتطبيق الناجح والمستدام لبنوده"