اردوغان وحد الشعب السوري
مع دخول القوات الشعبية التابعة للقوات المسلحة السورية الى مدينة عفرين بدأ فصلا جديدا في هذه المدينة التي عادت الى حضن الوطن حيث رفع العلم السوري فيها وهذا يعني انقلاب الموازين في منطقة عفرين التي كانت حتى الشهر الماضي اي قبل بدء الهجوم التركي على هذه المنطقة، وحدات الحماية الكردية تعارض دخول القوات السورية اليها لكنها اليوم واي كانت الاسباب عادت هذه الوحدات الكردية ترحب وتستقبل القوات الشعبية وان تنضوي تحت حماية الدولة السورية وتقاتل الى جانب قواتها دفاعا عن الارض السورية وليست هذه الخطوة الوحيدة التي اقدمت عليها وحدات حماية الشعب الكردي في عفرين بل خطت خطوة متقدمة في حلب حيث سلمت العديد من احياء هذه المدينة التي كانت تسيطر عليها الى قوات الدولة السورية كبادرة حسن نية على تعاونها للدفاع عن ارض الوطن والانتقال الى المواقع الاخرى التي هي بحاجة للتواجد فيها.
ومع التطور اللافت والهام الذي حصل في عفرين وكذلك دخول 700 عنصر اضافي من القوات الشعبية السورية الى هذه المدينة وان تطلبت الحاجة سيدخل المزيد منها، يكون قد انقلبت الموازين في عفرين بشكل بات يحرج الاتراك ويضعهم في موقف صعب قد يجبرهم الى حرب استنزاف طويلة الامد ان تمادوا في اصرارهم على دخول مدينة عفرين وتصدي المقاومة لهم ناهيك عما ستكون له من نتائج كارثية على الطرفين.
ان مغامرات الرئيس اردوغان في التدخل بالشأن السوري يبدو انها لا نهاية لها ولا شك انه سيحصد الخيبة تلو الخيبة خاصة ان تدخله العسكري هذه المرة وحد الشعب السوري بعربه واكراده واصبحوا جنبا الى جنب في مواجهته وهذه لعبة خطيرة قد تجر الى الصدام بين الجانبين السوري
والتركي وهذا ليس من مصلحة البلدين.
ويرى بعض المراقبين ان دخول القوات الشعبية وعودة عفرين الى الدولة السورية هو انقاذ تركيا من مازقها التي فشلت في تحقيق اي مكسب لها على الارض رغم مرور اكثر من شهر على عملياتها العسكرية في منطقة عفرين.
ان التطور التاريخي الذي شهدته منطقة عفرين اثبت للجميع انه لا مناص من تحقيق اي استقرار في هذه المدينة الا بالعودة الى كنف الدولة السورية التي تأمن الحماية للمواطن والارض معا وكذلك اعادة اللحمة والثقة بين ابناء الوطن الواحد لمواجهة من يطمع بالارض السورية.
لكن ما كان اكثر اهمية وحيوية ويستوجب التوقف عنده ان الوضع الجديد قد خلق احراجا كبيرا لانقرة التي كانت تتشبث بان المنطقة ليست آمنة لها اما اليوم انها قد اصبحت تحت الحماية السورية وعليها ان تتعامل مع الواقع الجديد وتدخل في مفاوضات مع دمشق لتوفير الامن والاستقرار على الحدود بين البلدين لذلك فامام تركيا خياران لا ثالث لهما فإما الاستمرار في مسلسل المغامرات التي بدأت بها منذ تفجر الازمة السورية التي كانت طرفا فيها واما الذهاب الى مفاوضة دمشق وحل القضايا العالقة بالطرق الدبلوماسية التي تضمن مصالح الطرفين وهذا هو الطريق الاسلم لانهاء المشاكل بينهما.