kayhan.ir

رمز الخبر: 71513
تأريخ النشر : 2018February09 - 21:04

ثورة الهية قدرها دحر الطغاة


لا احد في هذه المعمورة من السياسيين والنخب العقلاء والعلماء الاجلاء وكذلك الرأي العام العربي والاسلامي والعالمي الحر والمنفتح الضمير يشكك بان ما حدث في ايران في سبعينيات القرن الماضي بانه "معجزة القرن العشرين" التي غيرت مسيرة تاريخ المنطقة والعالم وكذلك غيرت موازين القوى والمعادلات الدولية وارست لقواعد ومدرسة جديدة تستمد مبادءها وقوامها من الاسلام المحمدي الاصيل وقد رفعت شعار "لا شرقية ولا غربية" وهذا ما شكل صدمة كبيرة وتساؤلا لمختلف الاطراف الاقليمية والدولية كيف يمكن لثورة فتية ان تشق طريقها وتنتصر دون الاستعانة باي من القوى الكبرى في وقت كان العالم يخضع للحرب الباردة بين القوتين العظميين اميركا والاتحاد السوفيتي.

وكان لانتصار الثورة الاسلامية في ايران وبقيادة الامام الخميني (قدس سره) صدى عالميا واسعا واثرا بالغا على جميع الشعوب لما كانت تمتاز بها من خصوصيات بدأ بشخصية الامام الخميني المتألهة والاستثنائية ومرورا بماهية هذه الثورة وشعاراتها الاسلامية وانتهاء باهدافها المقدسة في نصرة العرب والمسلمين والمستضعفين وربما يومها لم يدرك الكثيرون ابعاد هذه الثورة العظمى واهدافها المقدسة، لكن الاعداء الذين رهبوا هذه الثورة وحاولوا الوقيعة بها كانوا ادرى بدورها المستقبلي و ما ستشكل من مخاطر جمة عليهم لانهم المتضرر الاول من انتصارها وكان من بينهم "موشي ديان" وزير الخارجية الصهيونية حين قال يومها: "ان انتصار الثورة في ايران زلزال سيصلنا ارتداداته".

ومنذ انتصار الثورة الاسلامية المباركة وحتى يومنا هذا التي تدخل العقد الرابع من عمرها هي مستمرة في العطاء وتؤتي اُكلها كل حين في كل مجال وهي تزداد ألقاً وقوة وعظمة لما حققتها من انجازات علمية كبيرة في مختلف الاصعدة واصبحت اليوم تنافس القوى العالمية في بعض منتوجاتها وكل هذا تم في ظل الحصار الظالم والحظر البغيض للقوى الاستكبارية التي لم تنقطع مؤامراتها حتى اليوم للوقيعة بهذه الثورة والقضاء عليها ان استطاعت الا ان الارادة الالهية شاءت ان يبزغ فجر هذا الوليد المقدس الذي اسمه الثورة الاسلامية ليكون نبراسا لشعوب العالم واحراره، رغم حجم المؤامرات والدسائس التي حيكت ضد هذه الثورة سواء قبل انتصارها او بعدها وحتى يومنا هذا ولا مجال لسردها ويعرفها الجميع.

اننا لانغالي ان قلنا انها ثورة الهية رعتها العناية الربانية ولو لاها ما استطاع اي نظام في العالم مهما امتلك من قوة وامكانات وطاقات مادية وبشرية ان يواجه هذا الزخم الهائل من العداء الخارجي الدفين وبابعاده المختلفة وباساليبه المتنوعة الجهنمية ويقف اليوم شامخا صامدا ومتطورا في احدث العلوم ويمتلك من القوة والمنعة التي يهابها الاعداء ولا يتجرأون المساس بها .

وليس خافيا على احد ان الغرب والشرق وعملائهم في المنطقة تكالبوا على الثورة الاسلامية ودعموا شاه ايران وقدموا له كافة انواع الدعم للحيلولة دون نجاح هذه الثورة لكن الارادة الالهية شاءت ان تنتصر هذه الثورة ويندحر الشاه وكافة القوى الدولية المسانده له وهكذا بعد انتصارها، لم تفوت اميركا اي فرصة للاجهاض على هذه الثورة المباركة بدأ بشن الحروب وحياكة المؤامرات والدسائس والانقلابات والفتن وانواع الحظر الا انها وبفضل الرعاية الالهية باءت كلها بالفشل واصطدمت بجدار الشعب الايراني الصلب.

والطريف في الامر ان هناك من يشبه بين ما وقع للثورة الاسلامية الايرانية في مواجهاتها للطغاة والنبي موسى في مواجهة للطاغية فرعون. فيوم اخبر الكهنة الطاغية فرعون بأن نبيا ستعقد نطفته هذه السنة فأمر جلاوزته بعزل رجال مصر عن النساء ومن ثم ارسل قواته الى كل بيت مصري فيه امراة حامل أمر بذبح وليد ان كان ذكرا بمجرد ان تضعه امه وهكذا مرت الايام حتى وضعت ام موسى وليدها في اليم والقصة معروفة ليلتقطه سيارة من قوم فرعون وبالتالي ليترعرع هذا الوليد في بيت فرعون الطاغية السفاح الذي ذبح الالالف من اطفال مصر حتى يتخلص من النبي موسى. الى ان الارادة الالهية كانت شيئا آخر فحدث ما حدث. وهذا هو حال الثورة الاسلامية التي اراد الاعداء ان لاتكون هي اليوم تدشن سنتها الاربعين وهي اكثر قوة وصلابة واستعدادا لمواجهة طغاة الارض الذين لايريدون لها وللمجتمعات البشرية ان تنعم بالاستقلال والعزة والعيش الكريم بل يريدونها شعوبا تابعة يفرضون ارادتهم عليها لكن عليهم ان يثقوا ان ثورتنا الاسلامية المدعومة من السماء هي ثورة مباركة قدرها دحر الطغاة وهذا ما ستكمله في مشوارها انشاء الله.