ظريف: ليس بامكان احد ان يحدد لايران قدراتها الدفاعية ولا نطمع في أراضي الآخرين
طهران - كيهان العربي:- اكد وزير الخارجية الدكتور محمد جواد ظريف بان لا احد يمكنه ان يحدد لايران ما تمتلكه من اسلحة وقدرات دفاعية.
وقال الوزير ظريف خلال حديثه مع القناة الثانية في التلفزيون الايراني، ان لدينا الكثير من الكلام حول الصواريخ والاسلحة وقدراتنا الدفاعية ونقولها بصراحة، فبلدنا تعرض للعدوان (من قبل النظام العراقي السابق خلال فترة الثمانينات من القرن الماضي)، والعالم أجمع ساند المعتدي ولم يسمح لايران بالحصول على ابسط الوسائل، لذا فانه لا أحد بامكانه ان يحدد لايران ما تمتلكه من امكانيات (دفاعية)، لا اخلاقيا ولا حقوقيا ولا دوليا.
واكد وزير الخارجية، ان الجمهورية الاسلامية في ايران لا تطمع في اراضي الآخرين وتعتبر استقرار دول الجوار استقرارا لها، حتى انه في فترة الحرب المفروضة (1980-1988) اقترح وزير الخارجية آنذاك ولايتي على الامين العام للامم المتحدة في حينه بيريز دكويار، موضوع الامن الاقليمي، كما قدمت الجمهورية الاسلامية في ايران مقترحات عديدة لجعل المنطقة خالية من اسلحة الدمار الشامل، ونحن نعتقد بان الذين حولوا المنطقة الى برميل بارود ليسوا مؤهلين بان يحددوا لايران مقدار ما يمكنها امتلاكه في المجال الدفاعي وان تستخدم وسائلها المحلية لمحاربة الارهاب.
وصرح الوزير ظريف بانه سيشارك في المؤتمر المقرر عقده في الكويت حول اعادة اعمار العراق خلال الاسبوع القادم، معربا عن امله بان يشارك القطاع الخاص الايراني فيه بصورة جدية.
واضاف، ان لنا فرصا جيدة في العراق وسوريا ولنا حضور جيد جدا في العراق اذ تعمل شركاتنا التقنية والهندسية فيه منذ اعوام.
واشار الى ان هنالك فرصا واسعة لاعادة الاعمار في سوريا، واوضح بان حضور روسيا في عملية الاعمار في سوريا لا يعني عدم حضور ايران واضاف: الفرص متاحة لكل الدول وبامكاننا وروسيا ان نكمل احدنا الاخر ولا حاجة لان نكون متنافسين.
واكد وزير الخارجية ظريف ان الاتفاق النووي يفرض على جميع الاطراف بما فيها اميركا تنفيذ تعهداتها بحسن نية، معتبرا ان الرئيس الاميركي دونالد ترامب مستاء جدا من الاتفاق النووي ويسعى لتقويضه.
وشدد بالقول: لا استطيع القول انه كان الامكان صياغة الاتفاق النووي بشكل افضل، ولكن بامكاني القول ان الاتفاق النووي الموجود حاليا ليس كل ما نريده وكذلك ليس كل ما يريده الاميركان.
واكد ان وفدنا المفاوض أصر على رفع جميع اجراءات الحظر دفعة واحدة، الا ان الاميركان ادعوا ان لديهم قيودا وعليهم مراجعة الكونغرس لازالة اجراءات الحظر، وفي مثل هذه الظروف استطعنا صياغة الاتفاق النووي بالشكل الممكن.
واشار ظريف الى تهديدات الرئيس الاميركي "ترامب" بالغاء الاتفاق النووي منذ ترشحه للانتخابات الرئاسية وحتى الآن، الا ان مستشاريه نصحوه بان ذلك سيؤدي الى عزلة اميركا.
وقال: ان الحكومة الأميركية لم تتفق ابدا مع ايران لأن الجمهورية الاسلامية في ايران اوجدت رؤية جديدة تجاه ادارة الحكم والسلطة، مؤكدا ان طهران لم تكن لديها اي نظرة ايجابية تجاه اميركا، وان الاتفاق النووي تمت كتابة كل كلمة فيه على اساس عدم الثقة باميركا، وقلما توجد وثيقة دولية تستغرق وقتا طويلا لصياغتها.
واضاف وزير الخارجية: ان ما يفعله "ترامب" كان متوقعا، ولم يكن ننتظر من اميركا ان تنفذ الاتفاق النووي بحسن نية، وفي جميع بنود الاتفاق النووي تم التأكيد على ان تنفذ جميع الاطراف الاتفاق النووي بحسن نية، لأننا كنا نتوقع من الاميركيين ان يفعلوا ذلك تماما، وطيلة هذه الفترة تم التوقيع على العديد من الاتفاقيات والحصول على خطوط الائتمان.
ولفت الى تحسن التصنيف الائتماني لايران من المرتبة الخامسة في عهد الحكومة السابقة، الى المرتبة السادسة العام 2016، وارتفعت حاليا الى المرتبة الخامسة.
وحول التعاملات الدولية لايران، قال وزير الخارجية: اننا الان نبيع نفطنا بسهولة ونستلم مبالغها، وفي بعض الحالات هناك توافقات مع عدد من الدول حول استلام العوائد النفطية باليورو او بالعملات الوطنية، فقط لدينا مشكلة مع الصين وكوريا الجنوبية، في حين نستلم مبيعات النفط من اوروبا واليابان والهند، هناك محاذير في الصين لا صلة لها بالاتفاق النووي.
واشار الى ان ايران تصدر حاليا اكثر من 2.5 مليون برميل يوميا وبامكانها تصدير كمية اكبر فيما لو كانت السوق العالمية تسع لذلك، ولا توجد اية قيود في بيع النفط الايراني، وبعد اتفاق جنيف استطاعت ايران الحصول على 600 مليون دولار شهريا
واكد الوزير ظريف بان السعودية دخلت المنطقة بايعاز خاطئ وانها تعاني ضعفا في استيعاب الدروس من الاحداث.
واضاف: لسنا غافلين عن السياسة التي تمارسها السعودية منذ اعوام لكسب النفوذ الا انها لم تكن سياسة ناجحة لان الشعب العراقي هو الذي يقرر مصيره بنفسه.
وقال: لنا حضورا جيدا في العراق وسوريا لكنه مبني على اساس احترام الشعبين السوري والعراقي وهو الامر الذي جعل لنا نفوذا هناك .
وتابع قائلا، ان الاشكالية الماخوذة على جيراننا في السعودية هي انهم دخلوا المنطقة بايعاز خاطئ وهم يشعرون بالقلق لماذا لا تثمر انشطتهم عن نتائج لهم الا ان الامر معلوم اذ غرسوا بذرة سيئة وهم يحصدون نتيجتها.
وخاطب المسؤولين السعوديين، انه حينما تسعون لاحتجاز رئيس وزراء دولة في بلدكم لممارسة الضغوط عبر هذا السبيل فان النتيجة ستكون واضحة، وحينما تسعون في دولة ما لدعم الارهاب والجماعات الارهابية التكفيرية ليكون لكم تاثير ونفوذ في تلك الدولة او انكم تنفقون اموالا طائلة لزعزعة الامن في تلك الدولة فمن المعلوم ان هذا الامر لا يعود بالامن لتلك الدولة ولا النفوذ لكم فيها.
وحول العدوان السعودي على اليمن وقضية تقسيمه، قال وزير الخارجية: ان ما قامت به السعودية في اليمن من قتل الاطفال لم يسفر لها سوى عن الكراهية والغضب ضدها.
واضاف: طهران ومنذ اندلاع الازمة في اليمن طرحت مبادرة من 4 بنود وهي وقف اطلاق النار الفوري وتقديم المساعدات الانسانية واجراء الحوار اليمني اليمني وتشكيل الحكومة الشاملة ونعتقد بان تلك المبادرة يمكن العمل بها في الوقت الراهن ايضا.
واشار الى التناحرات القائمة في عدن جنوب غرب اليمن والتي تدفع البلاد نحو التقسيم واضاف، اننا نرى بانه على السعودية والامارات ان تصل الى هذه النتيجة بان الاعوام الثلاثة الماضية لم تجلب لها الكراهية والقتل واضاف، ان ايران ومنذ اليوم الاول طرحت المبادرة ذات البنود الاربعة وهي الوقف الفوري لاطلاق النار وارسال المساعدات الانسانية واجراء الحوار اليمني اليمني وتشكيل الحكومة الشاملة لكننا نشهد اليوم في عدن التناحر بين فئتين تدفعان اليمن نحو التقسيم.
واكد بانه ينبغي على السعودية والامارات توصلتا الى هذه النتيجة وهي ان سياسة الاعوام الثلاثة الماضية لم تجلب لهم سوى الكراهية والقتل ومتى ما ارادت اليمن الوصول الى حل فلا حل لها سوى عبر المبادرة الايرانية ذات البنود الاربعة.