الرئيس روحاني: نرفض إعادة النظر في الاتفاق النووي وبقاء اميركا او عدمه لن يؤثر على قرارنا
طهران - كيهان العربي:- اكد رئيس الجمهورية الدكتور حسن روحاني ان الشعب الايراني وبعد الظروف العصيبة التي مرّ بها على مر السنوات المديدة اثر سطوة الاستبداد، قرر ان يتحرر وبذلك فقد انتفض ليؤسس الثورة الاسلامية بمبادئها التي مازالت متواصلة.
وقال الرئيس روحاني خلال مؤتمره الصحفي الذي عقده عصر أمس الثلاثاء بحضور (250) وسيلة اعلام محلية واجنبية، قال: ان الشعب الايراني لن يتخلى عن مبدأ الحرية والسيادة الوطنية ومحاربة الاستبداد والوقوف في وجه المعتدين.
وهنا رئيس الجمهورية بمناسبة انطلاق عشرة الفجر المباركة واقتراب الذكرى السنوية الاربعين لانتصار الثورة الاسلامية في ايران.
واضاف: اننا اليوم وبعد 39 عاما من انتصار الثورة الاسلامية لانزال نشاهد تواجد الشعب ومشاركته بفاعلية ووقوفه في وجه التهديدات وتحقيق النجاح على المستوى الداخلي والخارجي. مؤكداً ان الشعب الايراني هو من اسس ثورته وقرر بعد فترة طويلة من سيطرة الانظمة الاستبدادية ان يحصل على حريته.
وشدد الرئيس روحاني ان الحكومة تعتزم دعم القطاع الخاص وتعزيز الشركات الاقتصادية الخاصة في البلاد. وشدد ان الحكومة تواصل مهامها في سياق مصالح الشعب وازالة البطالة .
وحول سياسة اميركا الاخيرة حول مراقبة ايران في المنطقة'، ومقترحات وزير الخارجية ظريف حول التوافقات والتحالفات الاقليمية الجديدة بهدف تعزيز الاستقرار الاقليمي وهل ان ايران ترغب في استعراض هذه الرؤية مع القوى العالمية من عدمه؟
قال رئيس الجمهورية: ان الحل الوحيد في منطقة الشرق الاوسط المعقدة يكمن في الحل السياسي والمفاوضات وخاصة مع الدول الاقليمية؛ مضيفا ان الجمهورية الاسلامية في ايران لن تواجه اي مشكلة في اجراء الحوار مع البلدان غير الاقليمية.
وتابع، لقد استعرضنا خلال محادثاتنا مع رؤساء العالم موضوع مكافحة الارهاب والاستقرار ومصير الشعوب الاقليمية وصفقات بيع السلاح الى بلدان المنطقة؛ مضيفا سنواصل محادثاتنا مع الدول الاقليمية وغير الاقليمية وحتى نطلب الدعم من هذه الدول؛ كما طالبنا من البلدان الاوروبية على هامش اجتماع منظمة الامم المتحدة بالعمل على وقف قصف الشعب اليمني.
وحول العمليات العسكرية التركية في شمال سوريا، قال الرئيس روحاني انه فيما يخص القضايا الاقليمية وخاصة الوضع السوري، فإن هناك تعاون جيد بين ايران وروسيا وتركيا؛ لافتا الى محادثاته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الثلاثاء حيث اكد الاخير ضرورة انعقاد قمة جديدة بين رؤساء الدول الثلاث.
وقال الرئيس روحاني: ان ايران وروسيا وتركيا ارتبطت بتعاون طيب للغاية حول التطورات السورية وقد حصل اتصال هاتفي اليوم مع الرئيس بوتين وقد تم التأكيد على ايجاد حل لازمة سوريا ومن الضروري ان يكون لنا في المستقبل القريب اجتماعا لرؤساء دول ايران وروسيا وتركيا ونحن نعتبر التعاون الثلاثي لهذه الدول مهما، ان علاقاتنا مع روسيا وتركيا جيدة لكن دخول جيش بلد ما الى اراضي بلد آخر ينبغي ان يكون بموافقة حكومة ذلك البلد وشعبه.
واضاف، يجب ان تنتهي عملية عفرين بسرعة، لأنه يقتل افراد من الجيش التركي ومن الطرف المقابل ايضاً ولن تثمر عن شيء، قائلا، ندين تواجد الامريكان في سوريا فهم لديهم اهداف غير صحيحة في المنطقة ويسعون وراء تقسيم سوريا.
وشدد رئيس الجمهورية قائلا، ان رؤيتنا هذه تشمل جميع البلدان حيث اننا ندين تواجد اميركا في سوريا؛ وهؤلاء قطعا يسعون وراء اهداف سقيمة ويضمرون الى تقسيم سوريا.
وحول موقف ايران حيال نوايا ترامب ازاء احداث تغيير الاتفاق النووي اعرب عن شعوره بالارتياح لان ترامب لم يستطع اتخاذ اية خطوات في هذا المجال رغم مرور عام واحد على تسلمه المنصب الرئاسي مشددا ان ايران ترفض اي اعادة نظر في الاتفاق النووي، موضحا ان احدا لايعلم ماذا سيصنع ترامب مستقبلا الا ان ايران ستبقى ضمن الاتفاق النووي مادام يؤمن مصالحها وان ترامب مخطئ حينما يتصور ان الاتفاق هو تعهد من قبل الحزب الديمقراطي غير ان الاتفاق ملزم للحكومة الاميركية وليس لحزب معين والاتفاق يتصف بسمة دولية حيث ان مجلس الامن قد أيد الاتفاق وان ايران ترى ان الاتفاق النووي لايرتبط بشؤون اخرى وهو ملزم لكافة الاطراف الموقعة عليه بما فيهم اميركا. مؤكداً، ان بقاء اميركا او عدم بقائها في الاتفاق النووي لن يؤثر على قرارنا.
واشار الى ان مبادئ واسس الثورة الاسلامية لا يمكن تغييرها الا ان الاساليب والطرق يمكن ان يعتريها التغيير وهو امر بديهي، مضيفا ان مبادئ الثورة الاسلامية حددت معالم نهج الشعب وطريقه مستقبلا على مدى القرون المقبلة.
واضاف: ان جيل الشباب لهم الحصة الاكبر في تطوير البلاد وتنميتها ولاينبغي الاكتفاء بالاستماع الى آرائهم ووجهات نظرهم فحسب بل التفكير فيما يقولون وتلبية مطالبهم واشراكهم في ادارة شؤون البلاد لان شريحتهم هي الاكبر حيث يبلغ عددهم حاليا نحو 25 مليون نسمة فيما كان عددهم يقل عن 7 ملايين نسمة في بداية انتصار الثورة الاسلامية.
وردا على سؤال حول ماينبغي عمله من اجل الاسراع في نيل اهداف الثورة الاسلامية قال روحاني ان الشعب لن يتوانى عن الاستمرار في متابعة تحقيق اهدافه الانسانية من قبيل التكنولوجيا والصحة والعلوم ومادام الشعب مفعم بالامل في المستقبل والاستفادة من الامكانيات الداخلية فان التنمية ستتواصل وان الحكومة تعد بمواصلة تحقيق التنمية بمعدلات اعلى من السابق.
وعما اذا كانت الحكومة لديها خطة جيدة لتحسين الوضع الاقتصادي في البلاد، اوضح ان الحكومة لاتحصر خططها في المجالات الاقتصادية الا انها تركز على هذا الجانب حيث عملت على خفض التضخم منذ بداية تسلمها للمسؤولية حيث انها خفضت التضخم الذي كان نحو 40 % وكان معدل التنمية بمستوى منخفض الا انها حققت نموا يبلغ عددين كما انها رفعت المرتبات الشهرية كما انها رفعت شعار مكافحة الفقر وتعزيز القوة الشرائية للشعب.
وحول سياسة اميركا القائمة على احتواء ايران في المنطقة وعما اذا كانت ايران تريد التعامل مع هذا الموضوع قال: ان حل مشاكل المنطقة يتم عبر دولها الا ان ايران لاترفض التحدث مع البلدان الاخرى من خارج المنطقة وقد قالت ايران على الدوام انها ترفض تدخل القوى الاجنبية في شؤون المنطقة وان لاتبيع السلاح الى بلدان المنطقة وقد دخلت ايران في مفاوضات مع البلدان الاخرى مثل البلدان الاوروبية حيث طلبت منها العمل على ايقاف قصف اليمن ووقف الحرب في هذا البلد.
واشار الى توفير فرص عمل جديدة للعاطلين في البلاد موضحا ان الحكومة اقترحت توفير اكثر من مليون فرصة عمل جديدة في العام المقبل (الايراني يبدأ في 21 آذار/ مارس) وفق لائحة الميزانية العامة التي قدمتها للمجلس الا ان تغييرات طرأت على اللائحة المقترحة للميزانية مؤكدا ان الحكومة تعمل على توفير فرص عمل جديدة تزيد على العام الماضي حيث بلغت فرص العمل 700 الف فرصة.
وشدد في جانب آخر على ان تعهد ايران امام العالم هو ان لا تسعى وراء اسلحة الدمار الشامل، قائلا، ان ايران لا تسعى وراء هذه الاسلحة كما تفعل اميركا وبعض الدول لكن نستخدم مانحتاج من الاسلحة التقليدية ولن نتفاوض مع احد حول هذا الشأن، ان الصواريخ الايرانية لن تكون للهجوم ابداً، انها من اجل الدفاع ولم تصنع ابداً من اجل التدمير، لذلك لن نتفاوض حول هذا الشأن والاميركان لو كانوا يريدون توفير الفرصة كان ينبغي ان يستفيدوا من الاتفاق النووي لكن الاميركان ضيعوا هذه الفرصة الذهبية لاسيما الحكومة الحالية.
ولفت روحاني الى ان ايران كان لها طيلة قرون علاقة جيدة مع افغانستان، والشعب الايراني استضاف الشعب الافغاني بشكل جيد، واعرب عن اسفه لتواجد الارهاب في افغانستان ، قائلا، نحن مستعدون لتقديم الدعم اذا ارادت الحكومة الافغانية، ربما يكون تواجد القوات الامريكية والقوات الخارجية وسيلة لاستقطاب الشباب الى افغانستان، معربا عن امله في ان يحقق الشعب والحكومة في افغانستان ما يرونه يصب في مصلحة بلادهم.