الشهيد جرار ضحية التنسيق الامني
هنيئا للشعب الفلسطيني المسلم شعب المجاهدين النجباء انجابه الابطال جيلا بعد جيل وقد تجاوز جهاده قرنا كاملا دون كلل او ملل يترقب ذلك اليوم التاريخي الذي يرفرف فيه علم فلسطين خفاقا فوق الارض الفلسطينية من النهر الى البحر واحمد جرار الذي استشهد غيلة يوم امس وعلى يد الانجاس والارجاس الصهاينة في بلدة اليامون بالضفة الغربية هو احد هؤلاء الابطال الذين هزوا القبضة الامنية الصهيونية وشاغلها لمدة شهر واحد حيث عجزت اجهزة الامن الصهيونية العثور عليه وهي تقتحم البلدات والمناطق الواحدة تلو الاخرى دون جدوى ولولا التنسيق الامني للسلطة وتعاونها مع العدو لما استطاعت القوات الخاصة التي رافقتها المروحيات وعناصر من الجيش الصهيوني الوصول اليه واغتياله ليلتحق بقافلة الشهداء.
البطل احمد جرار بتنفيذه للعملية الجريئة في نابلس والتي اردت احد الحاخامات الصهاينة قتيلا وافلاته من القبضة الامنية، لم يربك الدوائر الامنية واجهزتها الجهنمية بل اربك حتى الدوائر السياسية على مدى شهر كامل وهذه دلالة واضحة على هشاشة هذا الكيان وضعفه وما يؤكد ذلك تصريحات الارهابي ليبرلمان وزير الامن الصهيوني عقب اغتيال الشهيد جرار بالقول: "اننا اقفلنا الحساب مع احمد جرار" وهذه اشارة لا لبس فيها بان الكيان الصهيوني سخر كل امكاناته وعبئها للاقتصاص من مقاوم فلسطيني ومع ذلك لولا تعاون السلطة لما استطاع الوصول اليه.
ان المسيرة الجهادية للشهيد جرار الذي وضع الشهادة نصب عينيه وتغنى بها كثيرا، ستكون نبراسا ونهجا للشباب الفلسطيني الذي سيواصل طريقه ليركع الصهاينة ويخرجهم من ارض فلسطين انشاء الله وان مدرسة "الجهاد الاسلامي" مدرسة المقاومة الاصيلة ستخرج المزيد من امثال الشهيد جرار ليكونوا شوكة في عيون الصهاينة حتى يجبروهم على مغادرة هذه الارض الطاهرة .. انه انموذج للمقاومة الحية الفلسطينية التي ارهقت العدو الصهيوني وقواه الامنية لمدة شهر حيث كشف ضعفها وهزالتها وهذا ما سلط الاعلام الصهيوني الاضواء عليه لذلك اضطر للاستنجاد بالسلطة للملمة فضيحته المدوية والتغطية عليها وبالتالي ارسال اشارة باستعادة الثقة الى المجتمع الصهيوني والتاكيد له بانه مازال قادر على الانتقاص من اعدائه.
ولاشك ولاريب ان نهج الشهيد المقاوم احمد جرار في التصدي البطولي للصهاينة الذين استنفروا منظومتهم الامنية لملاحقته على مدى ثلاثين يوما سيترك بصماته في المسيرة الخالدة لعطاء الشعب الفلسطيني وخاصة شبابه اليافع الذي سيحتذي بنهجه لزعزعة اركان العدو ويقض مضاجعه وهذا ما سيحدث باذن الله قريبا.
ان العملية الجريئة للشهيد احمد جرار في نابلس وتحديه البطولي لاجهزة القمع الصهيونية اقلقت العدو وأرقته كثيرا لانها اسقطت هيبته وبان ضعفه وهذا ما يزلزل المجتمع الصهيوني ويفقده الثقة بمنظومته الامنية التي يعتمد عليها، ولولا تعاون السلطة وتنسيقها الامني مع العدو الصهيوني وهرولة الانظمة العربية الرسمية ودعمها لهذا العدو وفي مقدمتها دولة خادم الحرمين الشريفين التي تدعي حماية المسلمين وخاصة "السنة" والسنة منها براء لاندثر الكيان الصهيوني وزالت آثاره من المنطقة قبل هذا. وقد سربت مؤخرا معلومات خطيرة توضح مدى التنسيق الامني الجاري مع الصهاينة خلال السنوات الاخيرة والتي تؤكد بان العدو استطاع خلال السنوات الاخيرة اجهاض 2000 عملية بطولية للشباب الفلسطيني وهذه القضية الحساسة والمصيرية تدفع بالشعب الفلسطيني ليعيد حساباته تجاه السلطة التي تدعي حمايتها لهذا الشعب في استرداد اراضيه وحقوقه وكذلك لقادة فتح ان يسألوا انفسهم مع التاريخ النضالي الذي يمتلكونه على اي ارضية يقفون في هذه المرحلة العصيبة والاليمة التي يمر بها الشعب الفلسطيني وكيف يفكرون للمستقبل؟!