kayhan.ir

رمز الخبر: 71190
تأريخ النشر : 2018February04 - 19:56

كل البحرين محكوم بالسجن وبإسقاط الجنسية!!


توفيق حسن علوية

أقدم سارقون على سرقة قافلة تجارية، وبعد حيازتهم للأموال وكل المتاع دخلوا مدينة، وللتمويه على عمليات السرقة في اليل الأليل عمدوا إلى شراء حوانيت تجارية، وبعد سرقات وسرقات تحولوا إلى مجموعة قابضة على التجارة بالمدينة، وبطبيعة الحال هم توددوا إلى حاكم المدينة وأصبحوا من خلانه، وبعدها عمدوا إلى قتله واستولوا على السلطة.

هذه القصة تنطبق على كثير من الحكام بفارق أن من الحكام من يأخذ السلطة بالقوة والبلطجية وبعدها يسرق الأموال!

في البحرين استطاع هؤلاء الحكام الذين أتوا من عقلية وذهنية أجنبية عن الشعب البحريني السيطرة على الحكم بسبب معادلات معروفة وغير خافية على أحد.

ومذ سيطرتهم على الحكم وهم يذيقون الشعب البحريني كل ألوان القتل والتعذيب والسجن والأفقار والتجويع والتغريب والنفي، ولم يتوانوا عن فعل كل تلكم الجرائم ولو للحظة؛ بل على العكس من ذلك فقد ازدادت جرائمهم وتراكمت وأصبحت في ذروتها بسبب الدعم اللامتناه من أميركا والمملكة العربية السعودية ومن يدور في فلكهما.

إن أنين الشعب البحريني برمته لم يهدأ بالتزامن مع وجود هؤلاء الحكام في البحرين، ويظهر أن هذا الأنين البحريني وهذا النشيج العالي من حناجر هذا الشعب المضحي والمعطاء لن يهدأ أو يسكن إلا بزوال هؤلاء الحكام وبإزالة شافتهم من كامل الأرض البحرينية.

لقد عمل الشعب البحريني ولا زال يعمل لإبقاء السلمية هي الحاكمة في طول وعرض الحراك المطلبي الإصلاحي، وان هذا الشعب يعمل ولا يزال وبالرغم من كل القتل والتعذيب والسجن والتجويع والحصار لكي تبقى البحرين بنفس الصيغة الحاكمة الموجودة مع تعديل محق وهو إعطاء هذا الشعب حقوقه المشروعة؛ وبالرغم من كل ذلك وعلى قاعدة يرضى المقتول ولا يرضى القاتل فإن هؤلاء الحكام في البحرين لا يرتضون بإعطاء الشعب أبسط حقوقه مع بقاء السلطة في يدهم وبقاء كل مقدرات البحرين في أيديهم!!

إن الشعب البحريني الموفق بقياداته ورموزه يسير نحو تحقيق أبسط حقوقه بكل سلمية وهدوء، مسطراً بسلميته أروع مظاهر السلمية واللاعنف بالرغم من قيام السلطة بكل الأفعال الإجرامية التي لو تم ارتكاب أبسطها بحق أي شعب آخر لما توانى لحظة واحدة عن استخدام العنف الشديد ليس فقط لاستحصال أبسط حقوقه بل لمعاقبة حكامه أيضا!!

أما الشعب البحريني وبالرغم من كل الجرائم الشنيعة والفظيعة والمريعة المرتكبة بحقه فإنه لا يطلب إلا تحصيل أبسط حقوقه وهو إلى الآن لا يطالب بمعاقبة المجرمين!!

إن سلمية الشعب البحريني المظلوم والمفجوع فاقت كل سلمية، وإن حكمة قادة ورموز هذا الشعب فاقت كل حكمة، وإن صبر الشعب وقادته ورموزه فاق كل صبر!!

إن كل الذين اشتهروا بالسلمية واللاعنف كأمثال غاندي وغيره أضحوا في آخر القائمة مع هذه السلمية المدهشة للشعب البحريني، وكما نعلم فإنه من الممكن أن يعيش الشعب التعذيب والأذى والقتل والسجن والتغريب وغير ذلك، ولكن لا يصاب قادته ورموزه بأي أذى فيعمد هؤلاء الرموز إلى الإصرار على السلمية، إلا أن الفارق في البحرين أن الرموز هم الذين يتعرضون للتعذيب والتغريب والنفي والسجن وإسقاط الجنسية ومع ذلك نراهم يوجهون الشعب إلى خيار السلمية وإلى التمسك بها!!

لقد أقدم حكام البحرين على سجن رموز البحرين من أمثال الشيخ علي سلمان، كما أقدموا على إسقاط الجنسية وتغريب غير واحد من العلماء القادة في البحرين، والآن هم يتوجون هذه الجرائم بجريمة الحكم على القائد آية الله الشيخ عيسى قاسم بالسجن لمدة سنة وبإسقاط الجنسية عنه.

إن الحكم الصادر من قبل هؤلاء الأجانب عن هذا الشعب البحريني بحق رمزه الكبير وقائده العظيم هو حكم بحق كل البحرين شعبا وأرضا!! هو حكم بحق كل الشعب البحريني وبحق كل الأرض البحرينية وبحق كل شيء في البحرين.

إنهم إذا أرادوا سجن آية الله قاسم فإن عليهم أن يسجنوا كل الشعب البحريني، وإذا أرادوا إسقاط الجنسية عن هذا القائد العظيم

فالجنسية البحرينية إنما تتقوم بآية الله قاسم وشعبه العظيم، لا العكس.

وأما عن الحكم بسجنه فإنهم إذا أرادوا سجنه فعلاً فعليهم أن يخرجوا من البحرين أولا ومن بعدها فليسجنوه، لأن كل البحرين ستتحول إلى سجن حينها!! وسيتبين للجميع أن ما يرونه سجناً هو وطن وما يرونه غير سجن هو مظنة العفن!!