kayhan.ir

رمز الخبر: 71101
تأريخ النشر : 2018February02 - 21:14

ثرثرة المفلس الخائب


ليس مستغربا ان يصل الصلف الصهيوني والعدواني الى التطاول على ثروات لبنان الغازية والنفطية حيث يعلن ليبرمان وزير الامن الصهيوني امتلاك اسرائيلي للبلوك الغازي رقم 9 ـ العائد للبنان، لانه يعبر عن طبيعة هذا الكيان وعدوانيته والتي لايمكن ان ينفك عنها الا عندما يواجه بالقوة، لكن ان يأتي هذا التحرك الاستفزازي ضد لبنان بعد ايام من اتهامه حزب الله بانشاء مصانع لانتاج السلاح في الجنوب اللبناني والاراضي السورية وتزامنا مع زيارة نتنياهو الى موسكو والذي يختلف معه في امور كثيرة هو توجيه رسائل متعددة منها ما يهم الوضع الداخلي الصهيوني ومنه اثارة الاطراف اللبنانية ضد حزب الله واستخدام هذه الورقة للضغط على اللبنانيين وحملهم على المساومة لعملية التطبيع والجميع يعلم ان لبنان يعارض هذه العملية.

لكن ما كان لافتا وصدم العدو الصهيوني وليبرمان بالذات هو ردة الفعل اللبنانية الموحدة ومن اعلى المستويات من انها واعية لهذا التحرك الاستفزازي الصهيوني الذي يكشف مدى الاطماع العدوانية الاسرائيلية بثروات لبنان ان استطاعت على تنفيذه لكنها واثقة بوجود حزب الله وقوته الرادعة، اصغر من تتجاوز حدودها.

وللعلم ان البلوكات 8 و9 و10 الغازية والنفطية الواقعة في المياه اللبنانية الخالصة والمحاذية لمياه فلسطين المحتلة، ليست محل شبهة او متداخلة في المياه الاخرى، حتى يدعي هذا المحتل الذي اساسا ليس له اي موقع في المنطقة بل وجود مصطنع ومزيف، لذلك ان تحركه الاستفزازي هذا يعكس فشل هذا الكيان وهزيمته في الميادين العسكرية وقادة العدو يعترفون صراحة بانهم غير قادرين على مواجهة حزب الله عسكريا لانه هذه المواجهة مكلفة كثيراً ونحن نقول اكثر من ذلك انها مهلكة لهم. وعندما سئل ليبرمان لماذا لا تضربون حزب الله قال: يمكن ان نحقق اهدافنا بوسائل اخرى وليس فقط بالقوة العسكرية وهو يعترف بقرارة نفسه انه عاجز عن ذلك والقضية الاخرى التي حاول ليبرمان التهرب منها عبثا هي الشركات النفطية العالمية كالفرنسية والروسية والايطالية في المناقصة اللبنانية وهذه ليست شركات عادية لتغيب عنها الرؤية الواضحة والقانونية لتشارك في مناقصات غير مدروسة او يعتريها الشوائب او تسبب لها المشاكل المستقبلية، لذلك فان مشاركتها في التنقيب عن الغاز والنفط في المياه اللبنانية دليل عن ان هذه الحقول لبنانية صرفة وليست متداخلة مع جهة اخرى.

ان ما عبر عنه ليبرمان هي ثرثرة خائبة تعكس حالة المفلس الذي يبحث عن احلامه في السراب لذلك عليه الكف عن استفزازاته قبل ان يلجمه حزب الله ويسكته نهائيا.

موقف لبنان الحازم رسميا برؤسائه الثلاثة والوزراء والشعبي المتمثل بحزب الله، عكس وحدة هذا البلد وتماسكه القوي الذي طرأ عليه مؤخرا ازمة عابرة اراد العدو استغلالها، الا انه لجم بشكل صاعق ولا احد في لبنان يستطيع التفريط بثروات هذا البلد الذي هو ملك للاجيال القادمة ايضا لذلك تعاملوا مع هذا التهديد السافر والعدواني بشكل جدي وحازم.

ان الكيان الصهيوني الغاصب لارض فلسطين يعي جيدا قوة حزب الله الرادعة لذلك عليه ان لا يكرر اخطاءه القاتلة وما تحمله من هزائم مرة في عامي 2000 و2006 تكفيه ان يعيد النظر في تهديداته وعربدته الف مرة لان زمننا كما عبر عنه سيد المقاومة اكثر من مرة هو زمن الانتصارات وان زمن الخنوع والاستسلام والخوف ولى دون رجعة بل اكثر من ذلك انقلب السحر على الساحر وان هذا الكيان اصبح في حالة يرثى له حيث يحاول يائسا عبر بناء الجدران حماية امنه.