القائد: على الاميركان أن يعلموا أن سهامهم أصابت الصخرة وعملهم هذا لن يمر دون عقاب
طهران-كيهان العربي:- اكد قائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى الامام السيد علي الخامنئي، ضرورة الفصل بين المطالب الصادقة والمحقة للشعب وبين الحركات الوحشية والتخريبية لفئة معينة.
وخلال استقباله الآلاف من أهالي مدينة قم المقدسة بمناسبة الذكرى السنوية لانتفاضة التاسع من كانون الثاني/ يناير من العام 1978، قال سماحة القائد: "الشعب الإيراني وفي مختلف أنحاء البلاد، وبدءا منذ الثلاثين من كانون الأول (9 دي) حين قام عدد من الأفراد بأعمال شيطانية واللعب بالمفرقعات، بدأوا مظاهراتهم الرافضة لهذه الأفعال".
ولفت الامام الخامنئي الى أن الشعب انتبه الى ان جواسيس الأعداء لا يكفّون عن أعمالهم، فلذلك بدأ منذ ذلك الوقت بالقيام بالمظاهرات على مدى الأيام الماضية، وقال: "لقد استمرت المظاهرات حتى الثالث من كانون الثاني (13 دي) في قم، الأهواز، همدان وكرمانشاه؛ وفي الخامس والسادس والسابع من كانون الثاني (15 و16 و17 دي) انطلقت مظاهرات أيضا في المدن الكبيرة كمشهد، شيراز، أصفهان وتبريز".
ونوّه الامام الخامنئي الى أن حركة الشعب الإيراني الأخيرة في مواجهة مؤامرة العدو هي حركة فريدة من نوعها في العالم على مدى الأربعين سنة الماضية وهي مستمرة في هذا الاتجاه.
وقال سماحته أن المسألة ليست مسألة عام أو اثنين أو خمسة أعوام، بل هي مسألة معركة الشعب مع المعادين له، هي معركة الإسلام مع المعادين للإسلام؛ لقد كانت حركة مستمرة، وبالتأكيد ستستمر في المستقبل.
وأردف قائد الثورة الإسلامية بالقول: "كل تحركات الأعداء على مدى الأربعين عاما الماضية في مواجهتنا كانت بمثابة هجمات مضادة على الثورة الإسلامية. فلقد تم اقتلاع جذور العدو من الناحية السياسية من البلاد، وهو يعمد بشكل متكرر الى تنفيذ هجمات مضادة لكنّه يُهزم في كل مرّة؛ لقد تجرّأ على المبادرة لكنّه لم يستطع أن يواصل عمله بفضل الوقوف في وجهه، بفضل هذا السد الشعبي والوطني المنيع. قال الشعب هذه المرة أيضا بكل قوة واقتدار لأمريكا وبريطانيا لقد فشلتم هذه المرة أيضا، وستفشلون لاحقا".
وقال الامام الخامنئي، خلال لقائه اليوم بأهالي قم: "لقد سمعنا تحليلات عديدة خلال هذه الأيام. وفي هذه التحليلات كان هناك شيء مشترك تقريبا وهي نقطة صحيحة وهي وجوب الفصل بين المطالبات المحقة للشعب والتصرفات الوحشية والتخريبية لمجموعة ما. يجب الفصل بين هذين الأمرين".
وأضاف: "أن يعترض إنسان على حق حُرم منه ويتجمع في سبيل هذا الأمر مئة من الأشخاص أو خمسمئة ليعبروا عن آرائهم فهذا شيء؛ وأن يستغل عدد من الافراد هذا التجمع للإساءة الى القرآن والإسلام والعلم الوطني، وأن يحرقوا المساجد ويخربوها ويشعلوا النيران فهذا شيء آخر".
وتابع سماحته بالقول: "مطالب الشعب واحتجاجه لطالما كان موجود في إيران ولا يزال الى اليوم، بعض المؤسسات المالية والأجهزة التي عانت من المشاكل سبب إزعاجا لبعض المواطنين. لقد كانت تصلنا باستمرار هذه الأخبار أنه تم تنظيم تجمع في هذه المدينة، أو أمام مؤسسة فلانية، أو مبنى محافظة أو مجلس الشورى الإسلامي؛ لم يكن أحد يخالف أو يعترض على هذه التجمعات. ويجب الاستماع الى هذه المطالب ومعالجة المشاكل".
وشدد قائد الثورة الإسلامية على أن الحركة الاعتراضية لا يمكن ربطها بأن يلجأ أشخاص الى حرق علم البلاد أو أن يستغل البعض تجمعات الناس من اجل إطلاق شعارات ضد القرآن، ضد الإسلام، ضد نظام الجمهورية الإسلامية والتي تمس اعتقادات الشعب، وأضاف: "لقد كان هناك ثالوث نشط في هذه القضايا، وهذا الثالوث ليس وليد اليوم أو أمس، بل هو ثالوث منظم".
وفي توضيحه لأضلاع هذا الثالوث، قال الامام الخامنئي:
1) هناك مخطط متعلق بالأمريكيين والصهاينة. فمنذ أشهر وهم يرسمون هذا المخطط. وهو أن يبدأوا تحركاتهم في المدن الصغيرة، وأن ينقلوا هذه التحركات باتجاه المركز.
2) إحدى الدول الغنية في محيط الخليج الفارسي كان عليها تمويل هذه الأعمال. فالأمريكيّون غير حاضرين لتمويلها ما زالت هذه الدول موجودة.
3) الضلع الثالث المهم في هذا الثالوث كان يرتبط بمنظمة المنافقين، هذه المنظمة المنافقة القاتلة.
وأردف قائد الثورة الإسلامية بالقول: "لقد كانوا جاهزين منذ أشهر. ووسائل إعلام المنافقين اعترفوا خلال هذه الأيام أنهم على تواصل مع الأمريكيين. لقد كانوا يعدون العدة لهذه القضية ويخططون لرؤية هذا وذاك، وأن عثروا على أشخاص في الداخل ليساعدوهم على تأليب الناس وتحريضهم أن استخدموا شعار كلا للغلاء وهو شعار يرحّب به الجميع لجذب عدد من الأشخاص، ثم ليدخلوا الميدان هم بأهدافهم المشؤومة ويقودوا بعدها الشعب".
وتابع سماحته بالقول: "العمل الذي قام به الشعب كان على الشكل التالي: بطبيعة الحال لقد انساق البعض في بداية الامر، ولم تكن أعدادهم كبيرة، لكن بمجرد أن رأى ماهية أهدافهم انفصل عنهم".
وأردف الامام الخامنئي، خلال كلمته أمام أهالي قم: "نادى البعض بأن روحي فداء لإيران من جهة، ومن جهة أخرى أحرقوا العلم الإيراني! لم يستطع عديمو العقل أن يدركوا أن هذين الأمرين لا ينسجمان". وتساءل سماحته عن هؤلاء المدعين أنّه كم مرة الى الآن وقفوا في مواجهة الأعداء؟. قد وقف في مقابل الأعداء هذا الشاب الثوري. من هم الثلاثمئة ألف شهيد من شهداء الدفاع المقدس؟ لقد كانوا هؤلاء الفتية المؤمنين والثوريين الذين دافعوا عن بلدهم؟ أنتم وفي أي مناسبة ضحيتم في سبيل إيران لكي تقولوا روحي فداء لإيران.
ولفت الإمام الخامنئي إلى أن أمريكا تشعر بالغضب والغضب الشديد، مضيفا: "هي ليس غاضبة بسبب شخصي فقط، بل هي غاضبة منكم، من الشعب والحكومة ومن الثورة لأنها هُزمت في مواجهة هذه الحركة العظيمة".
واستطرد قائد الثورة الإسلامية مفيدا ان المسؤولين الأمريكيين اليوم لا ينفكوا عن التصريحات السخيفة حيث يقول الرئيس الأمريكي أن الحكومة الإيرانية خائفة من شعبها، وأضاف: "الحكومة الإيرانية هي نتاج هذا الشعب، ومن أجل هذا الشعب وبواسطة هذا الشعب وتستند الى هذا الشعب، لماذا تخاف؟ فلو لم يكن هذا الشعب لما كانت هذه الحكومة".
وتابع سماحته: "يقول إن الحكومة الإيرانية خائفة من القوة الامريكية؛ حسنا، فلو كنا خائفين منكم كيف كنا لنستطيع أواخر العقد السابع من القرن الماضي أن نطردكم من إيران وخلال هذا العقد أن نطردكم من كامل المنطقة؟".
وتوجّه الامام الخامنئي الى المسؤولين الأمريكيين بالقول: "يجب على الحكام في أمريكا أن يعلموا أولا أن سهمهم أصاب صخرة، ومن الممكن أن يعيدوا التجربة لكن ليعلموا أن رأسهم هذه المرة سيصطدم بالصخرة. ثانيا، لقد الحقوا بعض الخسائر في ايران على مدى الأيام الماضية، لكن ليعلموا أن هذا لن يمر دون عقاب. ثالثا، إلى ذلك الشخص المتواجد على رأس الإدارة الأمريكية الذي يبدو عليه أنه انسان غير متزن، فليعلم أن ألعاب الجنون لن تعود بأي نتيجة".
وأردف قائد الثورة الإسلامية بالقول: "الى أولئك الذين يتماهون مع الأمريكيين إن كانوا في الخارج أو في الداخل، يجب عليهم أن يعلموا أن هذا النظام يقف بكل ثبات وسيعالج كل المشاكل بتوفيق من الله".