طهران: اجتماع مجلس الأمن خطأ أحمق آخر لسياسة "ترامب" الخارجية
* غالبية المجتمعين: ما يحدث في ايران هو قضية داخلية وطرح هذه القضية في مجلس الامن خارج صلاحيات المجلس
* وزير الخارجية: مجلس الأمن الدولي رفض محاولة الولايات المتحدة المكشوفة لخطف تفويضه
* السعودية وداعش وجهان لعملة واحدة، أيدا ترامب في دعمه اثارة العنف والقتل والدمار في ايران
* روسيا: هدف واشنطن من إقامة هذا الإجتماع ليس مصالح الشعب الايراني بل خلق أجواء ضبابية حول الاتفاق النووي
* مندوبنا: نملك ”أدلة دامغة” على أن الاحتجاجات التي وقعت في الآونة الأخيرة موجهة بشكل واضح من الخارج
* اميركا لا تحظى بالاهلية السياسية والاخلاقية اللازمة ومجلس الأمن سمح لنفسه ليُستغل من قبل البيت الأبيض
طهران - كيهان العربي:- اعتبر وزير الخارجية الدكتور محمد جواد ظريف، أن اجتماع مجلس الأمن الدولي بطلب من واشنطن حول ايران، كان خطأ أحمقا آخر، لإدارة الرئيس الأميركي في مجال السياسة الخارجية.
وكتب الوزير ظريف في حسابه على "تويتر"، إن مجلس الأمن الدولي رفض محاولة الولايات المتحدة المكشوفة لخطف تفويضه.. خطأ أحمق آخر لإدارة ترامب في مجال السياسة الخارجية.
وقال: بالتزامن مع عقد اجتماع في مجلس الامن حول ايران، ان اغلب الاعضاء اكدوا على ضرورة التنفيذ الكامل للاتفاق النووي ومنع التدخل في الشؤون الداخلية للدول الاخرى.
وانتهى اجتماع مجلس الامن الدولي حول ايران في ظل تأكيد غالبية المجتمعين على ان ما يحدث في ايران لاعلاقة له بالامن الاقليمي او الدولي.
واعتبر غالبية المجتمعين ان ما يحدث في ايران هو قضية داخلية، منوهين الى ان طرح هذه القضية في مجلس الامن هو خارج صلاحيات هذا المجلس.
هذا وتحوّل إجتماع مجلس الأمن الذي طالبت الولايات المتحدة بإقامته مساء الجمعة لمناقشة الإحتجاجات الاخيرة التي شهدتها إيران إلى عُزلة أمريكية بفعل إستغلالها مجلس الأمن وبفضل الدفاع الاوروبي عن الإتفاق النووي.
في حين أنّ دونالد ترامب من المقرر أن يتخذ قراره وسط يناير بشأن تأييد الاتفاق النووي، أضحت الاضطرابات الأخيرة التي شهدتها عدد من المدن الايرانية ذريعة جديدة تتشبث بها حكومة الولايات المتحدة لتوجيه إنتقاداتها وإستيائها من الاتفاق النووي وحكومة اوباما.
وزاد الإجتماع الذي طالبت باقامته نيكي هيلي بذريعة أحداث ايران الأخيرة، الولايات المتحدة عزلة علي الصعيد الدولي حيث أكّد معظم أعضاء مجلس الأمن أنّ قضية إيران هي شأن داخلي لاصلة له بنطاق عمل مجلس الأمن.
وفي هذا الصدد رحبّ الجانب البريطاني علي لسان ممثله «ماتيو رايكرافت» بالتزام ايران وبريطانيا بالاتفاق النووي وقال بأنّ وجود ايران سعيدة ومستقرة هو لصالحنا جميعاً وحذى الممثل الفرنسي حذوه حيث وصف «فرانسوا دلاتر» الإتفاق النووي بإحدى ركائز الثبات في الشرق الاوسط معتبراً إلغاء الاتفاق النووي سيكون هزيمة كبرى للعالم.
هذا وقد وصفت الصين وروسيا الأحداث الأخيرة في إيران بأنها شأن داخلي لاتمثل تهديداً للأمن الدولي وما كان ضرورياً طرحها تحت أروقة مجلس الأمن.
وتقدم ممثل روسيا خطوة الى الأمام بإعتباره هدف الولايات المتحدة الأول من إقامة هذا الإجتماع ليس مناقشة حقوق الانسان ومصالح الشعب الايراني بل الهدف هو خلق أجواء ضبابية حول الاتفاق النووي.
كما انتهز ممثل السويد هذه الفرصة للتعليق حول وجهة نظر بلده حيال الاتفاق النووي قائلاً: إنّ الاتفاق النووي يكفل الطبيعة السلمية لبرنامج ايران النووي.
من جانبه قال الرئيس الدوري لمجلس الأمن، ان جميع الأعضاء الـ15 في مجلس الأمن، أكدوا على أهمية السلام والاستقرار في ايران وخفض حدة التوتر في الشرق الاوسط.
وأكد "خيرت عمروف" في حديث مع الصحفيين في ختام اجتماع مجلس الأمن الذي عقد مساء أمس حول ايران، ان جميع الاطراف في مجلس الأمن شددوا على الأستقرار في ايران والمنطقة وخفض حدة التوتر.
واضاف: أنا بصفتي مندوب كازاخستان في مجلس الأمن، أوكد ان بلادي تدعو الى استقرار الأوضاع في ايران وتحقيق التقدم فيها، وتأمل بتسوية القضايا في ايران بالطرق السلمية.
وتتولى كازاخستان العضو غير الدائم في مجلس الأمن، الرئاسة الدورية لمجلس الأمن لشهر يناير الحالي.
وعقد مجلس الأمن مساء امس جلسة باصرار من قبل اميركا وانتهت بدون أي نتيجة، حيث أعتبر موضوع المظاهرات في ايران لاعلاقة له بالأمن الاقليمي او الدولي.
وعلى الصعيد ذاته علق وزير الخارجية الدكتور ظريف في تغريدة اخرى على دعم "داعش" لمثيري الشغب في ايران بالقول: ان السعودية وداعش وجهان لعملة واحدة، ايدا ترامب في دعمه اثارة العنف والقتل والدمار في ايران .
وجاء تعليق ظريف على اعلان "داعش" دعمه لمثير الشغب في ايران في تغريدة له على صفحته في تويتر يوم الجمعة .
وكانت اسبوعية النبأ التابعة لداعش قد اعلنت في مقال عن دعمها لمثيري اعمال العنف في ايران وقالت "ان الشيء الوحيد الذي يرعب النظام الايراني هو اعمال الشغب والاضطرابات ."
واكد المقال "ان نجاح الاضطرابات في ايران ستكون له نتائج كبرى في نسف دين الرافضة كله على حد تعبير المقال."
من جهته، قال غلام علي خوشرو سفير إيران لدى الأمم المتحدة خلال الاجتماع الجمعة، إن اميركا تجاوزت سلطاتها بوصفها عضوا دائما في مجلس الأمن الدولي، بدعوتها لعقد اجتماع لمناقشة الاحتجاجات.
واشار مندوبنا لدى الامم المتحدة الى كيفية تصرف القوى الامنية الاميركية مع المحتجين لديها، مؤكدا بان الادارة الحاكمة في اميركا لا تحظى بالاهلية السياسية والاخلاقية اللازمة.
واضاف، ما يدعو للاسف انه خلافا لمقاومة بعض الاعضاء، قد سمح مجلس الأمن لنفسه ليُستغل من قبل الادارة الاميركية الراهنة وان يعقد اجتماعا حول قضية خارجة عن اطار مسؤولياته وبذلك اثبت عجزه في القيام بمسؤوليته الحقيقية في صون السلام والامن الدولي.
وتابع مندوب ايران، ان ما يبعث على عدم المصداقية لمجلس الامن هو ان يجعل في جدول اعماله قضية طابعها داخلي تماما الا انه عاجز تماما عن القيام بادنى اجراء تجاه قضايا حقيقية ومنها الاحتلال طويل الامد لارض فلسطين حيث ان جدول اعمال اجتماع اليوم (الاوضاع في الشرق الاوسط) يتعلق به اساسا وكذلك القصف الجوي العشوائي لليمن على مدى الاعوام الثلاثة الماضية والذي افضى لغاية الان الى مصرع الالاف وجلب للشعب اليمني المجاعة والمرض والدمار.
واعتبر خوشرو ان قائمة طويلة جدا لمثل هذا الفشل لمجلس الامن والتي تتعلق جميعها بالنهج التخريبي للادارة الحاكمة في اميركا.
واضاف، ان هذا الاجراء لا يعد سوى مسعى يائسا اخر من جانب الادارة الاميركية للهروب الى الامام، ذلك لانها فقدت اي اهلية ومصداقية لها من الناحية الاخلاقية والسياسية والقانونية امام انظار العالم.
وقال، انه اثر الاجراءات التخريبية الاخرى لهذه الادارة مثل انتهاك القانون الدولي وعدم احترام السلوك الحضاري في السياسة الدولية فانها تسعى الان من باب العجز للتمسك باي قشة تنقذها من الغرق.
في حين عبرت نيكي هايلي سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة عن موقف بلادها بخصوص الاحتجاجات قائلة، إن "الولايات المتحدة تقف مع الذين ينشدون الحرية لأنفسهم والازدهار لأسرهم والكرامة لشعبهم في إيران”- حسب تعبيرها .