kayhan.ir

رمز الخبر: 69516
تأريخ النشر : 2018January06 - 21:59

قدر اميركا الهزيمة امام ايران


ان يعقد مجلس الامن الدولي امس الاول جمعة جلسة طارئة بطلب من الولايات المتحدة الاميركية لبحث ملف داخلي في ايران، اثار حفيظة ودهشة الكثير من الدول وحتى الاعضاء الدائميين في هذا المجلس والتي عارضت بشدة هذا الطلب الذي هو دريعة لا اكثر لانه مناف للقانون الدولي وغير معهود وغير مسبوق في تاريخ هذا المجلس ان يتدخل في الازمات الداخلية للدول بل انه مكلف ببحث القضايا التي تخل بالامن والاستقرار العالمي. وهذا ما التزم به مجلس الامن حيث اخفقت اميركا وبالذات ادارة البيت الابيض وعبر المندوبة هايلي مباشرة وليس عبر الخارجية الاميركية المكلفة عادة في متابعة الملفات الخارجية، حمل مجلس الامن ان تتماهى مع شهيتها المفتوحة والتي تحمل احقادا واضغانا تاريخية ضد الشعب الايراني لذلك منيت اميركا بهزيمة مدوية امام الجمهورية الاسلامية في ايران لكن هذه المرة في المحافل الدولية لان تحركها كان اساسا متسرعا وانفعاليا وخارج الاطر القانونية لمهمة مجلس الامن.

والاهم من كل ذلك ان التحرك العدائي للادارة الاميركية في استغلال الازمات الداخلية لتحقيق اهدافها اللامشروعة كان ناقوس خطر لجميع الدول التي شعرت بخطورة مثل هذا التحرك الابتزازي ان نجح سيأتي عليها لذلك نرى موسكو وبكين وتركيا وحتى الدول الاوروبية عارضت بشدة هذه الخطوة واعتبرته انتهاكا للسيادة الايرانية والتدخل في شؤونها.

والمستغرب جدا ان الادارة الاميركية بادرت في الطلب لعقد جلسة استثنائية لمجلس الامن في وقت اقصيت المجاميع الغوغائية والمشاغبة من الشارع الايراني بفعل حضور الملايين من ابناء الشعب الذين جددوا بيعتهم للثورة الاسلامية وقيادتها الحكيمة وسياستها السديدة في دعم محور المقاومة وهذا يدلل على ان الموقف المشبوه العدائي لاميركا وكذلك صحة ما ذهبت اليه طهران بان واشنطن وراء اعمال الشغب وعندما منيت بالفشل الذريع ارادت ان تجبر هزيمتها امام ايران بالذهاب الى مجلس الامن للتعويض عن خسارتها واستخدام هذا المنبر للتهويل ضد ايران لكنها اصطمت بالحائط المسدود وهذا قدرها كلما ارادت ان تقتص من ايران.

والطريف في هذا المشهد هو الانتكاسة الكبيرة التي مني بها الكيان الصهيوني ورئيس وزرائه نتنياهو لانه غرد في السراب عندما شاهد الغوغائيين في الشارع يعبثون بالممتلكات العامة تخريبا وحرقا بنى آمالا كبيرة عليها بالقول بان العلاقات مع ايران ستعود الى سابق عهدها. وما اعترفت به صحيفة "جيروزاليم بوست" كان اكثر وقعا على هذا الكيان حيث كتبت نقلا عن مسؤول صهيوني بان "الاضطرابات في ايران لم تترك اي اثر ليغير حرس الثورة الاسلامية من استراتيجيته وان كيانه بنى امالا على تمزيق صور الجنرال سليماني وشعار لاغزة ولا لبنان لكنها انتهت دون اي تاثير.

الرئيس ترامب وبخطوته هذه اللامدروسة والحمقاء ارتكب خطأ فادحا حيث اثبت ضعف اميركا وتهورها في اتخاذ القرارات الارتجالية التي تكلفها خسارة مكانتها ومصداقيتها وبالتالي تنكشف عزلتها في المحيط الدولي والاقليمي وكذلك ذرائعها الواهية للتنصل من الاتفاق النووي الذي بات يحاصرها بشدة وهذا ما استشعر به اغلب الاعضاء في مجلس الامن الدولي الذين اكدوا خلال الجلسة المغلقة التحضيرية على ضرورة التنفيذ الكامل للاتفاق النووي ومنع التدخل في الشؤون الداخلية للدول الاخرى.

لكن السؤال الملح الذي يطرح نفسه الى متى تعبر المؤسسة العميقة في الولايات المتحدة الاميركية ومعها الشعب الاميركي تتفرج على حماقات الرئيس ترامب التي تكلف اميركا اثمانا باهظة لذلك ما حذر منه "بانون" احد كبار مستشاريه الاستراتيجيين سابقا ان "اقالة ترامب وفق المادة 25 من الدستور الاميركي واردة "وهذا ما سيحدث عاجلا ام اجلا لان تصرفاته غير الناضجة وتارة الصبيانية اصبحت محل استهزاء الرأي العام العالمي وحتى الاميركي.