"اسرائيل" وتصاعد حالة الردع الفلسطيني
مهدي منصوري
قرار ترامب بجعل القدس عاصمة للكيان الصهيوني وضعت هذا الكيان في اجواء وظروف صعبة جدا لم يكن يتوقعها، اذ وباصدار القرار انفجر الغضب الكامن في صدور الفلسطينيين وبصورة الهب الارض من تحت اقدام الصهاينة المجرمين، وقد ساد الاعتقاد لدى الصهاينة ان هذه الحالة الثورية الغاضبة سوف تنتهي من خلال اساليب القمع المعهودة التي تمارسها قواتها، الا ان النتيجة جاءت عكسية بحيث اكسبت الشعب الفلسطيني القدرة على استمرار الانتفاضة والمقاومة حتى تحقيق الهدف الاساس وهو تحرير الارض من دنسهم.
واللافت ان انتفاضة القدس لم تقف عند حد المدن الفلسطينية بل انها تجاوزت ذلك بحيث ومن خلال ارسال الصواريخ الى المستوطنات زرعت الخوف في قطعان المستوطنين وغيرت من صورة المواجهة بحيث يمكن القول ان حالة الردع الفلسطيني قد اخذت شكلا جديدا، وهو ماتوعدت به كتائب القسام وفي آخر رسائلها المستوطنين القريبين من حدود قطاع غزة بمزيد من الصواريخ فيما اذا لم تتوقف الاساليب القمعية للجيش الصهيوني، وقالت "ان صفارات الانذار التي تشتكون منها ستكون "موسيقى" ساحرة بما ستسمعونه اذا لم تتوقف عنجهية حكومتكم"، وبهذا التحذير يمكن القول ان رسائل القسام تأتي في اطار حالة الردع النفسي المتبادل بين المقاومة الاسلامية الفلسطينية والعدو الصهيوني.
وواضح جدا ان رسائل القسام هذه تريد ان تقول لقطعان المستوطنين وبكلمة صريحة انه لاأمان لكم في هذه المنطقة، كما وان المقاومة البطلة تمتلك الكثير من اوراق القوة والضغط على الكيان الغاصب.
وحذرت من انه واخيرا وفيما اذا لم يرتدع الكيان الصهيوني عن ارتكاب جرائمه ضد ابناء الشعب الفلسطيني فان ابناء انتفاضة القدس قد اتخذوا قرار لارجعة فيه وهو استعدادهم لحرب استنزاف طويلة الامد مع العدو. وهو ما لا يروق للصهاينة أولا ولحماتهم من الاميركان والذيول من دول المنطقة ثانيا.