تواطؤ المجتمع الدولي مع المجازر السعودية
لولا الدعم المفتوح والاعمى لبعض الدول الغربية واميركا بالذات لنظام آل سعود السفاح والمتعفن لسفك الدماء في اليمن لما وصلت الوقاحة السعودية الفجة هذا المبلغ من الانحطاط والسقوط الاخلاقي لتسييس جرائمها المنكرة في الايام الاخيرة حين قصفت سوقا شعبيا وبيتا كان حصيلته اكثر من 100 قتيل ليخرج ناطق عسكري باسمه ليشن هجوما وقحاً على الامم المتحدة التي اعلن مندوبها في اليمن عن هذه الجريمة. ومما لا شك فيه ان تركيبة النظام السعودي القبلية جعلته نظاما هشا وفاشلا ولولا الدعم الاميركي والغربي لن يستطيع مواصلة حياته السياسية ليوم واحد. فان ما يغدقه من اموال سواء بالأتاوات او شراء السلاح خاصة من اميركا وبريطانيا وفرنسا هو الذي يشفع له في البقاء ومواصلة جرائمه البشعة في اليمن وان هولاء جميعا شركاء في المجازر السعودية اليومية التي يرتكبها ضد الشعب اليمني.
لكن اللافت في الامر ان الصحافة الاميركية والبريطانية وبشكل عام الغربية تطرقت خلال الايام الاخيرة للجرائم التي ترتكبها السعودية وتنتقد حكوماتها لدعمها التسليحي لهذه البلد في وقت تعترف هذه الصحافة بان ما يجري في اليمن شارف على وقوع اكبر فاجعة انسانية في التاريخ المعاصر. نيويورك تايمز انتقدت بشدة ازدواجية المعايير التي تتبعها ادارة ترامب تجاه الحرب في اليمن والجرائم التي تحدث يوميا بواسطة القصف السعودي دون ان تكترث بذلك بينما تنتقد وبشراسة سقوط صاروخ في الرياض وتقلقها بشكل تستنفر كل قواها للتصدي للموضوع وتنسب ذلك الى ايران دون اي دليل. يبدو ان الاموال السخية السعودية قد اعمت ترامب وجوقته لذلك ماضون اليوم في نهجهم الاجوف لدعم الرياض مهما كلف الامر ومن سمع هايلي عندما تبنت موضوع الصاروخ اليمني احس في قرارة نفسه كأن هذا الصاروخ استهدف واشنطن لشدة هلعها وقلقها من الموضوع.
وعلى اية حالة فالسياسة الاستكبارية والسلطوية لاميركا ولبريطانيا ولفرنسا قد افقدتهم بصيرتهم وهم ماضون في دعم النظام السعودي الغارق في جرائمه اليومية في اليمن دون ان يعوا على انفسهم انهم يمثلون على حسب زعمهم دولا ديمقراطية تحترم حقوق الانسان وحرية الشعوب ولا يقبلون بالجريمة فكيف يسكتوا على جرائم يومية بات اليوم عمرها اكثر من 1000 يوم في اليمن.
والحقيقة التي يجب ان تذكر ان حكام الغرب وساسته ليسوا هم الوحيدين والشركاء في الجرائم السعودية في اليمن فالاعلام الغربي السائر في فلك هذه الحكومات هو الاخر شريك في هذه الجرائم لانه تخلى عن مسؤوليته المهنية الشريفة في ايصال الحقائق الى الراي العام الغربي الذي يغيب عنه ما يجري في اليمن من جرائم يومية في وقت ان هذه الصحافة تملأ الدنيا صراخا وتفبرك الاكاذيب ما شاءت حول الازمة السورية.
لكن المدهش ان تخريج بعض الصحافة الغربية ومنها نيويورك تايمز خلال الايام الاخيرة وبعد الف يوم من الحرب الظالمة على اليمن عن نهجها لتنتقد بهذا الشكل اللاذع ادارة الرئيس ترامب فهل هي يقظة آنية لامتصاص النقمة وذر الرماد في العيون ام يقظة ضمير للضغط على الحكومات الغربية لوقف تسليحها للنظام السعودي المجرم الذي لا يتورع عن ارتكاب اية جريمة بحق المدنيين اليمنيين العزل وهذه جريمة ضد الانسانية.
ان مظلومية الشعب اليمني المعتدى عليه ظلما وعدوانا ليس لها نظير في العالم وستسجل في التاريخ على انه شعب واجه اكبر ظلم وعنف وقتل بين شعوب العالم لا لذنب سوى انه اراد ان يعيش حراً مستقلاً وبارادته الوطنية لكنه عوقب بهذا الشكل الوحشي والمفجع في وقت بقي المجتمع الدولي الذي فقد ضميره وانسانيته صامتا يتفرج عليه.