موسكو: الوجود الأميركي في التنف يعرقل تطهير الحدود
طرد الجيش وحلفاؤه تنظيم «داعش» من جميع بلدات وادي الفرات الجنوبي، ووصلوا مناطق سيطرتهم بين الميادين والبوكمال، لتصبح الطريق بين الحدود العراقية والداخل السوري مفتوحة بالكامل.
بعد أقل من عشرين يوماً على استعادة مدينة البوكمال الحدودية، استكمل الجيش السوري وحلفاؤه تحرير كامل حوض الفرات الجنوبي من سيطرة «داعش»، محاصِرين التنظيم في جيب صحراوي واسع يمتد غرباً حتى أطراف مدينة السخنة. استعادة بلدات وادي الفرات لا تقلّ أهمية عن تحرير البوكمال، فتلك البلدات هي الطريق بين دير الزور والحدود العراقية، وتأمينها سيتيح تنشيط معبر البوكمال ــ القائم بالشكل المطلوب.
كذلك إن السيطرة عليها تعني طرد التنظيم من آخر نقاط سيطرته التي تضمّ تجمعات سكنية، ليبقى له منطقة صحراوية قد تشكل منطلقاً لعمليات أمنية ضد المدن والبلدات المحيطة بها. ومن المتوقع أن تشكل محطة «T2» أبرز أهداف تلك العمليات، نظراً إلى موقعها البعيد والمعزول في البادية.
وجاء هذا الإنجاز الميداني عبر تحرير آخر البلدات الفاصلة بين محوري نشاط الجيش شمال البوكمال وجنوب شرق الميادين. ونظراً إلى أهمية تلك المواقع لـ«داعش»، فقد كانت ضريبة استعادتها على المستوى البشري مكلفة، إذ استشهد عدد كبير من أفراد قوات الجيش وحلفائه خلال المعارك العنيفة التي شهدها محيط بلدات القورية والعشارة، وسواها.
يُتوقّع حضور الوفد الحكومي في جنيف الأحد المقبل
وفي موازاة الإعلان الرسمي من قيادة الجيش عن تحرير كامل حوض الفرات، خرجت موسكو لتعلن هزيمة «داعش» في سوريا بنحو كامل. وأعلن الرئيس فلاديمير بوتين ــ بالتوازي مع تأكيد ترشحه لدورة رئاسية ثانية ــ انتهاء العمليات العسكرية على ضفتي الفرات بـ«هزيمة تامة للإرهابيين»، برغم «وجود بعض الجيوب المعزولة» للتنظيم.
وبدا لافتاً أن بوتين كرّر ما طرحه خلال استقباله نظيره السوري بشار الأسد، عن ضرورة «الانتقال إلى المرحلة التالية»، وهي العملية السياسية، منوّهاً بالجهود المبذولة لعقد مؤتمر «الحوار الوطني» في سوتشي. وأشار إلى العمل الجاري على «دستور جديد» لسوريا، ليجري بعده «الانتقال إلى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية».
ومع إعلان موسكو «النصر» على «داعش» في سوريا، خرجت وزارة دفاعها لتعلن أنها مستعدة لإجراء محادثات مع نظيرتها الأميركية لمساعدتها على تدمير التنظيم في غربي العراق.
وأضاف النائب الأول لوزير الدفاع فاليري غيراسيموف، أن «التحالف الدولي» لم يحقق أي نجاحات كبيرة على الأراضي السورية. ورأى أن «وجود القوات الأميركية بالقرب من التنف، فقد أهميته بشكل واضح، وسيخلق عقبة أمام مسعى القوات الحكومية للسيطرة على كامل الأراضي السورية، بما في ذلك حدود الدولة مع الأردن والعراق».
وبعيداً عن ميدان الشرق السوري، أفادت موسكو بأن الوفد الحكومي إلى محادثات جنيف، ينوي التوجه لحضور اجتماعات المرحلة الثانية من جولة المحادثات الثامنة، يوم الأحد المقبل، على أن يبقى هناك حتى نهاية الجولة في الخامس عشر من الشهر الجاري.
وجاء التصريح الروسي بعدما أكد وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، ضرورة مشاركة الوفد الحكومي في المحادثات الجارية، مضيفاً أن ضمان تلك المشاركة «تركت للجانب الروسي».
وعقد وفد المعارضة أمس، اجتماعاً مع فريق المبعوث الأممي الخاص، برغم غياب الوفد الحكومي. وقال المتحدث الرسمي باسم الوفد يحيى العريضي، بعد اجتماع مع نائب ستيفان دي ميستورا، رمزي عز الدين رمزي، إن النقاش تناول «عملية الانتقال السياسي بعمق واستفاضة... في إطار علاقتها بالسلة المتعلقة بالعملية الدستورية والانتخابية».
وجدد الإشارة إلى «جدية» وفده مقابل «انشغال الجانب الآخر بأمور لا تتعلق بالعملية السياسية واستمراره في الاستراتيجية الأساسية التي انتهجها في مقاربة القضية السورية».
ورداً على سؤال بشأن إصرار المعارضة على مطلب «رحيل الأسد»، ومسألة عدم وضع شروط مسبقة للمفاوضات، أجاب العريضي بأن «هذه القرارت تستند إلى بيان جنيف، ولا أعتقد أن أحداً (قراراً) يلغي الآخر... القرارات تتحدث عن عملية انتقالية، وعمّا سُمِّي هيئة حكم انتقالي، ومسألة الانتخابات موجودة بتسلسلية».
(الأخبار)