تار الارهاب ستطال أذيال داعميه
مهدي منصوري
التقرير الاميركي الاخير الذي أبدى القلق المتزايد الذي تعيشه اميركا واوروبا من عودة الالاف من الارهابيين الى بلدانهم، والذي أكد حجم الخطر الكبير الذي ستلاقيه هذه الدول، وكانت اميركا ومن وقف معها في صناعة المجاميع الارهابية المجرمة تعتقد انها ستبعد النار عن بلدانها، وتبقى تحرق المناطق التي عشعشت فيها ولتحقيق هدف اجرامي حاقد يتمثل بالابادة الجماعية لشعوب هذه البلدان وتوفير الاجواء لتنفيذ مااعدته من خطط اجرامية في اضعاف هذه الدول لسلب خبراتها والسيطرة على مقدرات شعوبها.
ولكن وبعد حين وجدوا ان حساباتهم وخططهم ومشاريعم قد اصبحت في خبر كان، بسبب ليس فقط صمود الشعوب التي طالها الارهاب بل الروح القتالية العالية التي تملكت هذه الشعوب بحيث وقفت شامخة صامدة صلبة كزبر الحديد ليس فقط في وجه الارهاب بل حتى داعميه اينما كانوا وحلوا، بحيث تمكنت ان تقصم ظهر الارهاب وبصورة لم يتوقعه اصحاب العقول العفنة الذين فكروا في صناعة الارهاب.
واليوم والارهاب يلفظ انفاسه الاخيرة وبصورة ملموسة وكبيرة بحيث لم يبق امامهم اما الاستسلام للموت الزؤام، او انهم يحصلون على منفذ يحقق لهم الهروب والعودة الى بلدانهم التي جاؤوا منها، ولما كان هؤلاء المرتزقة الذين تدربوا على القتل فقط،فان عودتهم ستشكل قلقا كبيرا في بلدانهم لانهم سيمارسون نفس الدور الذي رسمته لهم هذه الدول، مما يعني وبوضوح ان نيرانهم ستطال ذيول اسيادهم وبصورة قد تكون اشد مما كانوا عليه. لانهم يحملون روح الانتقام من الذين ارسلوهم الى الجحيم.
ومن هنا فان التحذير الاميركي لم يعد له أي فائدة خاصة بعد فوات الاوان وان على الاوروبيين ان يستعدوا ليذوقوا مرارة وقساوة الارهاب الذي كانوا يرونه ويسمعون به ويدركونه جيدا لما فعله في سوريا والعراق وغيرها من البلدان الا انهم لم يحركوا ساكنا او يفعلوا شيئا لقطع دابره والقضاء عليه، بل العكس هو الصحيح اذ اخذوا يقدمون له الدعم وبدون حدود ظنا منهم ان الشعوب ستقهر وتستسلم وهم يحصدون هذا الاستسلام.
واخيرا فان النار التي اشعلوها في حرق الاخضر واليابس وتدمير ماامكن تدميره في سوريا والعراق فانها ستصل الى اذيالهم ان لم يكن اليوم فغدا لان فاتحة الارهاب قد قرأت في المنطقة ولا مجال لاحيائه من جديد.