بن سلمان يبادل الصهاينة همومهم
بات من الصعب بل العسير التكهن بما ستؤول اليه الامور مستقبلا في مملكة الشر والارهاب الذي يهيمن عليها "الشاب المتهور" محمد بن سلمان بسبب تراكم الازمات والمآزق التي خلقها وكذلك شدة احتدام الصراع بين الاجنحة داخل العائلة السعودية جراء سياسته الانفرادية في ابعاد ابناء عمومته وفرض نفسه كحاكم مطلق يحلم وكأنه الوريث الاصلي للموسس الاول الملك عبدالعزيز في بناء "مملكة الجيل الثالث"؛ لكن السؤال الذي يفرض نفسه وسط انتكاسات وهزائم المملكة المتعددة في الداخل والخارج وعلى كافة الصعد هل يكمل هذا الشاب المتهور مشواره ويتربع عرش المملكة هذا حلم على الارجح لم يتحقق له لان المملكة على اعتاب الدخول في صراعات لا اول لها ولا آخر والهجوم الاخير على قصر السلام هو البداية ويأتي من داخل العائلة وهذا ما اكده الارتباك الاعلامي المفضوح للنظام في تغطيته للحادث وبعدها غياب ولي العهد لفترة بعيدا عن الانظار دون معرفة الاسباب، الا انه يظهر فجأة في المنتدى الاقتصادي في الرياض ليعلن مشروعه الاقتصادي الكبير ببناء مدينة "نيوم" التي تجاور حدود مصر والاردن وفلسطين المحتلة كمدخل للتطبيع الاقتصادي مع العدو الصهيوني واشراكه في هذا المشروع وهذا ليس حديثنا ان تحقق او لم يتحقق لكن ما اعلنه في هذا المنتدى بان المملكة ستنتهج الاسلام المعتدل والوسطي، هو بيت القصيد لانه وبحكم جهله بالواقع وعدم اطلاعه بمفردات السياسة فان هذا الاعلان كان بمثابة ادانة واضحة وفاضحة للمملكة وحكامها طوال فترة حكم آل سعود وعليه محاكمتهم لانها هي التي ولدت الارهاب وفرخته بحكم اتباعها للنهج الوهابي الضال والتكفيري الذي كان المادة الفكرية للشباب الذي خلقت منهم ارهابيين ليضرجوا المسلمين وغير المسلمين بدمائهم ليأتي بعدها بن سلمان وبهذه البساطة والسذاجة يعلن بان المملكة ستنتهج الاسلام الوسطي المعتدل وتعلن الحرب على الارهاب والتطرف بلا هوادة وكأنه يقول عفا الله عما سلف وان الذين اسسوا للارهاب وصدوره الى دول العالم ودمروه هم ليسوا سعوديين ومن اليوم فصاعدا يريد تنحية الفكر الوهابي من حياة المملكة التي استقامت طيلة العقود الاخيرة بالشق السياسي لآل سعود والشق الديني لآل الشيخ وبالطبع ليس الامر بهذه السهولة التي يتصور هذا الشاب الجديد على السياسة بانه سيخرج سالما من هذه اللعبة والتيار الوهابي المتطرف متغلغل في وسط الشباب السعودي التي دفعت الكثير منهم كانتحاريين الى خارج المملكة خدمة لاهدافها وسياستها الخارجية واليوم فجأة تنقلب عليه.
والقضية الثانية التي تحدث عنها بن سلمان خلال الايام الاخيرة التي كشفت غباءه وجهله بالسياسة وسببت فضيحة كبيرة للمملكة وادعاءاتها الفارغة والواهية لحربها على اليمن لاستعادة الشرعية واذا به يعلن وبصريح العبارة ان المملكة لا تتحمل وجود حزب الله آخر في اليمن وهو يقصد بذلك الحوثيين الذين هم شريحة يمنية احرار في اختيار انتخابهم داخل بلدهم وهذا يكشف بوضوح النوايا الخبيثة لحاكم آل سعود في فرض الوصاية على اليمن واستعباد ابنائه وهذه الفضيحة ستنجر على جميع الاطراف التي تتماشى مع العدوان السعودي على اليمن بما فيها الامم المتحدة، ومن البلاهة والصفاقة ان يعلن هذا الامي في السياسة ان "حربه ستستمر على اليمن لمنع الحوثيين من التحول الى حزب الله آخر على حدود المملكة لان اليمن اشد خطورة من لبنان... انه يطل على باب المندب". وكأنه يعلن مباشرة بان المملكة تدافع عن المصالح الصهيونية لان اشراف ابناء اليمن على باب المندب لايشكل اية خطورة على العالم ماعدا الكيان الصهيوني. فاستدعائه لتجربة حزب الله من حيث يفهم او لا يفهم يضع الكيان السعودي في موقع الكيان الصهيوني والوقوف الى جانبه. واذا اعتبرنا ما عبر عنه بن سلمان فلتة لسان فانها كانت حقيقة مرة اعترف بها كاشفا عن الدور المناط للملكة في المنطقة بحماية الكيان الصهيوني.