ماذا خلف التفاتة السعودية المفاجئة المدعومة أميركياً نحو العراق؟
الرياض (العالم) دعا رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي من العاصمة السعودية الرياض إلى وقف التدخلات في شؤون الدول الأخرى ووقف الحروب والصراعات، كما دعا إلى غلق جميع الأبواب التي تسمح بعودة الإرهاب إلى العراق والمنطقة، في وقت تظهر مخاوف من سعي سعودي-أميركي لجر بغداد إلى سياسة المحاور والتجاذبات الإقليمية.
قد يسمح مشهد اللقاء الثلاثي العراقي السعودي الأميركي في الرياض للبعض ببناء سيناريوهات حول صورة مختلفة للمنطقة، لكن التعمق بكلام رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي يفتح هذا المشهد على أبعاد قد لا تعجب البعض ومنهم المستضيف.
فوفقاً لرؤيته المبنية على التنمية والأمن بدل الحروب والخلافات، حرص العبادي على الدعوة لوقف الصراعات وما يسببها ووقف التدخلات في شؤون الآخرين وتخريب دول وتشجيع مسارات تقسيمها.
تحقيق رؤية العبادي لا يقتصر على وقف الصراعات، بل يرتبط بالضرورة بوقف مصادر الإرهاب ومنع عودة العوامل والظروف التي تهيء لظهوره مجددا.
صدور هذه المواقف من قلب السعودية، يحمل دلالات ورسائل عدة.. فالإرهاب وتمويله ودعمه فكراً وتسليحاً يشير بشكل من الأشكال إلى الرياض، وهو ما يجد قناعة راسخة به عند العراقيين بناء على أدلة عديدة منها وجود مئات الإرهابيين السعوديين في السجون العراقية بعضهم قياديون في جماعة داعش الإرهابية الوهابية.
كما أن سياسات التدخل والتقسيم تجد ارتباطا لها بالسعودية، وآخرها انفصال منطقة كردستان العراق وموقف الرياض الذي صب في خانة تأييده والتحريض على تقسيم العراق قبل تغيير الموقف عقب عملية فرض الأمن في محافظة كركوك.
هذه المعطيات تطرح تساؤلات مشروعة لدى الشارع العراقي حول التفاتة السعودية المفاجئة وبدعم أميركي أبداه وزير خارجية واشنطن ريكس تيلرسون الذي حاول مساومة بغداد على الاقتصاد مقابل الانضمام لتحرك الرياض-واشنطن، ما يثير مخاوف من جر العراق إلى هذا المحور القائم على اصطفافات صدامية تهدف لإحداث تحولات غير بريئة لا يحتاجها العراق ولا حتى المنطقة.