ليكن برزاني عبرة لأكراد سوريا
ما ان اصبحت داعش في العراق وسوريا في طريقها الى الزوال وتصبح من الماضي حتى فتح ثالوث الشر والارهاب والتآمر المؤلف من اميركا والسعودية والصهاينة، ملفين لاشغال هذين البلدين وتأزيمهما لكن حنكة العراقيين وتعاملهم الذكي مع الملف الانفصالي الذي قاده مسعود برزاني بتشجيع من هذا الثالوث الخبيث وغير المقدس، اصبح استفتاءه اليوم من الماضي ولا احد يسأل عليه وهذه القضية وبتداعياتها السلبية يضاف اليها عودة كركوك الى حضن العراق بدون اراقة دماء، وجهت صفعة قوية للاطراف المتآمرة على العراق ولم يدور في مخيلتهم ان تعود كركوك بهذه السرعة الخاطفة الى دائرة العراق بعد ان راهنوا عليها كثيرا لابتزاز العراق والضغط عليه.
غير ان الجانب الاميركي ومعه الصهيوني والسعودي الذي انتكس بشكل مفضوح في كردستان العراق تحرك بسرعة لكن هذه المرة باتجاه الاكراد في سوريا ليمرر تآمره ويجعل منهم قفازة للوصول الى اهدافه الاستعمارية الدنيئة وايجاد مؤطئ قدم له في سوريا من خلال قوات سوريا الديمقراطية "قسد".
واللافت في الموضوع ان الرقة التي حاولت اميركا ان تسوق لها بانها عاصمة داعش في سوريا والتي لم تستطع قوات سوريا الديمقراطية حسم الموقف فيها لاشهر عديدة لكن سرعان ما تدخل الطيران التحالف الاميركي في الاونة الاخيرة وحسم الموقف بشكل غير متوقع حيث حول هذه المدينة الى مدينة اشباح ودمرت 80% منها دون ان يعثر هناك على اية جثث لقتلى داعش او اسر اي منهم، فيما تسربت بعض المعلومات ان هناك صفقة قد جرت لنقل هؤلاء الدواعش الى مدينة دير الزور المحاصرة لدعم الارهابيين فيها في مواجهة الجيش السوري.
واذا تصور ثالوث الشر الاميركي ـ السعودي ـ الصهيوني الذين حضور الاحتفال الكبير في الرقة ومنهم ثامر السبهان وزير العهر السعودي وصورة كبيرة لعبدالله اوجلان تعلو الحفل، بانهم سيبدأون بالرقة لتدشين الفدرالية في سورية وايجاد قواعد لهم فانهم واهمون تماما لان بيئة الاكراد في سوريا تختلف تماما عن البيئة في العراق حيث ان اكراد سورية منتشرون كجزر متقطعة في عدة محافظات ناهيك عن تغلغل العشائر العربية بينهم لدرجة ان 60% من مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية الذين يبلغون 50 الف مقاتل هم من العرب. ومن البديهي ان ما جمع العرب والاكراد في مناطق شمال سورية هو وحدة المصير لمقاتلة داعش اما اليوم وبغياب داعش تختلف الصورة ولايمكن للعشائر العربية ان ترجح العيش في ظل الفدرالية الكردية على العيش في حضن الوطن وقد تجلت بعض صوره هو مغادرة بعض شيوخ العشائر العربية لمكان الاحتفال الذي اقامته قوات سورية الديمقراطية.
على اكراد سوريا ان لا يكرروا اخطاء مسعود برزاني الفادحة الذي اعاد كردستان العراق الى تسعينيات القرن الماضي عندما راهن على حسابات مغلوطة ووهمية في الاعتماد على وعود اميركا والصهيونية والسعودية في بناء احلام وردية لا تتطابق مع الواقع. واليوم على اكراد سورية ان لا ينغروا بالوعود الاميركية وحتى الروسية التي ربما تدخل في دائرة المزايدات المتبادلة مع الاميركان لان اكراد تربطهم بعلاقات طيبة بالطرفين الاميركي والروسي.
وقد لا يختلف اثنان على ان ينال اكراد سوريا او العراق او وغيرهم على حقوقهم الطبيعية والمتساوية داخل اطار الوطن الواحد وهذا ليس منة من احد بل واجب على كل الدول التي تتشكل من قوميات ومذاهب مختلفة.