وقضي الامر
ما اعلنته طهران وعلى لسان عباس عراقجي مساعد وزير الخارجية في المؤتمر الدولي الرابع لحظر انتشار الاسلحة النووية الذي شارك فيه اكثر من 200 باحث وخبير ودبلوماسي من 40 دولة ومنظمة اممية، كان خطا احمر لايمكن التفاوض عليه حيث اعلنها وبصريح العبارة وبملء الفم ان "اعادة التفاوض في الاتفاق النووي او اضافة ملحقات امر غير ممكن اطلاقا".
وهذا ما ينبغي ان تدركه الولايات المتحدة الاميركية تماما بانه قد "قضي الامر" ولا عودة على القرار. وما يهدد ويعربد به ترامب مجرد اضغاث احلام يراوده ولا يغير من الحقيقة شيئا واذا تصور هذا الغبي الذي يتظاهر بالجنون انه يستطيع ابتزاء ايران او يساومها كما فعل مع الاخرين فانه واهم وسيذهب باحلامه الى القبر لانه لا وجود لهذه المفردات في القاموس الايراني واذا ما اقدم على اية خطوة للخروج من هذا الاتفاق وهو مستبعد جدا، لانه رمى الكرة في ملعب الكونغرس وبذلك سيطيح بسمعة اميركا ومكانتها الدولية ويرجعها الى عصر الغاب حيث تثبت عمليا للعالم انها لا تلتزم بالمعاهدات والمواثيق الدولية ولا عهد ولا امان لها، اضافة الى انها ستفرض العزلة على نفسها.
فتهريج ترامب المتواصل منذ التنافس الانتخابي وحتى اليوم قوبل بانتقادات شديدة اقليميا ودوليا وحتى على مستوى الداخل الاميركي ومن قبل المسؤولين السابقين والحاليين الذين اكدوا على احترام الاتفاقية وتنفيذها.
والطريف في الامر ان "ويندي شيرمان" مساعدة وزير خارجية الاميركي السابق هي الاخرى صرحت خلال مؤتمر موسكو لنزع السلاح النووي ان "ثلثي الاميركيين وكذلك مجموعة من الجمهوريين يدعمون الاتفاق النووي".
اما ما قالته "هيلغا اشميت" سكرتيرة الجهاز التنفيذي الخارجي بالاتحاد الاوروبي "اننا ندافع للحفاظ على الاتفاق النووي وان ايران قد عملت وفق ما ينص عليه الاتفاق تماما ولهذا من الضروري الحفاظ على هذا الاتفاق"، ليس كافيا وعلى الاتحاد الاوروبي المتضرر الاول فيما اذا ما اخل بهذا الاتفاق ان يشمر عن ساعده ويقف بوجه اميركا للحيلولة دون خروجها من الاتفاق وتواجهها عمليا حتى يرتدع ترامب ويقف عند حدوده.
وما نسمعه اليوم خلف الكواليس من بعض الجهات الاوروبية لما تردده اميركا حول دور ايران الاقليمي او قوتها الصاروخية امر مرفوض جملة وتفصيلا وعلى هذه الجهات ان تحترم نفسها ولا تتورط في امر بديهي قد يجلب لها بعض المتاعب لان الاتفاق النووي الموقع بين دول (5+1) لم يأت على اي ذكر للقوة الصاروخية وكانت هذه القضية خارج التفاوض تماما، اضافة الى امر آخر ومهم للغاية فانه "لا توجد اية اتفاقية دولية تقيد القوة الصاروخية الكلاسيكية للدول" وهذا امر في غاية الوضوح والشفافية ولا ينبغي لاحد التحدث به لانه يطعن بقدرات بلده ويعرض امنه القومي الى المخاطر لذلك عليه ان يتخلى عن هذه المهاترات ويحترم حقوق الاخرين.