القائد: سنحوّل الاتفاق النووي الى فتات إذا أقدم الطرف الآخر على تمزيقه
* اميركا غاضبة من ايران لانها افشلت مخططاتها في سوريا والعراق ولبنان وستهزم مرة اخرى على يد الشعب الايراني
* على اوروبا التصدي للمواقف الاميركية باجراءات عملية وان تتجنب الخوض في قضايا ايران الدفاعية
* الجمهورية الاسلامية تمكنت من فكّ الانقياد للسلطة الأميركية واستطاعت تطوير وتعزيز قدراتها في ظل عداء الاخيرة
* لا ينبغي ان تؤدي بلاهة الرئيس الاميركي الى الغفلة عن مكر ومؤامرات الاعداء بل علينا جميعا الحضور في الساحة بحكمة ويقظة واستعداد كامل
* النظام الاميركي شرير للغاية و"الشيطان الاكبر" حقيقة مثلما اطلق عليه الامام الخميني الراحل
* سوف لن تقع الحرب العسكرية الا ان هنالك قضايا لا تقل اهمية عن الحرب، لذا علينا ان نتوقعها ونكون حذرين منها
* لا مشكلة لنا مع الاستثمارات الاجنبية ومنها الغربية الا انه لا ينبغي ان يتكئ اقتصاد البلاد على عمود يهتز بعربدة شخص مثل ترامب
طهران - كيهان العربي:- اكد قائد الثورة الاسلامية آية الله العظمى السيد علي الخامنئي، انه طالما لم يقدم الطرف الاخر على تمزيق الاتفاق النووي، فنحن لن نمزقه ايضا، لكن فيما اذا اقدم على تمزيقه، فنحن سنحول الاتفاق الى فتات.
وقال سماحة القائد الخامنئي خلال استقباله أمس الاربعاء، حشدا من الطلبة الجامعيين النخبويين من الشريحة الشبابية الفائزين في الأولمبياد العلمية الدولية، قال: إن الرد على تبجحات الرئيس الاميركي دونالد ترامب الثرثار مضيعة للوقت، مؤكدا بان ايران لا تقبل من اوروبا ان تتناغم مع العنجهية الاميركية.
واكد سماحته، ان اميركا هي وكيلة الصهيونية العالمية، وهي التي صنعت "داعش" والجماعات التكفيرية، مضيفاً ان اميركا غاضبة من ايران لانها افشلت مخططاتها في سوريا والعراق ولبنان، مؤكدا ان اميركا ستهزم مرة اخرى على يد الشعب الايراني.
واعتبر سماحة قائد الثورة الاسلامية، مطالبة الاوروبيين للرئيس الاميركي بعدم تمزيق الاتفاق النووي غير كافيا، مؤكدا انه على اوروبا ان تتصدى للمواقف الاميركية باجراءات عملية وان تتجنب الخوض في قضايا ايران الدفاعية.
ولفت سماحته الى أن الرئيس الاميركي يستعرض بلاهته لكن يجب ألا يؤدّي هذا الى أن نغفل عن مكر أميركا. فليتيقّن الجميع بأنّ أميركا ستُصفع هذه المرّة أيضاً وسيهزمها الشعب الإيراني.
وقال سماحة القائد: ان البعض كانوا يقولون منذ 100 عام بانه لو اردتم تحقيق التقدم فاتبعوا الغرب... لقد جرى اتباع الغرب في عهد بهلوي 50 عاما فماذا تحقق من تقدم؟.
واكد ان التبعية تجلب التعاسة واضاف، ان احد العناصر الاساسية للتخلص من التبعية هو التقدم العلمي، فصناعة البلاد تعاني من آفة التجميع (المونتاج) وهو الامر الذي حال دون الارتباط بين الصناعة والجامعة... يتوجب تغيير النهج الصناعي في البلاد من التجميع الى الابداع خلال فترة 10 اعوام.
واكد سماحته، أن الجمهورية الاسلامية في ايران تمكنت من فكّ الانقياد للسلطة الأميركية، كما أنّها استطاعت على تطوير وتعزيز قدراتها في ظل العدائية الأميركية؛ واضاف : كل هذا التطور تحقق في فترة الحظر على ايران.
واشار الى عداء النظام الاميركي للشعب الايراني منذ الايام الاولى لانتصار الثورة الاسلامية واضاف، في تلك الايام لم تكن هنالك قضية نووية مطروحة ولا صواريخ ولا نفوذ اقليمي الا ان الاميركيين ادركوا بانهم مع انتصار الثورة الاسلامية قد فقدوا دولة "تابعة ومطيعة ونافعة جدا".
واكد سماحته بان تحول ايران الى انموذج في اذهان الشعوب ادى للمزيد من اثارة غضب وياس قوى الهيمنة واضاف، ان الشعب الايراني قد اثبت للعالم خلال الاعوام الاربعين الاخيرة امكانية عدم الخوف من القوى الكبرى والصمود امامها وتحقيق النمو والتقدم المتزايد رغم اعمال الحظر والضغوط.
واعتبر تحقيق المنجزات العسكرية والصاروخية الايرانية في ظل الحظر التام بانه اثار دهشة وحتى استحسان بعض الاعداء الحاقدين واضاف، ان المقالة التي كتبها جنرال صهيوني قبل عدة اعوام بهذا الصدد مثال على هذه الحقيقة.
واشار سماحة القائد الى اننا لا نريد ان نهدر وقت الاجتماع المفيد والجيد مع النخب في الرد على الرئيس الاميركي واضاف، رغم ذلك ينبغي على الجميع ان نلتفت الى هذه النقطة المهمة وهي ضرورة معرفة العدو لان اي شعب لا يعرف اعداءه ويعتبرهم اصدقاء له او محايدين فمن المؤكد انه سيتعرض للتهديد والخطر.
واكد بانه على الشعب والمسؤولين الا ياخذهم نوم الغفلة لان الاعداء سيغيرون علينا وينهبوننا.
واشار قائد الثورة الاسلامية، الى الردود الجيدة والصائبة من جانب مسؤولي البلاد على اباطيل ترامب، واعتبر الرئيس الاميركي والادارة الاميركية الحاكمة وبسبب عدم ادراكهم لتطورات ايران والمنطقة بانهم مصابون بـ "تخلف عقلي" واضاف، انهم يريدون ارجاع ايران الشبابية والمؤمنة والثورية والمتقدمة الى ما قبل 50 عاما مضى، ومن المعلوم بطبيعة الحال عدم امكانية تحقق هذا الامر، الا انهم وبسبب التخلف عاجزون عن ادراك هذه الحقيقة ولهذا السبب يرتكبون الخطأ في الحسابات ويمنون بالهزائم المتكررة على يد الشعب الايراني.
ووصف سماحته، النظام الاميركي بانه شرير للغاية و"الشيطان الاكبر" حقيقة مثلما اطلق عليه الامام الخميني الراحل /قدس سره/ واضاف، ان النظام الاميركي هو المتبني لشبكة الصهيونية الدولية الخطيرة والخبيثة وعدو الشعوب المستقلة والسبب في اندلاع غالبية الحروب في المنطقة والعالم ويسعى كمصاص للدماء لامتصاص ثروات الشعوب.
واشار الى تصريحات ترامب خلال فترة الدعاية الانتخابية بان داعش تاسس على يد اميركا واضاف، من الطبيعي ان يقوم قادة اميركا الان بالعربدة واطلاق التصريحات ضد الحرس الثوري الذي تصدى لاهداف اميركا وداعش الخطيرة في المنطقة.
وبعد تبيينه السبب في غضب وياس الاميركيين، تطرق سماحته الى 7 توصيات مهمة للشعب والمسؤولين والناشطين السياسين والصحافيين حول القضايا الاخيرة.
فقد اكد سماحته في النقطة الاولى انه على الجميع ان يتيقنوا بان اميركا ستتلقى الصفعة وتهزم من الشعب الايراني هذه المرة ايضا.
والتوصية الثانية التي وجهها قائد الثورة الاسلامية هي تجنب الغفلة امام مكر وخدع اميركا قائلا، لا ينبغي ان يؤدي اظهار بلاهة الرئيس الاميركي الى الغفلة عن مكر ومؤامرات العدو وان نستصغرها بل علينا جميعا الحضور في الساحة بحكمة ويقظة واستعداد كامل.
واضاف سماحة القائد الخامنئي، بالطبع سوف لن تقع الحرب العسكرية الا ان هنالك قضايا لا تقل اهمية عن الحرب، لذا علينا ان نتوقعها ونكون حذرين منها.
وفي التوصية الثالثة اشار قائد الثورة الى عداء اميركا لعناصر القوة لدى ايران واكد قائلا، انه وعلى العكس من العدو، علينا جميعا تقوية هذه العناصر.
واعتبر العلوم والقوة الدفاعية من جملة عناصر اقتدار الشعب الايراني واضاف، ان القدرات الصاروخية يجب ان تزداد يوميا رغم انف الاعداء.
كما اعتبر سماحته الاقتصاد من العناصر الاخرى لقدرة ايران واكد قائلا، انه ينبغي بذل الاهتمام الجاد لخفض التبعية وزيادة القدرة الذاتية الاقتصادية.
واوضح سماحة قائد الثورة الاسلامية في هذا الصدد قائلا، لقد قلنا مرارا باننا لا مشكلة لنا مع الاستثمارات الاجنبية ومنها الغربية الا انه لا ينبغي ان يتكئ اقتصاد البلاد على عمود يهتز بعربدة شخص مثل ترامب.
واضاف، ان الاقتصاد الايراني يجب ان يتكئ على "عمود القدرات والطاقات الداخلية" وان يتابع وينفذ السياسات المعلنة للاقتصاد المقاوم.
وقال سماحته في توصيته المهمة الرابعة بشان "تجاهل ايحاءات العدو" في القضايا الاخيرة: ان العدو في الاتفاق النووي كان يوحي بانه لو تم التوصل الى الاتفاق فان العداوة ستنتهي ، وتوصلنا الى الاتفاق ولكن العداء زاد .
واكد سماحته انه اليوم ايضا لاينبغي ان نثير قضايا في انه لو لم نكن اتفقنا على القضية الكذائية على سبيل المثال لكان الوضع كذا وكذا فهذه الايحاءات هي ما يتطلع اليها العدو وعلينا تجاهل هذه الايحاءات وان نعي مصالحنا وان لانتلقاها من العدو.
وفيما يتعلق بالتوصية الخامسة لقائد الثورة الاسلامية، اي ان رفع القدرات الدفاعية كان مستدمة من تجربة الدفاع المقدس قال سماحته ان طهران في تلك الفترة كانت عرضة لصواريخ صدام وحماته الغربيين دون اي دفاع وقد بادر الشباب في البلاد الى العمل على تسوية هذه المشكلة من الصفر وتمكنوا تدريجيا من بلوغ قدرة جعلت العدو يتوقف عندما شاهد قدرتنا على الرد بالمثل.
واكد ضرورة رفع القدرات الدفاعية للبلد الان ايضا لكي لا نسمح للعدو بالتجرؤ وان لاتسول له نفسه التطاول او ارتكاب اي حماقة.
وحول التوصية الاخرى المتعلقة بقضية سلوك الاوروبيين في القضية الاخيرة قال سماحته ان الاوروبيين ومن خلال ادراكهم ان الاتفاق النووي يخدمهم ويخدم الاميركان رفضوا تصريحات الرئيس الاميركي حول تمزيق الاتفاق النووي وهذا الموقف جيد ولكنه غير كاف .
وتابع قائد الثورة انه مادام الطرف الاخر لم يمزق الاتفاق النووي فاننا لانمزقه ولكن ان مزقوا الاتفاق النووي فاننا سنحوله الى فتات .
واكد ان على الاوروبيين الوقوف بوجه اجراءات الادارة الامريكية بما فيها نقض الاتفاق النووي مثل فرض الوان من الحظر التي ينتظرون مصادقة الكونغرس عليها وان يتجنبوا التناغم مع الاميركيين في قضايا نظير القدرة الدفاعية لايران وتواجد ايران في المنطقة لاننا لا نقبل مطلقا تناغم الاوروبيين مع الغطرسة الاميركية .
وتساءل قائد الثورة في هذا المجال قائلا : ان من يملكون الصواريخ والسلاح النووي يريدون ثني الشعب الايراني عن امتلاك صواريخ يتراوح مداها بين اثنين وثلاثة الاف كيلومتر ، فهذه القضية وغيرها من القضايا هي شؤون ايرانية ولاعلاقة لكم بها .
وفيما يتعلق بالوصية الاخيرة لقائد الثورة والمتمثلة بـ " الجدية في التعاطي مع الاقتصاد المقاوم ومبادئه" ومنها التوجه للانتاج الوطني وحظر الواردات غير المهمة والحؤول دون تهريب السلع البضائع والعمل على توفير فرص العمل قال سماحته: لقد انقضى اكثر من نصف العام وينبغي بذل جهود مضاعفة لتحقيق الاهداف المرسومة وصولا الى تحويل الاقتصاد الايراني من اقتصاد يعتمد على عائدات النفط الى اقتصاد يعتمد على القيمة المضافة .
ووصف قائد الثورة في جانب اخر من تصريحاته لقاءه مع النخب الشابه بانه لقاء شيق ومطلوب ومدعاة للتفاؤل بالافاق المستقبلية وضمن تاكيده على ان النخب هم نعم الهية ويجب شكر البارئ على هذه النعم قال سماحته: انا اثق بقوة بالنخب وعلى المسؤولين ايضا ان يثقوا بالنخب الوطنية وان هذه النخب قادة على تغيير مصير البلاد .
واعتبر التقدم العلمي بانه يمهد الارضية لاقتدار البلاد وقال ان بلادنا وبرغم سجله الوضاء في المجال العلمي ولكنه للاسف تخلف عن ركب العلم ابان هيمنة الاجانب وينبغي العمل على التعويض عن هذا التخلف .
واعتبر قائد الثورة الاسلامية ان الطريق الرئيس للوقوف بوجه الانبهار بالغرب في البلاد يكمن في القضاء على التبعية مؤكدا بان التقدم العلمي من العناصر الاساسية للتخلص من التبعية ودعا الاجهزة المختلفة الى ازالة جميع العقبات امام التقدم العلمي .
وذهب سماحته الى انه ونظرا للطاقات المتميزة للبلاد فان الارضية ممهدة للتقدم العلمي والتقني وضمن اعرابه عن ارتياحه من اجراءات مؤسسة النخب وقسم الشؤون العلمية في ديوان رئاسة الجمهورية ، اشار سماحته الى ان يقوم التقدم العلمي بالبلاد على اسس منهجية ومؤسساتية لكي لايتاثر بالاذواق الادارية في الحكومات المختلفة ويتواصل هذا التقدم دون توقف .
ودعا سماحته الى التفكير بشكل اساسي للقطاع الصناعي للبلاد لان الصناعة في البلاد باتت متاثرة بافة التجميع ومادامت هذه الافة موجوده فاننا سنبقى بعيدين عن الابداع ويتعطل التحرك والعمل العلمي وسينقطع في ظل هذه الظروف التواصل بين الجامعة والصناعة .
واشار الى ضرورة الاهتمام بالنشاطات الثقافية في قسم الشؤون العلمية لرئاسة الجمهورية ومؤسسة النخب وقال ان الشيء الاخطر من اغتيال العلماء في البلاد خلال السنوات الاخيرة والتي ادت الى استشهاد عدد من العلماء هو التبعية الفكرية والثقافية ومن هنا ينبغي على هذه النخب التحلي بالتقوى وان يراقبوا انفسهم .