الصحف الأجنبية: حزب الله لم يهدد باستهداف أمن الولايات المتحدة
نقلت مواقع غربية معروفة عن لسان محللين بأن حزب الله لم يهدد بشن أي هجوم داخل الأراضي الأميركية، وذلك في ظل المزاعم الأميركية الجديدة بأن حزب الله يشكل خطرا على الأمن الداخلي الاميركي.
في غضون ذلك، دعا باحثون موالون للكيان الصهيوني الى العمل على "إفلاس" حزب الله، ووصف وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الفكر الوهابي بأنه فكر يعود الى القرون الوسطى ويستند على الكراهية والإقصاء.
الى ذلك، حذّر صحفيون أميركيون معروفون من أن "الرئيس الاميركي دونالد ترامب قد لا يملك خططا للتعامل مع ملفات بارزة في السياسة الخارجية".
*وزير الخارجية الإيراني يذكّر بالأضرار الناتجة عن الفكر الوهابي
كتب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف مقالة نشرتها مجلة "The Atlantic" قال فيها "إن منطقة الشرق الأوسط بدأت تشهد انعدام الأمن والاستقرار عندما بدأ تدخل القوى الخارجية، الذي أدى الى تمزيق المنطقة".
ظريف ذكّر أن حلفاء الغرب ينفقون مليارات الدولارات على نشر الفكر الوهابي من "الشرق الأدنى الى القارات الأميركية"، واصفاً هذا الفكر بأنه من القرون الوسطى ويستند على الكراهية والإقصاء.
كما أعاد التذكير بأن حلفاء أميركا يدعمون جهات تنشر الفوضى من خلال الإرهاب والحروب الأهلية، وبأن السعودية والإمارات ذهبتا الى حد الاعتراف الرسمي بحكم نظام "طالبان" في أفغانستان، وهما بلدان من أصل ثلاثة بلدان فقط اعترفوا بهذا النظام.
كما أشار ظريف الى أن الولايات المتحدة غضت الطرف عن الفكر الوهابي وعن التمويل الذي أدى الى نشوء تنظيم "القاعدة" وغيرها من الجماعات الإرهابية مثل "داعش" و"النصرة" و"بوكو حرام"، والأمر الذي أسفر عن وقوع هجمات الحادي عشر من أيلول.
وأضاف ظريف "إن السعودية والإمارات تمارسان الحملات داخل الولايات المتحدة لنشر المزاعم عن تدخل إيران في "الشؤون العربية" ونشرها الفوضى في المنطقة"، لافتاً الى مفارقة بأن" السعودية والإمارات هما من شن الحرب على اليمن وقامتا باجتياح البحرين وفرضتا حصاراً على قطر وموّلتا وسلّحتا جماعات إرهابية مسلحة في سوريا".
وشدد ظريف على أن هناك حدودًا ومياهًا وموارد تتشاركها إيران مع العرب، مؤكداً أن ما يهم إيران في الشؤون الاقليمية هو الاستقرار، وأن طهران لا تريد سقوط أي نظام في الدول المجاورة.
أما حول تمدد نفوذ إيران، فقال ظريف "إن هذا النفوذ لم يتمدد على حساب الآخرين بشكل متعمد، وإنما جاء نتيجة أفعال وأخطاء الغرب وحلفائه الإقليميين".
ولفت الى أن تمدد نفوذ إيران كان أمراً حتمياً بعد سقوط نظام "طالبان" في أفغانستان ونظام صدام في العراق، اذ ان إيران هي التي استضافت اللاجئين من كلا البلدين وقدمت اللجوء لرموز سياسية من كلا البلدين.
كما تابع أن" إيران ليست هي من منعت السعودية من فتح سفارة ببغداد لمدة عشر سنوات بعد سقوط صدام حسين، وليست هي من أصر على الحرب على اليمن أو فرض حصار على قطر، وأن إيران وضعت أولوية للتوصل الى اتفاق لتسوية الملف النووي من أجل منع المزيد من انعدام الاستقرار الاقليمي، وذلك من خلال حل أحد الملفات الخلافية البارزة مع الغرب".
وبينما أشار الى أن "إيران أملت أن يستفيد جيرانها من هذا الاتفاق وقدمت خططا لإنهاء النزاعات المسلحة"، لفت الى أن" كل ذلك لم يلق آذانا صاغية سواء من الاميركيين أو العرب".
وأوضح وزير الخارجية الايراني أنه" لا يمكن إقصاء دول مثل السعودية من معادلة الأمن الاقليمي، كما لا يمكن ايضاً إقصاء ايران، إذ إن انعدام الاستقرار في بلد واحد يؤثر على استقرار جميع الدول في المنطقة".
وأضاف ظريف الى أنه" وبعد تسوية الملف النووي، كان بإمكان الدول المحيطة بإيران أن تعزز التبادل التجاري والاستثمار معها، كما كان بإمكانها الموافقة على العرض الذي طالما قدمته إيران حول البحث في ترتيبات أمنية جديدة بالمنطقة".
كما شدد على أن "الايرانوفوبيا" الذي يقوم بنشره بعض الدول المجاورة لإيران أصبح شكلا من اشكال "الهيستيريا"، وأصبح كذلك يؤثر على نظرة الولايات المتحدة.
*ترامب قد لا يملك خططا للتعامل مع ملفات خارجية بارزة
كتب "David Ignatius" مقالة نشرتها صحيفة "واشنطن بوست" تساءل فيها عما إذا كانت إدارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب تملك أي خطط في موضوع السياسة الخارجية.
وأشار الكاتب الى أن ترامب أعلن عن سياسته حيال ملف افغانستان، الا أنه لم يتبين بعد كيف سيتم تحقيق الاهداف التي أعلنها، مثل الضغط على باكستان والسعي لتحقيق حل سياسي.
كما لفت الى ما قاله السيناتور الجمهوري المعروف جون ماكين مؤخراً حول أن الكونغرس لا يزال يجهل الكثير من التفاصيل المهمة باستراتيجية ترامب لأفغانستان.
كذلك تحدّث الكاتب عن غياب الوضوح في استراتيجية ترامب حيال إيران، وقال "إن إدارة ترامب ومنذ اليوم الأول تتحدث عن التصدي لنفوذ إيران في المنطقة"، مشيراً الى أن "هذا الملف لا يشكل مشكلة في الوقت الراهن كون إيران تلتزم بالاتفاق مع السداسية الدولية".
وتطرق "David Ignatius" الى الكلام الذي صدر عن البيت الابيض مؤخراً حول مسعى جديد للتصعيد ضد حزب الله، لافتاً الى أن هذا الكلام لم يتضمن الكثير من التفاصيل.
كما اعتبر أن "الشلل السياسي" يتجلى بأوضح صورة في ملف سوريا، مشيراً الى أن ترامب وبعد مضي حوالى تسعة أشهر على تسلمه الرئاسة، لم يقرر تبني خطة معينة حول سوريا والعراق، "وخاصة حول السؤال الاساس المتعلق بترك قوة أميركية صغيرة هناك"، بحسب تعبير الكاتب.
ونقل الكاتب عن مصدر جمهوري بمجلس "الشيوخ الأميركي" أن" الاستراتيجية لا تزال عالقة حيال سوريا والعراق، كما نقل عن مسؤول رفيع بالادارة الأميركية أنه لم يتم التوصل بعد الى اتفاق على السياسة التي يجب أن تتبع حيال سوريا".
بناء على كل ذلك، أكّد الكاتب أنه قد تكون هناك مشكلة على صعيد السياسة الخارجية تتمثل بعدم وجود خطط في ملفات خارجية أساسية.
*حزب الله لم يهدد بضرب أميركا
من جهته، تناول موقع "Middle East Eye" مزاعم المسؤولين الاستخباراتيين الأميركيين أن حزب الله يمثل تهديداً للأمن الداخلي الأميركي، وهو ما قاله مدير المركز الوطني الأميركي لمكافحة الارهاب "Nicholas Rasmussen" الذي "أعلن عن فدية مالية مقابل الكشف عن أية معلومات تؤدي الى اعتقال قياديين من حزب الله" حسب ادعاءاته.
ونقل الموقع عن لسان محللين تشكيكهم بهذا التقييم الذي قدمه "Ramussen"، مشددين على أن" حزب الله لم يهدد بشن هجوم داخل الولايات المتحدة".
كذلك اعتبر المحللون أن" إدارة ترامب تنحاز الى السعودية ضد إيران، وأن الخطوة الأخيرة هذه هي جزء من السياسة السعودية".
كما رأى هؤلاء أن" التصعيد ضد حزب الله مرتبط بالخطوة التي قد يقدم عليها الرئيس الاميركي دونالد ترامب بسحب الثقة من الاتفاق النووي مع ايران".
وأضافوا بحسب ما نسب اليهم الموقع أن" مواقف إدارة ترامب بهذا الاطار تبين فهما سطحيا للعالمين العربي والاسلامي، وأن كل الامور مرتبطة ببعضها البعض، من سحب الثقة من الاتفاق النووي الى الدفع باتجاه تطبيع العلاقات بين بعض دول الخليج والكيان الصهيوني.