دبلوماسية اثارة الفتن والفوضى
بعد ما اصبحت القناعة سيدة الموقف لدى اصحاب القرار الذين صنعوا ودعموا داعش بدءاً باميركا والسعودية وانتهاء بمن تحالف معهم من قوى دولية واقليمية، بان داعش باتت شبه منتهية وتطوي نهاياتها المحتومة لم يجدوا سبيلا من امرهم لسد عجزهم والحد من فضيحتهم سوى اطالة امد الحرب من خلال اسعاف داعش لاطالة رمقه الاخير وبالطبع ان الهدف من كل ذلك هو تاخير النصر الذي هو قادم لا محاله،وهذا ما قامت به اميركا عمليا وفي اكثر من منطقة في العراق وسوريا حيث قدمت المساعدات العينية لداعش او اخلت بعض قادتها في المناطق المحاصرة وهذا ليس تكهنا او تحليلا بل ان هناك وثائق دامغة لدى القوات الروسية والسورية والحشد في العراق اضافة الى الجانب الايراني وستكشف هذه الوثائق في وقتها ليقف العالم على حقيقة ونفاق الادارة الاميركية و تبنيها لداعش طيلة هذه السنوات.
واليوم فان القوات المسلحة العراقية والسورية والقوى المتحالفة معهما في طريقهما لحسم المدن المتبقية سواء على الجانب العراقي كراوة والقائم او على الجانب السوري الميادين والبوكمال وبالتالي الوصول الى الحدود المشتركة للبلدين التي كانت تعتبرها اميركا خطا احمر، لكن الايام القادمة ستثبت من يفوز بمعركة كسر العظام ومن يحق له وضع الخطوط الحمر؟!
التحركات الاميركية المريبة من خلال التصعيد الاعلامي في التهديد والوعيد الذي يقوده ترامب ضد ايران بالغاء الاتفاق النووي بحجج واهية، هو الواقع ليس الملف النووي وانما الحقيقة كما اعلنه الامين العام لحزب الله السيد نصرالله من ان "مشكلة واشنطن مع طهران ليست في البرنامج النووي بل في اجهاض المشروع الاميركي ـ السعودي في المنطقة.
كل الذي يؤرق اميركا وعملاؤها وذيولها وفي مقدمتهم نظام آل سعود من انهم خسروا المعركة رغم كل من وظفوا لها من امكانات وطاقات وثروات عظيمة واذا بهم اليوم يخرجون ليس فاضي اليدين فحسب بل تشتت اجزاء من محورهم الشيطاني الخبيث لذلك يبذلون كل ما وسعهم للتخطيط لمشروع جهنمي آخر قد يدخل المنطقة في ازمات جديدة وكانت البداية بتقسيم العراق من خلال مشروع انفصال كردستان الذي ولد ميتا وما رشح لاحقا هو الساحة اللبنانية الذي زارها السبهان بصفته وزير الفتن والمؤامرات في البلاط السعودي حيث هدد سعد الحريري اما معنا او مع حزب الله الذي وصفه بما يليق به.
يبدو ان ادارة البيت الابيض الجديدة التي وصفها بعض الساسة الاميركان بانها اصبحت روضة للاطفال او الادارة السلمانية في السعودية المراهقة سياسيا باتتا تتعاملان مع التطورات العالمية والاقليمية بشيء من الجنون والعبثية والاوهام والتهريج الاعلامي على قاعدة دبلوماسية اثارة الفتن والفوضى لكنهما لن يحصدا سوى الخيبات والنتائج المؤلمة عندما يعلن محور المقاومة انتصاره النهائي ويطوي كل هذه الملفات الوهمية التي تدور في الاذهان المريضة لساسة البيت الابيض في اميركا او المراهقين السياسيين في السعودية لضرب الامن والاستقرار الاقليمي.