الرئيس روحاني: مشكلتنا مع السعودية بسبب عدوانها على اليمن ودعمها الارهابيين
* سوف لن نكون البادئين أبدا بنقض الاتفاق النووي وفي الوقت ذاته لن نقف مكتوفي الايدي إزاء مخالفات الاخرين وسنرد عليهم
* نريد إقامة علاقات صداقة مع دول المنطقة وجيراننا إلا أن البعض للأسف يعمل في المنطقة بعيدا عن الأخلاق
* الاهتزاز الموجود في الداخل الاميركي سياسياً لا يرسم أي اطار لسلوك السياسة الداخلية والخارجية والاقتصادية
* أصعب الظروف اليوم هي للاميركيين وأفضل الظروف السياسية هي لنا وهذا ليس شعارا
* استبعد ان ترضخ الوكالة لضغوط اميركا وحتى لو رضخت فلن نرضخ نحن ونتعامل مع الوكالة وفقا للضوابط
* منذ توقيع الاتفاق النووي اكدت جميع تقارير الوكالة الدولية تعاون ايران الجيد والتزامها باطار الاتفاق
طهران - كيهان العربي:- اكد رئيس الجمهورية الدكتور حسن روحاني بان العلاقات بين الجمهورية الاسلامية في ايران والوكالة الدولية للطاقة الذرية تحددها الضوابط وليست اميركا وضغوطها.
واكد الرئيس روحاني في اول حوار تلفزيوني له بعد تشكيل الحكومة الجديدة، بان الجمهورية الاسلامية في ايران لن تكون البادئة بنقض الاتفاق النووي اطلاقا، لكنها في الوقت ذاته سترد على مخالفات الاخرين في هذا الصدد.
وحول العلاقة بين طهران والرياض، قال رئيس الجمهورية أن المشكلة مع السعودية ناشئة من تدخلها في اليمن ودعمها للجماعات الارهابية، داعيا الرياض الى ترك اليمن الى الشعب اليمني والكف عن دعم الارهاب.
وشدد الرئيس روحاني بان الحوار هو الطريق لحل المشاكل بين الجمهورية الاسلامية في ايران والسعودية. وأن العلاقات العدائية بين دول الجوار بانها تضر بالجانبين وقال، لقد سعينا دوما للعلاقات التي تصب في مصلحة الطرفين وليست التي تضر بهما.
واضاف، ان لنا علاقات طيبة مع جميع دول الجوار ما عدا دولتين او ثلاثة، وان علاقاتنا مع الامارات والبحرين هي انعكاس للعلاقة مع السعودية، وان ما نريده من السعودية هو ان كانت هنالك مشكلة بيننا وبينهم فان طريق الحل هو الحوار.
وقال، رغم اننا لم نكن نثق كثيرا بالسعودية لكننا اوفدنا حجاجنا بناء على ما تعهدت به بالحفاظ على امنهم.
واعرب عن امله بعودة جميع الحجاج بسلام واضاف، اعتقد ان ايفاد الحجاج الايرانيين يشكل مؤشرا جيدا لنرى كيف يمكن حل القضايا مع السعودية.
واضاف، إن رجعوا الحجاج راضين وكان تعامل السعوية في اطار القوانين الدولية، فاعتقد ان اجواء افضل ستتوفر للحل والتسوية ان كانت هنالك مشكلة قائمة، وبطبيعة الحال فان مشكلتنا مع السعودية هي بسبب تدخلات السعودية في اليمن ودعمها للجماعات الارهابية حيث نامل بان يكونوا قد توصلوا لغاية الان الى هذه القناعة بان هذا المسار لا يجدي نفعا.
وتابع قائلا: على السعودية ان تترك اليمن للشعب اليمني وان تكف عن دعم الجماعات الارهابية التي تضر الجميع، وفيما لو تم حل هاتين القضيتين فانني اعتقد انه ليست هنالك مشكلة تذكر بيننا وبين السعودية.
واكد رئيس الجمهورية، أن الخلافات بين طهران والرياض ناجمة عن تدخلات السعودية في شؤون الدول الأخرى، قائلا: ليست مشكلتنا مع السعودية، بل مع سياساتها التدخلية في بعض الدول كاليمن.
واضاف: نحن نريد إقامة علاقات صداقة مع دول المنطقة وجيراننا، إلا أن البعض، للأسف، يعمل في المنطقة بعيدا عن الأخلاق.
ورداً على سؤال حول سلوك الادارة الاميركية الجديدة كيف سيكون قال: ان الاميركيين وساستهم لا يمكنهم ايضا الرد على هذا السؤال حتى رفاق ترامب في الحزب معه.
واضاف، ان الاهتزاز الموجود في الداخل الاميركي من الناحية السياسية لا يرسم أي اطار لسلوك السياسة الداخلية والخارجية والاقتصادية وحتى مع حلفائهم. ان هذا الامر يمكن ان يصب في مصلحتنا ويجعل اميركا في اصعب ظروف تاريخية للاجماع ضد ايران.
واضاف، انه خلال العقود الماضية كلما ارادت اميركا اطلاق اجماع ضد ايران كانت تطلب العون من الاتحاد الاوروبي وحلفائها الا ان هذا الامر غير ممكن الان بالنسبة لاميركا.
واعتبر ان أسوأ الظروف اليوم هي لاميركا وافضلها لايران، وحتى حلفاء اميركا أي دول الاتحاد الاوروبي يؤكدون على الالتزام بالاتفاق النووي، واضاف: ان الرئيس الفرنسي اعلن بالامس بان لا طريق سوى الاتفاق النووي لذا فاننا الان في ظروف يمكننا الاطمنان بمواصلة الطريق وبطبيعة الحال لو صدرت مخالفة من الطرف الاخر ومن ضمنه اميركا فاننا سنرد على ذلك، وعلى أي حال فان أصعب الظروف هي للاميركيين وافضل الظروف السياسية هي لنا وهذا ليس شعارا.
وتابع رئيس الجمهورية، انه وفي الوقت الذي تهدد اميركا، تمنحنا المصارف الاجنبية ائتمانا بمليارات الدولارات وتبرم شركة اوروبية معنا صفقة بخمسة مليارات دولار في مجال النفط والغاز.
واعتبر ان معنى ذلك هو ان هذه التهديدات لا تنفعهم اليوم في شيء واضاف، ان اميركا لها مشاكل كثيرة في الداخل وفي شرق وغرب اسيا والاتحاد الاوروبي.
واكد بالقول، اننا سوف لن نكون البادئين ابدا بنقض الاتفاق النووي وفي الوقت ذاته لن نقف مكتوفي الايدي ازاء مخالفات الاخرين وسنرد عليهم.
وحول زيارة المندوبة الاميركية في منظمة الامم المتحدة "نيكي هيلي" لفيينا ولقائها مع امين عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو ودعوتها في تصريح لها اثر اللقاء لتفتيش المراكز العسكرية الايرانية، قال الرئيس روحاني: التزامنا امام العالم واضح تماما. اننا ملتزمون بمعاهدة 'ان بي تي' واتفاقات الضمان والبروتوكول الاضافي الذي قبلناه طوعيا، ونحن ملتزمون بالاتفاق النووي وليس اي التزام اخر.
واضاف: علاقتنا مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية تحددها الضوابط وليست اميركا وضغوطها. انني استبعد ان ترضخ الوكالة لضغوط اميركا وحتى لو رضخت فلن نرضخ نحن ونتعامل مع الوكالة وفقا للضوابط.
واكد رئيس الجمهورية بان تعامل طهران مع الوكالة الدولية كان على الدوام جيدا منذ ان بدات القضية النووية اي قبل 14 عاما، وقد كانت لايران على الدوام علاقات جيدة مع الوكالة وتعاونت معها واضاف، انه ومنذ توقيع الاتفاق النووي اكدت جميع تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعاون ايران الجيد والتزامها باطار الاتفاق.
وفي الشأن الداخلي اعرب رئيس الجمهورية في هذا الحوار، عن أمله في ان تتمكن حكومته الجديدة (الحكومة الثانية عشرة) من حل المشكلات الراهنة بمساعدة الشعب.
واضاف: ان الظروف تغيرت بين بدء مهام الحكومة السابقة والحكومة الجديدة، فبعض المشكلات اصبحت اصغر، فعلى سبيل المثال في الموضوع النووي عندما بدأت الحكومة الحادية عشرة مهامها كنا نواجه انخفاض انتاج النفط كل عدة شهور وتشديد الحظر، لكن حاليا من وجهة نظرنا فان العودة الى الحظر السابق على ايران أمر مستحيل، فربما الاميركيون لديهم تصورات اخرى، لكن لن يعود الحظر مطلقا بشكله السابق ضد الجمهورية الاسلامية في ايران.
وتابع رئيس الجمهورية: ان الظروف الدولية تجاه ايران تغيرت تماما، فنظرة العالم تجاه الايرانيين تغيرت بشكل كامل، وقد تجاوزنا العديد من المشكلات الكبيرة، وعلى اي حال فان الشعب يشعر بهدوء اكثر في القضايا الاقتصادية وقضايا السياسة الداخلية والخارجية، وبشكل عام فان المجتمع يشعر بمزيد من الأمن، والأمن ليس بمفهومه العسكري او مفهوم الهجوم الخارجي على البلاد، الامن بالمعنى العام للكلمة، وفي مجال القضايا الاجتماعية والثقافية يشعر الشعب بمزيد من الهدوء والامن، فالظروف تغيرت بشكل كامل.
واردف الدكتور روحاني قائلا: اذا اردنا تحقيق اهدافنا، فليس هناك سبيل سوى الوحدة والاتحاد والتعاطي فيما بيننا، فعندما نقول يجب التعاطي مع العالم وقائد الثورة يؤكد على ان يكون لدينا تعامل واسع مع العالم، فمن الطبيعي ان يكون التعاطي في داخل البلاد اعمق واوسع بكثير مع التعاطي مع الشعوب الاخرى.