عباس يلوح بالتصعيد بمزيد من العقوبات ضد غزة ويستجدي مفاوضة العدو
*قلق صهيوني من رفض الشباب التجنيد في الوحدات القتالية
رام الله المحتلة – وكالات : جدد رئيس السلطة محمود عباس، التلويح باقتراف المزيد من العقوبات ضد قطاع غزة، فيما أعلن السعي لعقد اجتماع للمجلس الوطني، متجاهلاً التنديد الفصائلي بهذه الخطوات المنفردة.
وقال عباس خلال لقائه، الهيئات التنظيمية وكوادر حركة "فتح" في الضفة الغربية: "ماضون في إجراءاتنا (العقابية ضد غزة)، التي ستتصاعد"، زاعمًا أن هذه القرارات العقابية "إشارة واضحة لقيادة "حماس" بضرورة التراجع عن إجراءاتها"، محددًا بشكل خاص: حل اللجنة الإدارية، وتمكين حكومة الحمدالله من العمل في غزة، والذهاب إلى انتخابات عامة.
وسبق أن أعلنت "حماس" استعدادها لحل اللجنة الحكومية، حال استلمت حكومة الحمد الله، مهامها بشكل كامل في قطاع غزة، وتراجعت السلطة عن إجراءاتها العقابية الأخيرة.
وفي تحدٍّ لكل النداءات، قال عباس: "إننا جادّون في الاستمرار بهذه الإجراءات (ضد قطاع غزة) في حال استمرارهم (حماس بزعمه) بعدم التجاوب مع نداءاتنا لتحقيق الوحدة الوطنية"، متجاهلا تأكيدات فصائلية وحقوقية أن إجراءاته تدمر أسس الوحدة وتعمل على الفصل بين غزة والضفة.
وجاء إصرار عباس على المضي في إجراءاته العقابية؛ رغم اتساع حجم المعارضة لها، حتى وصلت إلى إعلان أقاليم حركة "فتح" بغزة تجميد عملها التنظيمي احتجاجًا على هذه الإجراءات، خاصة ما يتعلق بالتسريح القسري للموظفين، الذي وصف من جهات حقوقية بأنه تمييز عنصري، وجريمة عقاب جماعي تستوجب المحاسبة والمساءلة.
وعلى النقيض من خطابه التصعيدي ضد "حماس" وغزة، استجدى عباس الاحتلال العودة للمفاوضات، قائلاً: "مستعدون للعودة إلى طاولة المفاوضات، على أساس حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة".
من جانب اخر يشعر جيش الاحتلال الصهيوني بالقلق الشديد أمام التوجه الواضح لانخفاض عدد الشبان الذين يطلبون التجند للوحدات القتالية "الكلاسيكية" مقابل الارتفاع الحاد لطالبي التجنيد في الوحدات الأخرى، وعلى رأسها الدفاع الجوي وحرس الحدود والجبهة الداخلية.
ويستدل من معطيات دورة التجنيد الحالية (تموز وآب 2017) أنه خلافا للسابق لا يسارع الشبان إلى الانخراط في الوحدات الميدانية، وفي مقدمتها سلاح المشاة.
وأشارت المعطيات إلى أنه إذا كان خمسة أو ستة شبان قد تنافسوا في السابق على كل مكان في لواء "جولاني"، فقد انخفضت النسبة حاليا بنسبة حادة، حيث ينافس بين ثلاثة وأربعة جنود فقط على كل مكان في اللواء، والمعطيات مشابهة في لواء جبعاتي، وبشكل أقل في لواء الناحل.
وقالت صحيفة "يسرائيل هيوم": "في الواقع فإن لواء المشاة الوحيد الذي سجل زيادة في طلب الالتحاق به، هو لواء كفير، الذي ينافس أكثر من ثلاثة جنود على كل مكان فيه، ويعيد الجيش ذلك إلى الدور البارز نسبيا لهذا اللواء في الحرب في الأراضي المحتلة".
وأشارت إلى أن الجيش يحذر من الحديث عن أزمة محفزات في الوحدات الميدانية، لافتة إلى أنه يجري حاليا إعداد خطة استراتيجية في القيادة العامة، يفترض أن توفر حلا للمشكلة.