رسالة الحشد لمن يعنيه الامر
ما اطلقه مؤخرا المهندس ابو مهدي نائب قائد الحشد الشعبي من تصريح لافت وعلى هذا المستوى كان في الواقع كشفا من العيار الثقيل وان كان قد سبقه بذلك بعض المحسوبين على الحشد، لكن ان يأتي هذه المرة وعلى لسان قادة الحشد فالامر يختلف تماما خاصة وان بتنا على اعتاب تحرير تلعفر المعركة المحسومة بسبب انها مطوقة تماما بـ 360 درجة لذلك فهو امر يستحق التوقف عنده والقاء نظر عليه. فقد قال المهندس بالحرف الواحد بان "الحشد يمتلك صورا ووثائق تثبت هبوط طائرات اميركية". ولاشك ان توقيت الاعلان عن هذه القضية التي تكررت كثيرا في العراق في هذه الظروف لها بالغ الاهمية بما فيها الرسائل التي تحملها للمعنيين بالامر بان لا يتكرر هذا الامر في تلعفر، المنطقة الاستراتيجية التي هي اليوم مقر لقادة الدواعش بهدف منع الطائرات الاميركية الهبوط في هذه المنطقة لخلق متاعب للقوات العراقية او اخراج قادة الدواعش من قبضة العدالة العراقية ونقلهم الى اماكن اخرى من العراق التي لازالت تحت قبضة داعش لمشاغلة العراق وعدم السماح له بان يستعيد انفاسه وهذه اصبحت جزءا من الاستراتجية الاميركية وان حاول الرئيس ترامب المغفل والبعيد من السياسة في بداية الامر ان يستخدمها حربة ضد الديمقراطيين لصالحه على انهم هم من اوجدوا هذا التنظيم الارهابي لكنه مع مرور الزمن استوعب ما كان مغفلا عنه لبعده عن دهاليز السياسة واخيرا استقر به الامر وفقا لنصائح السياسي الاميركي الصهيوني المخضرم كسينجر التي قدمها للرئيس ترامب وبالحرف الواحد "لا تسقطوا داعش وابقوا عليها" وهذا لا يتم الا عن طريق تقديم الدعم.
ورأت بعض الاوساط السياسية والاعلامية في العراق وخارجه ان ما اطلقه ابومهدي المهندس كان رسالة تحذيرية للقيادة العراقية من اعادة حساباتها مع الجانب الاميركي الذي لا يمكن الاعتماد عليه بالمرة لممارساته السلبية والعدائية منذ احتلال العراق وحتى اليوم وهو لا يترك فرصة الا وينتهزها لتأمين مصالحه اللامشروعة في العودة الى العراق والبقاء فيه بعد ان اضطر تحت ضربات قوى المقاومة مغادرته لكن داعش كانت الشماعة التي علقت اميركا عليها ومعها وبعض الاوروبيين للعودة الى العراق لتنفيذ مخططاته اللامشروعة في هذا البلد.
الشعب العراقي الذي تحمل المزيد من المحن والويلات والقتل والارهاب من القوات الاميركية لا يمكن ان تمحى من ذاكرته فكيف به يتخطى اثار العدوان الاميركي الاجرامي الاخير ضد مواقع كتائب سيد الشهداء في منطقة عكاشات والذي ادى الى استشهاد وجرح عشرات الابطال من ابناء العراق الغيارى الذين يحاربون داعش نيابة عن العالم فبعد هذا هل هناك من شك بان اميركا هي من تدعم عمليا داعش وتحاربها في الاعلام؟!
لكن ما هو في متناول اليد ان تحرير تلعفر الذي سيشارك فيه كافة فصائل القوات العراقية بما فيه الحشد الشعبي، بات قريبا جدا ولايمكن مقارنتها بالمناطق الاخرى لخلوها من السكان ولمساحتها التي لا تتجاوز الـ 4000 كيلومتر لكن ما يجب اخذ الحيطة والحذر منه التصدي الى المكائد الاميركية وبعض القوى الاقليمية لافساد هذا التحرير.