آل سعود يعوضون هزائمهم بالانتقام الداخلي
امير حسين
ان تتعرض المنطقة الشرقية في الجزيرة العربية الاغنى ثروة ونفطا والاكثر فقرا وحرمانا الى حرب ابادة منظمة من قبل آل سعود الاعداء التاريخيين لابناء هذه المنطقة الموالين لاهل البيت عليهم السلام ليس بالامر الجديد لما يحملونه من حقد وكراهية منذ ان وطأت اقدامهم هذه الارض لذلك ما تشهده مدينة العوامية مسقط رأس الشهيد نمر النمر، هذه الايام من هجوم شرس ووحشي من الجو والارض من قبل قوات آل سعود، هي حملة منسقة مع سبق الاصرار للانتقام من ابنائها الذين يطالبون باستمرار بحقوقهم المشروعة واهمها حقوق المواطنة، كعقاب لهم.
ولم تتوقف الاجراءات السعودية التعسفية عند حدودها العسكرية من قصف جوي ومدفعي لتدمير مدينة العوامية والقريح وقبل ذلك حي المصورة بذرائع وهمية من ان هذا الحي آيل على السقوط ولابد من تحديثه، بل ذهبت الى ابعد من ذلك لقطع الماء والكهرباء عنها وتهجير اهلها وتشريدهم الى القرى المجاورة في عملية تطهير متعمدة انتقاما من ابنائها لانهم شاركوا في تظاهرات سلمية ومطلبية خلال السنوات الاخيرة.
وتارة اخرى تحاول السلطات السعودية التذرع وتبرير عملياتها الاجرامية ضد المواطنين بان هناك هجمات ينفذها ابناء المنطقة ضد القوات الامنية وهذا امر طبيعي عندما تهاجم منطقتهم وتقتحم منازلهم دون اي مسوغ قانوني فلابد من الدفاع عن النفس كأمر بديهي، لكن السؤال المطروح في اي مجتمع انساني او متحضر تحصل مثل هذه الانتهاكات الصارخة والخطيرة؟ التي تقدم عليها سلطات آل سعود من مهاجمة مدن بكاملها ومحاصرتها في عملية عقاب جماعية لم تحصل الا في القرون الوسطى وسط صمت دولي واقليمي مريب، الا ما يطفح بين الفينة والاخرى على السطح من احتجاجات خجولة تصدر من هنا وهناك لا تتعدى الكلام واعلان المواقف كما حدث مؤخرا في كندا بان بعض الجهات الحكومية اعلنت بانها ستلاحق ما يحصل في السعودية من ان المدرعات الكندية المخصصة للشؤون العسكرية باتت تستخدم من قبل القوات السعودية ضد المدن والآمنيين وسرعان ما تذهب ادراج الرياح كما حصل سابقا في اميركا وبريطانيا والمانيا في الاحتجاج على الرياض دون ان نشهد اية خطوة عملية في هذا الاتجاه رغم استخدام آل سعود حتى للسلاح المحرم دوليا.
لكن ما هو لافتا ويسلط الاضواء عليه بشكل مضاعف هو سلوك آل سعود وتزامن عملياتهم الانتقامية ضد ابناء المنطقة الشرقية مع هزائم داعش في العراق وسوريا، واخيرا في جرود عرسال هل جمعتها الصدفة ام انها عمليات منظمة للانتقام من الهزائم التي تحصل لآل سعود في هذه المناطق، لكن من خلال قراءتنا لسير الاحداث وما نعرفه من طيش آل سعود وحقدهم فالمرجح ان هذه العائلة تبحث عن انتصارات وهمية من خلال الهجوم على الحلقة الاضعف وهي المناطق المغضوب عليها في الداخل تعويضا عن خسائرها وهزائمها المدوية في دول المنطقة وقد شهدت العوامية والمدى المجاورة خلال الايام الاخيرة مواجهات عسكرية محتدمة سقط فيها عشرات الشهداء والجرحى اضافة الى خسائر كبيرة بين صفوف القوات السعودية المهاجمة لدرجة اضطر بن سلمان الصغير الى اعلان حالة الطوارئ في هذه المدينة.