ايران وصلابة الموقف
منذ ترشحه من قبل الحزب الجمهوري لان يكون رئيسا للولايات المتحدة وابان المناظرات الانتخابية وليومنا هذا فان هذا المهووس الذي لايفقه من السياسة شيئا ينعق وبصورة غير معقولة بانه سيمزق وثيقة الاتفاق النووي مع ايران، وكثيرا مايشير باللوم الى الادارة السابقة واتهامها بالغباء لموافقتها على ذلك الاتفاق.
ولكن ترامب يدرك جيدا انه لا يستطيع ان يفعل أي شئ لان واشنطن ليست الطرف الوحيد في التوقيع على الاتفاق، وبذلك تعتبر ايران انها هي الاقوى في هذه المعادلة. لان وكما اعلنها قائد الثورة الاسلامية الامام الخامنئي وبوضوح وفي رد قاطع على تهورات ترامب بالقول، فيما "اذا مزق ترامب الاتفاقية فاننا سنحرقها" مما يعكس وبصورة لاتقبل النقاش ان تهديدات ترامب لم تكن سوى بالونات جوفاء سرعان ما تنفجر في الهواء.
وكما اسلفنا ان الاتفاق النووي لم يكن مع اميركا كي تتصرف به كيفما يحلو لها وتشاء، بل انه اتفاق عالمي شاركت فيه عدة دول بحيث ان التفرد في الغائه من قبل واشنطن لا يعني شيئا، وهو ما أكدته بالامس مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي، عند لقائها الرئيس روحاني من "أن الدول الاوروبية عازمة على تطوير العلاقات مع الجمهورية الاسلامية وصون الاتفاق النووي"، أكدت لوزير الخارجية ظريف من "ان مواقف الاتحاد الاوروبي واضحة بهذا الشان ونحن نسعى لجعل اميركا الى جانبنا في الاتفاق النووي".
وهذا الموقف الاوروبي الواضح سيجعل ايران ان تقف على ارضية ثابته ورصينة وانها لايمكن ان تتنازل اوتتراجع عن موقفها، وان تهديدات ترامب ومهما كانت لم تكن سوى اداة ضغط للحصول على المزيد من التنازلات من طهران، علما ان التأريخ المعاصر قد اثبت ان ماواجهته الجمهورية الاسلامية في ايران من ضغوط مختلفة وصلت فيه حد اعلان الحرب عليها مباشرة من قبل اميركا بواسطة صدام المجرم لم تثنيها عن مواقفها المبدئية ولن تركعها لارادة المستكبرين وذيولهم في الخليج الفارسي.
ان طهران التي الت على نفسها ان تحترم القوانين والمعاهدات الدولية وتحافظ على استمرار دوامها وفي مختلف المجالات مما وضعها في موضع حظيت فيه باحترام مختلف دول العالم، وان الاصوات المعادية التي تنطلق من هنا وهناك لايمكن ان تثنيها عن مواقفها الثابتة والنابعة من ايمانها الكامل لان تكون عنوانا بارزا لاحترام المواثيق والمعاهدات الدولية.
ولذا فان ترامب الاهوج الذي يعيش حالة من الهستريا غير المعهودة بحيث فقد توازنه مما حدا ببعض اعضاء الكونغرس الاميركي بالطلب على عرضه على علماء النفس من اجل دراسة حالته النفسية الغير مستقرة، والذي وضع ادارته في حالة من الارباك بحيث لايمكن التعويل على تصريحاته، فهو يتخبط وبصورة جعلته اضحوكة امام العالم اجمع، ومااعترافه بالامس من انه وقع على العقوبات على كل من ايران وروسيا وكوريا الشمالية وهو غير راغب في ذلك، مايعكس عدم توازنه في اتخاذ القرارات.