الصحف الأجنبيّة: السّعوديّة مملكة قمعيّة تنشر الإرهاب
وجّه باحثون غربيون انتقادات لاذعة إلى السعودية، على صعيد سياسات التمييز التي تمارس في الداخل السعودي، والفكر الإرهابي الذي يدرّس في مدارسها، ووصف هؤلاء الرياض بممكلة القمع التي تقوم بنشر الفكر الشبيه بفكر تنظيم "داعش".
وفي سياق متصل، رأى باحث أميركي أن العدوان الذي تقوده المملكة على اليمن لا يؤدي أبدًا إلى إضعاف إيران، بل يستنزف الرياض وحَسْب، مشددا على أن مصلحة واشنطن تقتضي إيجاد سبيل لوقف العدوان في القريب العاجل.
بدورها، حذرت منظمات إنسانية غربيَّة من الخطر المتنامي لانتشار وباء الكوليرا في اليمن، والناتج عن العدوان السعودي على هذا البلد.
السعودية مملكة قمعيّة تنشر الفكر الإرهابي
كتب الباحثان في منظمة "مشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط" كريستيان بيشوف وآمي هاوثورن مقالة نشرت على موقع "معهد واشنطن لشؤون الشرق الأدنى"، قالا فيها أن "الحقد وعدم التسامح هو في صميم النظام السعودي".
وأشار الكاتبان إلى أن "النظام في السعودية يمارس التمييز بشكل كبير ضد من هم ليسوا من الطائفة السنية"، بحسب تعبير الكاتبين.كما استشهدا بما وثّقته منظمتي "هيومن رايتس ووتش" و "العفو الدولية" عن ممارسة التمييز القضائي والاجتماعي ضد الطائفة الشيعة في السعودية، وتنفيذ الإعدامات بحقهم تحت ذريعة محاربة الإرهاب. ولفت الكاتبان أيضًا إلى أن رجال الدين السعوديين سبق وأن دعوا إلى قتل الشيعة، وفي هذا الصدد ذكر الكاتبان تسجيلا صوتيا لإمام المسجد الكبير في مكة المكرمة عبد الرحمان السديس في نيسان/ أبريل 2015، والذي يدعو فيه الأخير إلى شن حرب ضد الشيعة في المملكة.
غياب الحرية الدينية كانت من جملة انتقادات الكاتبين للمملكة، حيث ذكرا أن "النظام يمنع الأجانب من ممارسة دينهم بشكل علني، وأن قوات الشرطة الدينية تواصل اعتقال العاملين الأجانب الذين يثبت أنهم يعتنقون ديانة غير الدين الإسلامي، ويمارسون طقوسها في منازلهم"، بحسب ما نقلته المقالة عن اللجنة الأميركية للحرية الدينية الدولية.
وعن المنهاج الذي يُدرَّس في مدارس السعودية، لفتت المقالة إلى أنه يحتوي كتبا مليئة بلغة التحريض، التي تروج للتعصب، وتهاجم المسلمين من غير الطائفة السنية، وفي هذا السياق أشار كاتبا المقالة إلى شهادات تعود لخبراء أميركيين، قالو أمام الكونغرس الأميركي أن "الكتب المدرسية هذه تتضمن تعليمات بقتل الناس لأسباب غير وجيهة، وكذلك تشجع على العنف"، وذكّرا بما نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" بأن تنظيم "داعش" الإرهابي استخدم الكتب المدرسية التي تُدرَّس في السعودية لتعليم الأطفال في المناطق التي سيطر عليها في سوريا والعراق. وبالتالي شدد الكاتبان على أنَّ ذلك يؤشر على "الإلتقاء" بين الخطاب الديني الرسمي في السعودية من جهة، وإيديولوجية التنظيمات الإرهابي من جهة ثانية.
كما اعتبر الكاتبان أن خطاب المؤسسة الدينية في السعودية يبقى مدعاة للقلق، ولفتا إلى أن رجال دين مثل محمد العريفي ومحمد المنجد يستخدمون خطابا يروج لمعاداة السامية، والمرتبة الدونية للنساء، وتابعا بالقول أن نظام التمييز ضد النساء يبقى مترسخا، وبأن ذلك منصوص عليه في القانون السعودي.
كذلك تحدث الكاتبان عن غياب شبه كامل لحقوق الإنسان في السعودية، مشيرين إلى انعدام حرية التعبير وحرية التجمع وحرية الاعتقاد، وأضافا أن انتقاد الحكومة السعودية هو أمر غير قانوني، ويعاقب عليه بالسجن والجلد، علاوة على منع تأسيس الأحزاب السياسية والنقابات ومنظمات حقوق الإنسان المستقلة.
أما نظام العدالة الجينائية، فقال الكاتبان أنه يفتقد إلى أبسط المتطلبات، ويسوده الاعتقال التعسفي، وغياب المحاكمات العادلة، وتجاهل المعايير القضائية الدولية. كما نبَّها إلى أن حكم الإعدام ينفذ بقطع الرأس، وإلى أن 44 شخص أعدموا حتى الآن خلال عام 2017 الحالي، من بينهم 41% أُعدموا على خلفية المشاركة في أنشطة "غير دموية"، مثل المشاركة بتظاهرة سياسية سلمية،بحسب التقارير.
وفي الختام، رأى الكاتبان أن لا قيم مشتركة ما بين الولايات المتحدة الأميركية والسعودية، ووصفا المملكة بالـ"قمعية"، التي تواصل نشر "التعصب" الذي يشترك بقواسم عدة مع الإيديولوجيا السلفية، تلك التي تهدف سياسية مكافحة الإرهاب الغربية لتمحاربتها. وخلص الكاتبان إلى أنه لن يكون للعلاقات الأميركية السعودية أبدًا نفس الجذور العمية، والمكاسب الثابتة، كما هو الأمر مع حلفاء واشنطن الديمقراطيين.
*العدوان على اليمن يكلف الرياض مليوني دولار يوميًا
كتب الباحث بروس ريديل مقالة نشرت على موقع "أل مونيتور"، رأى فيها أن "إيران تعزز شيئا فشيئا دعمها لأنصار الله في اليمن"، وأن "الحرب التي تقودها السعودية على هذا البلد تعطي طهران فرصة كي يصبح لها نفوذ في اليمن أكثر من أي وقت مضى"، وفق تعبير الكاتب.
أما السعودية، فلفت ريديل إلى أن عدوانها على اليمن مكلف كثيرا، مستشهدا بدراسة جديدة أجرتها جامعة هارفارد، مفادها أن هذه الحرب ربما تكلّف السعودية قرابة مليوني دولار يوميا.
وتوقع ريديل أن "ينشط الدور الإيراني في اليمن أكثر فأكثر، بينما تُشدِّد الولايات المتحدة العقوبات على إيران"، مضيفا أن "طهران ترى واشنطن والرياض هما في تحالف أقوى في عهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، من حيث العداء للجمهورية الإسلامية".
وتابع الكاتب بالقول أن "الحرب على اليمن، وفيما كانت تهدف لإضعاف إيران، إلا أنها تساعد الأخيرة في صراعها ضد خصمها الإقليمي السعودية"، بحسب تعبير ريديل، الذي اعتبر أن من مصلحة واشنطن هي في وقف العدوان على الشعب اليمني، لافتا إلى أن حلفاء أميركا يهدرون مواردهم، فيما يدفع اليمنيون ثمنا باهظا عبر سوء التغذية وانتشار الأوبئة، وعليه رأى الكاتب أن المطلوب وقفا فوريا لإطلاق النار مفتوح الأمد، ورفع الحصار السعودي عن اليمنيين.
*منظمات إنسانية دولية تحذر من تنامي خطر انتشار الكوليرا في اليمن
نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية تقريرا تناول التحذير الذي صدر عن منظمة "سايف ذا تشيلدرن" الإنسانية، ومفاده أن ما يزيد عن مليون طفل يمني يعانون من سوء التغذية، ممن هم دون الخمسة أعوام، ويعيشون في مناطق تشهد انتشارا كبيرا لمرض الكوليرا، حيث أعلنت المنظمة بدء إرسال المزيد من خبراء الصحة إلى أكثر البيئات اليمنية احتضانا للوباء.
وأوضح التقرير أن إرسال المنظمة مزيدا من المتخصصين، جاء بعدما أظهرت الأرقام وجود ما يزيد عن 425.000 حالة إصابة بالكوليرا، ومتقل حوالي 1900 شخص مصاب بالوباء، مضيفا أن المنظمة أشارت إلى وجود 44% من المصابين، من الأطفال دون سنة الخامسة عشرة عاما، كما أن بين الوفيات بسبب المرض 32% من الأحداث.
وتناول التقرير ما أعلنه مدير المنظمة الإنسانية تامر كيرولوس، بأنه تم تدمير مستشفيات ومدارس، علاوة على حرمان العاملين في مجال الصحة في اليمن من رواتبهم منذ حوالي السنة، الأمر الذي يصعّب معالجة المصابين بالمرض.
كذلك أشار التقرير إلى أن انتشار مرض الكوليرا دفع بالأمم المتحدة إلى إعادة تقييم الوضع الإنساني في اليمن، والذي بيّن أن هناك 20.7 مليون نسمة من اليمنيين بحاجة إلى مساعدة من أصل كامل عدد سكان البلاد الذي يبلغ 28 مليون نسمة، ما يدل على ارتفاع كبير حيث كان عدد المحتاجين سابقا 18.8 مليون نسمة، بحسب التقارير الأممية.
في الختام، ذكر التقرير تحذيرا لمنظمة "أوكسفام"، من أن يرتفع عدد الغصابات بوباء الكوليرا ليصل إلى 600.000 نسمة، وهو أعلى رقم لضحايا الكوارث والحروب، حيث يتخطى عدد ضحايا هايتي في العام 2011، عقب الزلزال الذي ضرب البلد.