kayhan.ir

رمز الخبر: 59820
تأريخ النشر : 2017July11 - 20:54

الصحف الاجنبية: معارضة السياسات السعودية في أوروبا والولايات المتحدة تتنامى


اشار باحث اميركي بارز إلى تزايد معارضة السياسات السعودية في "ضفتي الأطلسي" ، وتحديداً في بريطانيا والولايات المتحدة، وقال ان مجازفات المتبعة في سياسة النظام السعودي سببت هذه المعارضة، لافتا إلى ان تقليص الدعم الاميركي والبريطاني للسعودية قد يكون له نتائج وخيمة جداً على الرياض.

من جهة اخرى، دعا دبلوماسي اميركي سابق إلى تطبيق نظام الفدرالية في العراق بعد تحرير الموصل من "داعش"، فيما اعتبر موقع غربي بارز ان تركيا ستلعب دور المخرب للتفاهم الأخير بين الرئيسان الاميركي والروسي حول سوريا.

دبلوماسي اميركي سابق يدعوا الى تطبيق نظام الفدرالية في العراق

وفي التفاصيل، كتب "Antony Blinken” الذي شغل منصب نائب وزير الخارجية الاميركي في إدارة الاميركية برئاسة باراك أوباما السابقة مقالة نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز"، قال فيها إن "تحرير الموصل من تنظيم "داعش" الإرهابي يشكل نقطة تحول هامة في الحرب ضد التنظيم، إذ خسر "داعش" مناطق شاسعة في العراق يمكن ان تُستثمر في المجال النفطي وإيواء مقاتلين اجانب.

واشار الكاتب إلى ان الوقت لم يحن بعد لما أمساه "الشعور بالاطمئنان" في ظل غياب استراتيجية لإدارة المنطقة، مضيفا ان المهمة التي يجب اتباعها بشكل طارئ تتمثل ببذل مساع من اجل تحقيق الاستقرار والامن في المدن المحررة، واعادة اعمارها وتأمين عودة سكانها. وأكد ان المرحلة المقبلة ستشهد صعوبات كثيرة، وقال ان هناك 520 مليون شخصا من الطائفة السنية يعيشون بين بغداد ودمشق يشعرون بما اسماه "الالغاء من قبل حكوماتهم"، على حد قوله.

الصفحة الاجنبية: معارضة السياسات السعودية في أوروبا والولايات المتحدة تتنامى

وزعم الكاتب بان "نموذج آخر من "داعش" سيجد العديد من الأنصار"، وقال إن "ذلك سيكون في حال لم يقتنع السنة بان دولتهم ستحميهم وتقوم بقمعهم"، على حد تعبيره. كما ادعى ان قادة العراق من المرجح ان يوجدوا الظروف التي ادت إلى تزايد التطرف الدموي، واشار إلى دور "الدبلوماسية الاميركية" في دعم و حشد من "هم مستعدون لتحريك العراق بالاتجاه الصحيح".

وأوضح ان هذا الدور يبدأ بدعم رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في تحقيق الفدرالية، التي تعني إعطاء العراقيين على مستوى المحافظات، المسؤولية والموارد المطلوبة على صعيد الامن والخدمات والمدارس، واعطائهم ما يلزم من اجل الحكم.

ورأى الكاتب ان "الدور الأمريكي هو السبيل الافضل لاقناع السنة بان مستقبلهم هو داخل العراق وليس داخل دولة اسلامية جديدة"، وقال ان "عددا متزايدا من العراقيين السنة اصبحوا يؤيدون الفدرالية"، حسب مزاعمه.

واشار الكاتب الى ان الدستور العراقي ينص على "اللامركزية"، مضيفا ان تطبيق الفدرالية يبدأ بتنفيذ قانون "يحكم قوات الحشد الشعبي"، وبالسيطرة على ما اسماها "الوحدات الشيعية" داخل قوات الحشد وإبعادها عن الحياة السياسية و"المناطق السنية".

وقال الكاتب ان "الوحدات السنية" داخل قوات "الحشد الشعبي" يجب تتلقى راتباً من الدولة وان تتولى مسؤولية تأمين "مناطقها". وفي نفس الوقت، تحدث الكاتب عن ضرورة ان تستفيد ادارة الرئيس المريكي دونالد ترامب من العلاقات القوية التي اقيمت مع من اسماهم "جيران العراق السنة العرب" للضغط عليهم لدفعهم إلى الإنخراط مع بغداد والترويج لعملية "اندماج العراق الاقليمي" وتهدئة طموحات المجتمع السني".

واضاف ان غياب "جيران العراق السنة" سمح لايران بملأ الفراغ الناتج عن هذا الغياب، وتابع ان "هذه الدول قدمت دعما غير مشروط لكل المطالب السنية ما سيغذي الطائفية التي تقوّي ايران اكثر في بغداد و تهدد بتمزيق العراق"، على حد قوله.

وتحدث الكاتب حول تحدٍ آخر لاستقرار العراق يتمثل بما اسماه "الطموحات الكردية"، مذكّراً بان زعيم إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني دعا الى اجراء استفتاء على الاستقلال بشهر ايلول/سبتمبر القادم. واضاف ان الاكراد "استغلوا" الحرب على "داعش" من اجل الاستيلاء على سبعين بالمئة من المناطق الواقعة في شمال البلاد وهي مناطق متنازع عليها بين العرب والاكراد. ونبه من ان التحرك "بسرعة زائدة" من قبل الاكراد سيؤدي إلى "إغضاب الحكومة العراقية" وكذلك "السنة" العراقيين، اضافة الى تركيا و ايران.

الكاتب اشار الى ان دورا يجب ان تلعبه الولايات المتحدة "كوسيط نزيه"، لافتا إلى صفقة اعتبرها مناسبة تتمثل باعطاء الاكراد المزيد من سلطة "التحكّم" بالأراضي النفطية في المنطقة وابقاء "القوات الفدرالية خارجاً" والتفاوض على "مسؤولية مشتركة" (بين الحكومة العراقية و قيادة اقليم كردستان) لمدينة كركوك. وشدد على ان هذا السيناريو لن يتحقق من تلقاء نفسه بل يتطلب دور اميركي.

وحول موضوع التواجد العسكري الاميركي في العراق من اجل "ضمان عدم نشوء أو عودة "داعش" مجدداً، زعم ان العراقيين مستعدون أكير من أي وقت مضى لبقاء بعض الاميركيين من اجل "تدريب و تمكين القوات العراقية و توفير الدعم في مجال الاستخبارات و مكافحة الارهاب – لكن ليس من اجل المشاركة بالقتال". وشدد على ان كيفية تعاطي ادارة ترامب مع هذا الموضوع يشكل "اختبارا كبيرا لاستراتيجيته.

تركيا قد تكون "المخرّب" للتفاهم الاميركي الروسي حول سوريا

بدوره، نشر موقع "Al-Monitor” تقريراً، اعتبر ان كلام وزير الخارجية الاميركي "Rex Tillerson” حول اللقاء بين الرئيس الاميركي دونالد ترامب و الروسي فلادمير بوتين، يشير الى التقاء روسي اميركي، اذ ان "Tillerson” قال ان "لدى موسكو مصلحة كما واشنطن، بجلب الاستقرار الى سوريا وتسهيل النقاش السياسي حول مستقبل البلاد،بما في ذلك مستقبل القيادة السورية".

وقال الموقع ان "بدايات التفاهم الاميركي الروسي حول سوريا" قد تكون خطوة "مرحب بها" باتجاه تسوية سياسية، لكنه لفت الى انها "قد تسرع بنشوء تحالف جديد بحيث تتعزز العلاقات بين تركيا من جهة وسوريا وإيران من جهة، كما ستشكل اختبارا لمدى نفوذ موسكو لدى اللاعبين الاقليميين.

واضاف ان قمة ترامب وبوتين اثارت جدلا في دمشق و طهران وانقرة، مؤكدا ان تركيا تحديداً قد تكون "المخرّب" للتفاهم الاميركي الروسي.

تنامي المعارضة لسياسات الرياض في "ضفتي الاطلسي"

من جهة اخرى، كتب الباحث الاميركي المعروف "Bruce Riedel” مقالة نشرت على موقع "Al-Monitor”، اشار فيها الى ان الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز قام بمجازفات عديدة في سياسته الداخلية، مشيرا الى ان "نجاح الملك سلمان في حكمه ليس بهذا الوضوح".

ولفت الكاتب الى ان السعودية غرقت "بمستنقع مكلف" في اليمن، معتبرا ان ايران تفوقت عليها "دهاءً"، وقال ان السعودية حطمت "مجلس التعاون الخليجي" و ان معارضة السياسات السعودية تتنامى في أوروبا وامريكا الشمالية.

واشار الكاتب إلى ان "الحرب على اليمن مكلفة كثيراً للسعودية"، مؤكدا ان الاشهر التسع الاولى من الحرب كلفت ما يزيد عن خمسة مليار دولار اي قرابة 700 مليون دولار شهرياً، حسبما اشارت التقديرات، دون ذكر التكاليف الاضافية كالمبالغ المالية التي دفعت لدول ارسل جنودا للمشاركة بالعدوان على اليمن.

الكاتب لفت إلى ان العوان على اليمن ادى الى تفكيك ما اسماه "الشراكات القديمة"، مذكًراً بان سلطنة عمان رفضت الانضمام الى التحالف الذي تقوده السعودية بعدوانها على اليمن. وقال ان باكستان صوتت بالاجماع (بالبرلمان الباكستاني) ضد ارسال الجنود إلى اليمن، واصفا الدعم المصري للحرب على اليمن بالدعم "فاتر".

وتابع الكاتب ان الملك سلمان قطع العلاقات مع طهران في العام 2016، وان السعوديين اصبحوا متعاطفين بشكل علني مع "من يعادي الجمهورية الاسلامية"، مشيراً الى ان مدير الاستخبارات السعودية السابق تركي بن فيصل شارك مرتين بمؤتمر "منافقي خلق" في بارسس. وشدد في المقابل على ان طهران لا تشعر بالترهيب جراء ذلك.

وفيما يتعلق بالحملة على قطر، نبه الكاتب الى انها ادت الى تقسيم مجلس التعاون الخليجي وتوتير العلاقات بين السعودية وسلطنة عمان. واشار إلى ان الصحافة الباكستانية تنتقد بشدة المساعي السعودية الهادفة الى اغلاق "قناة الجزيرة" و"تقييد سيادة قطر". ولفت الى ان لدى باكستان آلاف المواطنين العاملين بدول مجلس التعاون، والى ان الحملة على قطر قوضت اكثر فاكثر "مصداقية علاقات السعودية الخارجية في اسلامباد و غيرها".

وحول عدم حضور الملك سلمان قمة الدول العشرين في المانيا، اشار الكاتب الى روايات المانية افادت بان سبب ذلك هو خوف السعوديين من تعرض الملك لضغوط للتفاوض مع الدوحة.

واضاف ان العدوان على اليمن وملف قطر تأثرا سلباً على دعم السعودية من قبل "الكونغرس الاميركي"، مذكّراً ان آخر صفقات بيع السلاح الى السعودية تم ألغائها بصعوبة بعد تصويت 53 عضو في الكونغرس مؤيد للصفقة مقابل 47 صوت معارض. كما اشار الى ان رئاسة لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الاميركي قالت انها لن تقبل باي صفقات بيع سلاح مستقبلية مع اي من دول مجلس التعاون قبل حل الازمة مع قطر. ونبه ان السعودية هي الطرف الخاسر الاكبر جراء ذلك، اذ تحتاج الرياض الى اعادة التزيد بالاسلحة من اجل الحرب على اليمن.

واشار إلى تسليط الضوء على السعوديين في بريطانيا، وذلك بعد تقرير صدر مؤخراً عن مركز دراسات بريطاني أكد ان السعودية هي الداعم المالي الاكبر "للمساجد المروجة للدعاية الإرهابية" في بريطانيا. ولفت الى ان رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي ترفض الكشف عن نتائج التحقيق الحكومي حول الموضوع نفسه.

واضاف الكاتب ان حزب العمال البريطاني المعارض الذي حقق فوزا كبيرا بالانتخابات التشريعية البريطانية الاخيرة، دعا إلى وقف كل مبيعات السلاح إلى القوات الجوية السعودية بشكل خاص، والى السعودية عموماً. ونبه بالوقت نفسه الى ان القوات الجوية السعودية تعتمد بشكل كبير على الدعم الاميركي والبريطاني.