القمة الخلافية تُخيب آمال ترامب
قمة العشرين للاقتصاديات العالمية التي تعقد قمتها الثامنة عشرة في مدينة هامبورغ الالمانية، هذه الايام اطلق عليها القمة الخلافية لما هو مطروح امامها من ملفات ساخنة ومقلقة يدور حولها البحث كمكافحة التغير المناخي ومكافحة الهجرة غير الشرعية ودعم التجارة الحرة اضافة الى ملف النزاع في البحر الصيني وربما يكون بيت القصيد في هذه القمة لان اميركا ترى في الصين الخطر القادم والداهم عليها وان الازمة الكورية الشمالية لا تنفصل عنها ناهيك عن ان الازمة القطرية وملف الارهاب الذي يتاجر فيه الغرب بالطبع لن يغيب عن هذه القمة ومناقشاته لان الغرب وعلى رأسه اميركا هو من صنع هذا الارهاب ليستثمر به في المنطقة بهدف تأمين مصالحه المشروعة.
فقمة بهذه المواصفات والرؤى المتباينة وسط مواجهتها لملفات معقدة ومتعددة التي يدب فيها هذا الحجم من الخلافات، بالتاكيد ستكون غير اعتيادية خاصة وان العملاقان الاميركي والروسي يقفان على مفترق طرق من كل المواضيع المطروحة وان حاول الاعلام الاميركي ان يرسم صورة متفائلة من اللقاء المرتقب بين الرئيسين ترامب وبوتين فيما اعلن الاخير قبل ايام ان العلاقات مع اميركا هي اسوأ مما كانت عليه ايام الرئيس اوباما.
وفعلا تمت بالامس اول مصافحة بين الرئيسين ترامب وبوتين على هامش المؤتمر على ان يتم لقاء منفصلا بين الطرفين لبحث القضايا ذات الاهتمام المشترك في وقت يتوقع بعض المراقبين ان اللقاء سيكون بروتوكوليا لا اكثر بسب التباعد في المواقف تجاه القضايا الدولية والاقليمية، اضافة الى التباين في موقع العملاقين في الساحة الدولية فان موسكو ترى نفسها في اقتدار متصاعد لامساكها باكثر من ملف في وقت ان الاقتدار الاميركي ومن يدور في فلكه هو في انحسار مستمر خاصة في المنطقة على عكس روسيا والمحور المتحالف معها الذي يعتبر علامة فارقة في ميزان القوى بين الطرفين يلقي بظلاله على جو المباحثات بين بوتين وترامب الذي يواجه ازمة في الداخل الاميركي واهمها التدخل الروسي في الانتخابات والذي يحاول ترامب الابتعاد عنه لكن الداخل الاميركي يلاحقه ويرصد تحركاته ويضعه تحت المجهر ليضعه تحت طائلة التساؤلات لانه يرتبط بالامن القومي الاميركي.
ولا ننسى ان نذكر ان ترامب المتهور وتصوراته الواهية بان اميركا لازالت القوة الاكبر في العالم، سيزيد من تعقيد الموقف والمباحثات في قمة العشرين خاصة ان العملاقين الصيني والروسي يقفان في صف واحد فيما تحاول الادارة الاميركية ابعاد روسيا عن الصين لكنها محاولة يائسة ولا تفضي الى اية نتيجة لان موسكو اصبحت خبيرة في التحايل الاميركي لتجربتها الطويلة والمرة مع اميركا وسياستها الاتفافية والنفاقية.
ووسط هذه الاجواء الساخنة داخل القمة والزعماء المجتمعين، فان الشارع في هامبورغ لايقل سخونة عن داخل صالة اجتماعات القمة حيث الاحتجاجات والاشتباك على اشدها مما طلبت الشرطة في هامبورغ النجدة من الولايات الاخرى لمواجهة الموقف المحرج رغم ان عناصرها اكثر من المتظاهرين مرة ونصف الا انها عاجزة عن مواجهة المحتجين حيث سقط لها اكثر من 70 جريحا قبل ان تبدأ القمة اعمالها وهذا تطور لافت يزيد من خطورة الموقف حيث يرفع المحتجون شعار "الذهاب الى جهنم".