لاريجاني: ايران دعمت العراق وسوريا في مكافحة الارهاب فيما السعودية دعمته منذ البداية
* الإرهابيون يعيثون فسادا في المنطقة لكننا لم نلحظ أي مواجهة جديّة من قبل اميركا التي تدعي مكافحة "داعش"
* السعودية لا تملك الوزن الكافي في المنطقة بما يخولها استعراض عضلاتها وفرض سياساتها على دول المنطقة
* القضايا بين الكوريتين ينبغي حلها عبر الطريق السياسي والحوار دون تدخل أجنبي وسباق التسلح يضر بالطرفين
طهران - كيهان العربي:- وصف رئيس مجلس الشوى الاسلامي الدكتور علي لاريجاني تصريحات الرئيس الاميركي دونالد ترامب ضد الجمهورية الاسلامية في ايران بانها مجرد تخرصات.
وقال الدكتور لاريجاني لوسائل الاعلام الكورية الجنوبية في سيئول، ان اميركا فرضت في السابق حظرا على مسؤولي حرس الثورة الاسلامية، لمصادرة أموالهم الي اميركا، فما هي النتيجة التي حققوها؟ ان مسؤولي الحرس لا يملكون الكثير من الاموال في ايران فما بالكم في اميركا؟ ان كان الاميركيون مسرورين لمثل هذه التخرصات فلا اشكالية في ذلك.
واضاف، انه على اميركا العمل وفقا للمعايير الدولية، فمرحلة فرض الامور علي الدول الاخرى قد ولت، لان الدول تريد ان تكون مستقلة وان طرح موضوع تغيير النظام في ايران مزحة.
واكد رئيس مجلس الشورى الاسلامي بان لا مكان لاسلحة الدمار الشامل في السياسة العامة للجمهورية الاسلامية في ايران، مضيفاً: اننا من الناحية الدينية نعتبر مثل هذه الاسلحة حراما ولقد اعلن قائد الثورة الاسلامية بان السلاح النووي حرام شرعا. نحن نرفض اسلحة الدمار الشامل سواء كانت نووية او كيميائية او بيولوجية.
وتابع، ان القضايا بين الكوريتين ينبغي حلها عبر الطريق السياسي والحوار وان ايجاد سباق تسلح يضر بالكوريتين ولابد من السعي في طريق الحل السياسي للقضايا.
وفي الرد على سؤال حول ما يقال بان الاتفاق النووي كان فاشلا، قال لاريجاني، ان هذه التصريحات تطلق من قبل ترامب، فالاتفاق النووي اتفاق دولي وان ايران اتفقت مع دول مجموعة '5+1' على المستوى الدولي وتم التوقيع على الاتفاق من قبل مجلس الامن الدولي.
واوضح بان الاتفاق النووي يتضمن آلية حل الخلافات ومن يحمل اعتراضا ينبغي عليه المبادرة عن هذا الطريق. ان تقويض الاتفاق النووي لا يدم مصلحة الاميركيين وان مثل هذه التصريحات هي مجرد تخرصات ولربما تهدف الي اخراج منافسيهم الاقتصاديين من الساحة.
وحول العلاقات بين طهران والرياض قال: لسنا نحن السبب في تدهور العلاقات بين البلدين، فالسعوديون لا يمارسون سلوكا صحيحا في هذه المرحلة كما انه لا علاقة لايران بتقويض العلاقات بين قطر والسعودية، فالسعوديون فرضوا الحظر على قطر وحاصروها وان مثل هذا السلوك في المنطقة ليس صائبا.
وتابع الدكتور لاريجاني: لقد قلنا للسعوديين منذ البداية بان لا يوفروا الدعم للارهابيين الذين يظهرون منذ اعوام طويلة بمختلف الاسماء.
واشار الى ان ايران تكافح ضد داعش وقال: ان ايران دعمت الحكومتين العراقية والسورية في قمع "داعش".
وحول ما قيل بان ايران كانت مؤثرة في تدهور العلاقات بين قطر والسعودية قال، ان السعودية حددت 13 شرطا لبناء علاقات جديدة مع قطر، منها على سبيل المثال غلق قناة الجزيرة الفضائية او قطع علاقات قطر مع الاخوان المسلمين، فما علاقة ايران بذلك؟ .
واشار الى ان هنالك شرطا للسعودية ويتمثل في قطع الدوحة علاقاتها مع طهران واعتبر هذا المطلب بانه يشكل اهانة لقطر واضاف، ان الدول مستقلة وتتخذ القرار وفقا لمصلحتها.
واعتبر رئيس مجلس الشورى الاسلامي في حواره مع قناة (CNN) في سيئول، ان السعودية لا تملك الوزن الكافي في المنطقة بما يخولها استعراض عضلاتها وفرض سياساتها على دول المنطقة ومن ضمنهم قطر.
وحول القرار الأميركي بمنع سفر مواطني دول إسلامية الى الولايات المتحدة الاميركية قال: "في الدبلوماسية الدولية نحن بحاجة الى طريقة خلاقة وفعالة، وليس دبلوماسية مغامرات، وقرار منع السفر لمواطني عدد من الدول الإسلامية ليست دبلوماسية خلاقة بل تصرّف متردٍ وكانت مسألة مكافحة الإرهاب حجة واهية لاتخاذ هذا القرار."
وأضاف: الإرهابيّون يعيثون فسادا في المنطقة، لكننا لم نلحظ أي مواجهة جديّة لهم من قبل الولايات المتحدة، فهي تدّعي أنها تكافح داعش، لكنّهم يدعمون مجموعات إرهابية أخرى." واعتبر رئيس مجلس الشورى الإسلامي أن هذا القرار لن يكون مفيدا للولايات المتحدة.
ولفت الى أن القرار الأميركي لن يساهم في مكافحة الإرهاب وقال: هذا استعراض للعضلات أكثر منه مكافحة للإرهاب، ويجب الانتباه إلى أن الإرهابيين لا يدخلون إلى البلاد بجواز سفر عادي من اجل تنفيذ أعمال إرهابية. القرار الأميركي هو قرار ساذج للغاية.
واعتبر الدكتور لاريجاني أن أميركا متهمة بإنتاج تنظيم "داعش" الإرهابي حسب تصريح وزير الخارجية الأميركية الأسبق مؤكدا أن لولا دعم الجمهورية الإسلامية في ايران للحكومة والشعب العراقي لمكافحة "داعش"، لاحتل هذا التنظيم العاصمة العراقية بغداد وقال: دعم الجمهورية الإسلامية في ايران للعراق هو ما جعل التنظيم الإرهابي يلفظ أنفاسه الأخيرة.
ولفت الى ان إيران عانت فيما قبل من العمليات الإرهابية التي تسببت بها النسخة القديمة من تنظيم داعش وهي زمرة "منافقي خلق" الّذين تسببوا باستشهاد أكثر من 17 ألف مواطن وقال: "نحن نعرف هؤلاء الإرهابيين جيّدًا، لقد وجّهوا ضربة الى إيران، كما نفذوا عمليات إرهابية في عدد كبير من البلدان كالعراق، سوريا، أفغانستان، باكستان، فرنسا، وبلجيكا لكنّهم يعلمون جيدا أن ايران تقف بوجههم بشكل قوي ولن يستطيعوا تنفيذ مآربهم."
وأسف رئيس مجلس الشورى الإسلامي بسبب دعم الإدارة الأميركية للزمرة المنافقة والحركات الإرهابية واعتبر أن أمريكا تدعم الإرهاب من جهة وتدّعي مكافحته من جهة أخرى.
وقال: الشعب العراقي وعبر توجيهات مرجعه الديني آية الله السيستاني وعبر الدعم الإيراني استطاع هزيمة تنظيم "داعش"، ولن تستطيع الولايات المتحدة من كسب إنجازات سياسية في سوريا عبر استعراض العضلات فقط، ويجب القول إن التفكر الإيراني لا ينطبق مطلقا مع تفكير الإرهاب، ولهذا فإيران في الميدان منذ سنوات لمكافحته.