الصحاف الأجنبية: أسباب فرض عقوبات على إيران تنطبق على السعودية
اعتبر باحث أميركي معروف في مجال الإرهاب أن تنظيم "داعش" الإرهابي نفّذ العمليات الإرهابية في طهران كي يُظهر أهميته في
الصراع معها، وتحديدًا ضدّ الشيعة حسب تعبيره، خاصة أن الهجمات تزامنت مع حملة مكثّفة تقودها بعض الدول ضد الجمهورية الإسلامية.
بموازاة ذلك، رفض أحد أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي (الحزب الجمهوري) فرض عقوبات جديدة على إيران، مؤكدًا أن الأسباب
التي تذكر لفرض عقوبات على طهران تتطبق على السعودية.
رأى Bruce Hoffman الذي يعد من أشهر المختصين الأميركيين بمجال "الإرهاب" أن الهجمات التي شنها تنظيم "داعش"
في إيران تعد حدثًا غير مسبوق، وقال إن "داعش" يعتبر نفسه أنه يخوض معركة نهاية العالم مع الشيعة، حسب تعبيره.
وفي مقابلة مع مجلس العلاقات الخارجية (وهو مركز دراسات شهير مقرّه نيويورك)، أشار Hoffman الى أن عدم وقوع مثل هذه الهجمات في السابق داخل إيران قد لا يعود الى عدم رغبة "داعش" بذلك، بل الى عدم قدرته على تنفيذها، خاصة أن الهجمات المنسقة عمل صعب من الناحية اللوجستية.
واعتبر الباحث الأميركي أن "داعش" يحاول توجيه رسالة بأنه لا يزال يلعب دورًا بارزًا فيما أسماه "الصراعات الطائفية في المنطقة"، في ظلّ الحصار الذي يواجهه في الموصل والرقة، وتابع: "داعش" كما "القاعدة" يحاول أن يصوّر نفسه بأنه يدافع عن السنة، ويحاول القول بأنه في طليعة "الصراع ضدّ الشيعة"، ونبّه الى أن "داعش" قد يحاول كسب الدعم ممّن أسماهم "الرعاة السنة الأثرياء في الخليج وغيرهم، إضافة إلى استقطاب المجندين".
وتوقّع Hoffman أن تضاعف إيران جهودها بدعم الرئيس السوري بشار الأسد وسحق "داعش" وأمثاله. ورأى أن "القاعدة" تعيد بناء صفوفها، لكنها ليست بمستوى "داعش" نفسه، واعتبر أن استهداف إيران وسيلة أخرى لـ"داعش" كي يسجل نقطة إضافية في منافسته مع تنظيم "القاعدة".
سيناتور أميركي يعارض فرض عقوبات على إيران
من جهة ثانية، كتب عضو مجلس الشيوخ الأمريكي عن الحزب الجمهوري السيناتور Rand Paul مقالة نشرها موقع National Interest تطرق فيها الى العقوبات الجديدة التي ينوي مجلس الشيوخ الأميركي فرضها على إيران تحت ذريعة برنامج الصواريخ البالستية وما يسمى "تمويل الارهاب".
كاتب المقال أكد أن كل هذه التهم الموجهة الى إيران تنطبق على السعودية، مشيرًا الى أن لدى السعودية أيضًا صواريخ بالستية وأن هذه الصواريخ ذات قدرة نووية، وتابع "إيران تعتبر أن الصواريخ البالستية التي تمتلكها السعودية تشكل تهديدًا، وكذلك الأمر بالنسبة للأسلحة النووية التي تمتلكها "اسرائيل"".
وعليه، رأى أن "التأثير على سلوك إيران قد يتطلب فرض عقوبات على السعودية بالطريقة نفسها، طارحًا على سبيل المثال تجميد
مبيعات السلاح الجديدة الى السعودية حتى توافق الرياض على التفاوض مع إيران.
وفيما يخص فرض العقوبات على إيران تحت ذريعة دعم الإرهاب، نبّه الكاتب الى ان ذلك ينطبق على السعودية، مستشهدًا برسالة البريد الالكتروني لهيلاري كلنتون والتي جاء فيها أنه يجب استخدام الأدوات الدبلوماسية والاستخباراتية للضغط على حكومتي قطر والسعودية، التي اتهمتهما بتقديم الدعم المالي واللوجستي لـ"داعش" وغيرها من الجماعات الراديكالية" في المنطقة.
وتابع "السعودية على الصعيد الدولي قد تشكل تهديدًا أكبر من إيران فيما يتعلق بالترويج لكراهية أميركا.. السعودية تقوم بنشر التشدد والكراهية للديانة المسيحية عبر المدارس (التي تلقن التطرف) المنتشرة حول العالم، وهناك الكثير من "الأدلة الظرفية التي تشير الى تورط السعودية بأحداث الحادي عشر من أيلول. ولفت الكاتب الى عدم وجود كنائس أو معابد يهودية في السعودية، إضافة الى عدم السماح بإدخال الانجيل إليها.
وتوقّف عند قضية الناشط السعودي علي النمر الذي ينتظر تنفيذ حكم الاعدام، إضافة الى 14 سعوديًا بسبب جرائم مرتبطة بالتظاهر، ليشدّد على أن المواطنين السعوديين يفتقدون حق التجمع والتعبير عن الرأي، حتى أن النساء لا تتمتعن بأيّة حقوق تقريبًا.
اميركيون صهاينة يدعون ترامب الى "نزيف القوات الموالية للنظام السوري و"افشال مساعي إيران لبناء جسر بري الى البحر
المتوسط
تعزيز المصالح الأميركية في الخليج الفارسي يتطلّب أكثر من سلاح
بالموازاة، كتب مدير برنامج الدراسات العسكرية والأمنية في معهد واشنطن لشؤون الشرق الادنى Michael Eisenstadt مقالة نُشرت أيضًا على موقع National Interest، قال فيها إن تعزيز المصالح الاميركية على المدى الطويل بمنطقة الخليج وغيره سيتطلّب أكثر من مجرد صفقات تسلح وخطابات.
وأضاف: "الخطوات التي أقدمت عليها إدارة أوباما السابقة عززت مخاوف دول الخليج، إذ اعتبرت هذه الدول ان صفقات مبيعات
السلاح التي قدمتها إدارة اوباما كانت دليلًا بان اميركا تعزز قدرات حلفائها للانسحاب من المنطقة"، وأردف "ترامب ومنذ تسلمه الرئاسة اتخذ عدة خطوات من شأنها إزالة بعض هذه المخاوف الخليجية"، مشيرًا في هذا السياق الى الضربة الأميركية التي استهدفت مطار الشعيرات والضربات الأميركية التي استهدفت عناصر موالية للنظام السوري بمنطقة التنف، إلّا أنه اعتبر أن هذه الخطوات وبينما تعد خطوة أولى جيدة بعملية ترميم المصداقية الاميركية بالخليج، فإن الاختبار الاساس هو ما اذا كانت إدارة ترامب ستحافظ وتوسّع هذا النهج".
وحول صفقات بيع السلاح الى السعودية، استبعد الكاتب أن تكون كافية لملء الثغرات بالقدرات السعودية، مشيراً الى ان من بين
هذه الثغرات تأمين الحدود السعودية مع اليمن.
وقال الكاتب "من غير الواقعي الاعتقاد بأن دول مجلس التعاون الخليجي ستقوم بإنشاء منظومة أمنية شبيهة بحلف الناتو.. الولايات المتحدة عادة ما قامت بتسهيل التعاون العسكري بين هذه الدول، لذا يجب أن تبقى الولايات المتحدة منخرطة بالمنطقة دبلوماسيًا وعسكريًا".
كما تحدث عن ضرورة أن "تلعب واشنطن الدور القيادي برسم آليات أمنية سياسية لشركائها الإقليميين، وذلك كي لا يتصرف هؤلاء
الشركاء على نحو يضرّ بالمصالح الأميركية".