حين “يَشمت” إعلام السعودية بارتباك قطر.. لماذا أصابنا “القرف والاشمئزاز″
خالد الجيوسي
أشارت قناة "العربية” السعودية في إحدى نشراتها الإخبارية، إلى ارتباكٍ واضحٍ حَصل على شاشة القناة المُنافسة لها، أو الخَصمة "الجزيرة” القطرية، وذلك حين انتقلت المحطّة القطرية إلى بثٍّ مُباشرٍ لعرض خطاب الأمير تميم بن حمد، حول قطع العلاقات الدبلوماسية الخليجية مع بلاده، ومن ثم قطعت القناة الخطاب، ليظهر تقرير من تقارير قناة العربية على شاشة "الجزيرة”، ويعود البث مرّة أخرى من داخل الاستديو، ويظهر الارتباك واضحاً على وجه المذيعة خديجة بن قنّة.
"العربية” السعودية ولسان حالها تقول بعد الإشارة لهذا الارتباك، أن التخبّط دخل إلى كل الأوساط الإعلامية والسياسية في الدولة القطرية، على إثر "عُقوبات” سعودية إماراتية بحرينية، أغلقت كل المنافذ البريّة والبحرية والجويّة، فأمير البلاد قرّر أن يتراجع عن خطابه، وقناته التي يصرف عليها الملايين، ها هي تضعه في موقفٍ مُحرج، فكيف هي النهايات يا تُرى، ونحن هُنا نتحدّث بلسان "العربية” الذي أظهر لنا شماتته على شاشته!.
صحيح أن عرض خطاب أمير البلاد لأقل من دقيقة، ومن ثم التراجع عن عرضه على شاشة مثل قناة "الجزيرة” التي لها من الخبرة الإعلامية الكثير، أمر مُحرج، ويدل على ارتباك، وعدم تنسيق في ظل أزمة تمر بها البلاد، لكن نعتقد أن خطاب الأمير تميم ربّما كان سيحمل تصعيداً، وإعلاناً لعدم الرضوخ للوصاية السعودية، والخُضوع تماماً لسياساتها، ومن يُتابع تصريحات وزير الخارجية القطري، يلمس هذا التصعيد، وتراجع الأمير تميم عن خطابه يأتي باعتقادنا كُرمى وساطة كُويتية يجري الحديث عنها ونحن نكتب هذه السطور، ولعلّ فشلها، سيسمح للزميلة بن قنّة، أن تأخذ بثأرها من الزملاء "الشامتين” بارتباكها في قناة "العربية”!.
قرف واشمئزاز!
يُصيبنا القرف والاشمئزاز حين نَعلم أن مُحلّلاً سعودياً أو خبيراً كما يعتبر نفسه، ظهر على شاشة قناة "التلفزيون” الإسرائيلي الثانية، ليتحدّث عن قطع العلاقات مع "شقيقته” قطر، ويتهمها بالإرهاب الذي تسعى بلاده السعودية لمُحاربته، وهي ذاتها بلاده كانت قد اتهمت قطر بالمُجاهرة بعلاقاتها مع "العدو الإسرائيلي”.
لا نعلم إن كانت المُشكلة في "المُجاهرة” بالعلاقات فقط، أم في تطبيع العلاقات مع دولة العدو الغاصب لفلسطين بالنسبة للسعوديين سِرّاً، نحن نسأل بالطبع لأننا بالتأكيد علينا واجب التضامن مع قطر، إن كانت علّتها الوحيدة، أو تُهمتها الإرهاب، لأنها تستضيف على أراضيها رجال حركة المُقاومة الفلسطينية "حماس″، نسأل أي إرهابٍ هذا الذي نتّهم فيه قطر، وإسرائيل هي أم الإرهاب في الشرق الأوسط، أرجوكم أجيبونا!.
إيران تُنعش قطر!
تَضرب العربية السعودية كل العلاقات الأخوية الخليجية، عرض الحائط، وتُحاصر "شقيقتها” قطر حتى تُخضعها، ليصل الأمر بالمُواطنين القطريين، والمُقيمين على أراضيها، إلى المُسارعة إلى المتاجر والمحال (السوبر ماركت)، للتبضّع، وشراء الحاجيات الغذائية الأساسية للمنزل، خوفاً من انقطاعها، جرّاء حصار اقتصادي، وبحسب صور بثّتها قنوات وصُحف قطرية، فإن المحال باتت خاوية، وكأن البلاد تخوض حرباً منذ سنين.
مُؤسف هو حال العرب بالفعل، أن يصل بهم الأمر إلى خنق بعضهم البعض كُرمى مصالح السياسة، ويضرب الشقيق شقيقه، باتفاق مع السيد الأمريكي، إيران التي شيطنوها هي أول من عرضت تصدير المواد الغذائية لقطر، وبالرغم من كل الخلافات، إلا أنها كانت السبّاقة في إنعاش الجسد القطري، صحيح أن لإيران مصالح سياسية أيضاً من وراء هذه المُساعدات، وتمكين لمِحورها "المُقاوم”، لكن المثل المصري يقول "مين اللي رماك على المُر، قال اللّي أمر مِنّه”!.