مسمارآخر في نعش ولاية ترامب.. هل سيعزل قريبا؟
إذا أكمل الرئيس الأميركي دونالد ترامب ولايته الأولى التي تمتد لأربعة أعوام، فإنه من المرجح أن تجد الولايات المتحدة الأميركية نفسها بدون أصدقاء أو حلفاء، وخاصة في العالم الغربي الذي تتزعمه.
قرار الرئيس ترامب الذي وقعه الخميس بانسحاب بلاده من اتفاق باريس حول المناخ تنفيذاً لأحد وعوده الانتخابية، سيشكل كارثة بيئية تلحق أضراراً كارثية بالكرة الأرضية، والأجيال القادمة في الوقت نفسه.
هذا القرار قصير النظر الذي يعكس نظرة انعزالية أنانية لا يخدم المصالح الأميركية، ولا يجعل أميركا عظيمة من جديد، ويضعها في المقاعد غير القيادية، وربما الخلفية في العالم.
الرئيس باراك أوباما كان مصيباً عندما بادر بالرد على هذه الخطوة بقوله "إن هذا الاتفاق الذي وقعه في كانون الأول (ديسمبر) عام 2015 مع قادة وممثلي 194 دولة أخرى لم يبصر النور إلا بفضل الزعامة الأميركية على الساحة الدولية".
إن هذا الانسحاب من اتفاقية جرى التوصل إليها بعد جهود عالمية مكثفة لمواجهة أزمة الانحباس الحراري سيؤدي إلى عزلة أميركا، وانتقال الزعامة إلى قيادة أوروبية صينية مشتركة في هذا المضمار.
ترامب يريد إعادة التفاوض للتوصل إلى صيغة اتفاق يقول إنه يخدم الولايات المتحدة واقتصادها، ولكن أوروبا قالتها صريحة بأنه لا تفاوض على اتفاق جديد، وليشرب ترامب ماء المحيط.
المؤسسة القضائية الأميركية أحبطت مراسيم عنصرية أصدرها ترامب لمنع مسلمين من ست دول من دخول أميركا، ولا نستبعد في ظل مبادرة عشرات الولايات والمدن الأميركية تنظيم حركة مقاومة لهذا القرار الجديد، واعدة بأن أميركا ستواصل التقدم على المستوى المحلي تجاه اقتصاد أخضر والحفاظ على البيئة، وحركة المقاومة هذه التي تضم ثلاث ولايات كبرى هي نيويورك وواشنطن وكاليفورنيا، وتمثل خمس سكان أميركا ستنتصر في نهاية المطاف على هذه السياسة الانعزالية المدمرة للرئيس الأميركي الأرعن.
الرئيس ترامب يجهز حبل المشنقة السياسية لنفسه، وبطريقة متسارعة، وربما تكون خطوة انسحابه هذه من اتفاقية المناخ بداية العد التنازلي لإطاحته من منصبه قبل أن يدمر بلاده والبشرية بأسرها.
أيام ترامب باتت معدودة، ونشك أنه سيكون في البيت الأبيض في أعياد الميلاد المقبلة بعد أن تجاوز بتهوره ورعونته كل الخطوط الحمر، وأدار، ويدير الولايات المتحدة كواحدة من شركات العقار التي يملكها.
رأي اليوم