خريطة الشرق الأوسط الجديد!
هناك العديد من المشاريع والخرائط التي وضعت لإعادة تقسيم الشرق الأوسط منذ سايكس بيكو، لكن جورج فريدمان الاسم الأبرز في عالم التنبؤ الاستراتيجي اليوم، لا يرى أن هذه الخارطة بالذات وضعت من أجل تمرير مواقف سياسية، بقدر ما تعكس من يملك السلطة على الجغرافيا بشكل فعلي في منطقة الشرق الأوسط.
على مدار عقود طويلة كان الشرق الأول مسرحًا للعديد من خطط التقسيم وإعادة الرسم، بداية من خطط الساسة مثل خطة أودد ينون ومشروع برنارد لويس، مرورًا بالمشاريع الصحفية والبحثية"ووفقا للخارطة فإن دول سوريا والعراق واليمن وليبيا لم تعد قائمة، وحلت محلها اليوم دويلات متنازعة تحكمها الهويات العرقية والطائفية، ويخلص المركز إلى أن خريطة دقيقة جغرافيًا وغير سليمة سياسيًا يمكنها أن تفسر الأمور بشكل أفضل من خريطة سليمة سياسيًا وليست دقيقة من الناحية الجغرافية.
لم تكن هذه الخارطة هي الأولى من نوعها التي تطرحها الصحف ومراكز الفكر الغربية لتقسيم الشرق الأوسط في الأعوام الأخيرة، فمع نهاية عام 2013 طرحت الصحفية المعروفة روبن رايت، في مقال لها في صحيفة نيويورك تايمز، رؤية لتقسيم خمس دول حالية في الشرق الأوسط إلى 14 دولة.
ووفق رؤية رايت سيتم تقسيم سوريا الحالية إلى ثلاث دويلات جديدة دولة للعلويين على الساحل السوري، ودولة للسنة، ودولة تضم أكراد سوريا متصلة مع أكراد العراق، أما العراق فقسمت لعراق سني في الشمال (لصيق لدولة السنة في سوريا)، وعراق شيعي في الجنوب، ثم دولة كردية متاخمة لأكراد سوريا، أما السعودية فقسمت لخمس دول، في الشمال والجنوب والشرق والغرب والوسط، بينما جرى تقسيم اليمن إلى يمن شمالي ويمن جنوبي.
في حين قسمت الخارطة ليبيا على أساس قبلي إلى دولة في الشرق عاصمتها بنغازي، ودولة في الغرب وعاصمتها طرابلس، ودولة في الجنوب وعاصمتها سبها. وعلى مدار عقود طويلة كان الشرق الأول مسرحًا للعديد من خطط التقسيم وإعادة الرسم، بداية من خطط الساسة مثل خطة أودد ينون ومشروع برنارد لويس، مرورًا بالمشاريع الصحفية والبحثية وأهمها خريطة الصحفي الشهير جيفري غولدبيرغ، والمنشورة في مقال ذائع الصيت في صحيفة ذا أتلانتيك عام 2006، ولكن إعادة تقسيم الشرق الأوسط يطرح بقوة الآن من جديد على الطاولة، مع تواصل الحرب في سوريا والعراق واليمن وليبيا، وهناك تقسيمات قائمة بحكم الواقع على أي حال. ولكن.. هل سترضى شعوب هذه الدول بما يخطط لها ؟
شام تايمز