فرحة الاغبياء لم تدم الا ساعات
ما ان انتشر خبر الضربة الصاروخية الاميركية لقاعدة الشعيرات السورية فجر الجمعة حتى اطار الاغبياء والمتخلفين من الاعراب ومعهم الاتراك وجوقة المعارضة السورية المنضوين جميعا في الهلال الصهيو ـ اميركي فرحا وابتهاجا للحادث وكانها انقلبت موازين القوى على الارض السورية لصالحهم وان الاسد بات قاب او قوسين او ادنى من السقوط في وقت قرأ الجميع ان هذه الضربة الصاروخية التي تمت من عرض البحر هي رسالة سياسية الى موسكو عشية زيارة وزير الخارجية الاميركي تيلرسون لها اكثر مما هي عمل عسكري تخل بموازين القوى في الميدان.
وما ان مضت ساعات على هذه الضربة حتى استأنفت هذه القاعدة الجوية نشاطاتها وانطلقت المقاتلات السورية منها لتدك مواقع المجموعات الارهابية وبذلك خاب ظن هؤلاء البؤساء من الاعراب والاتراك والمجاميع الارهابية الدائرة في فلكهم لتعود التعاسة لهم ثانية متناسين حقيقة اخرى وهي ان اميركا سرعان ما ترمي ذيولها في المزابل عندما تضطر لعقد الصفقات مع الاخرين.
يالها من تعاسة وغباء ان هؤلاء المتخلفين الذين يدفعون سلفا اثمان الصواريخ والعتاد التي تستخدمه اميركا ضد ابناء جلدتهم من العرب يثبتون في الواقع منتهى جرائمهم وحقارتهم ودناءتهم للتآمر على بعض الدول العربية وشعوبها التي لا تتفق معهم في الرأي وترفض الهيمنة الاميركية والانبطاح للصهيونية لتصفية القضية الفلسطينية.
ان قرار ترامب بضرب القاعدة الجوية في سورية كانت في الواقع حماقة اثقلت كاهل اميركا التي ارادت ايصال رسالة الى موسكو واذا بها تصطدم بالموقف الروسي الحاسم التي فوت عليها الفرصة وهذا ما اشار اليه وزير الخارجية الاميركي تيلرسون التي خابت ظنونه ولم يصل بعد الى موسكو للبحث في الصفقات.
ان هذه الحماقة شكلت فضيحة كبيرة ليس لاميركا التي ارادت اختبار صواريخها الاكثر تطورا في الميدان السوري بل حتى لذيولها المساكين المهزومين في المنطقة الذين اختلطت عليهم الحسابات وعاشوا لساعات في اطار التمنيات الخائبة.
وما شكلته هذه الضربة العرجاء وابعادها من صدمة للمؤسسة العسكرية الاميركية كانت مؤلمة للغاية لانها بنت امالا كبيرة على القدرة التدميرية لصواريخ "توماهوك" واذا بها تتبخر ولم يعرف مصير 36 صاروخا من مجموع 59 صاروخا التي اطلقتها على القاعدة مع تشكيك في مقدرة هذه الصواريخ في دقة اصابة اهدافها.