انتصار المقاومة سياسيا أربك وأبكى محور الشر
تكالبت قوى الشر والعدوان الاستكبارية المتمثلة باميركا وحلفاؤها والذيلية الاقليمية المتمثلة بالسعودية ومن لف لفها لتكون حائلا كبيرا في استمرار وبقاء محور المقاومة ولضمان توفير الامن المستديم لكيان العدو الصهيوني من خلال افتعال الازمات واشعال الحروب الداخلية في بعض دول المنطقة.
الا ان كل الجهود الكبيرة التي بذلتها هذه الدوائر المعادية للمقاومة لم تستطع ان تصل الى هدفها المنشور خاصة بعد الصمود الرائع للشعوب التي واجهت الارهاب المدعوم دوليا واقليميا بحيث وصل الامر الى اعلان هزيمته على مرأى ومسمع من العالم مما عزز موقع دول الممانعة والمقاومة وبشكل اصبح من العسير على الاعداء استهدافها او النيل منها.
وبعد الانتصارات العسكرية المذهلة على الارهاب في كل من العراق وسوريا والذي شكل صورة مأساوية ومؤلمة حزينة لكل الداعمين له خاصة اميركا واسرائيل والسعودية جاءت الضربة القوية والقاصمة والتي اربكت بل وابكت مثلث الشؤم الانف الذكر وذلك بفوز الرئيس عون رئيسا للبنان والذي يعد انتصارا سياسيا كبيرا للمقاومة بحيث اربكت كل الخطط والمشاريع الاستكبارية والاقليمية وخلطت الاوراق وبصورة عكستها ردود فعل اعداء المقاومة بحيث رأت صحيفة "إسرائيل اليوم”، المقرّبة من رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو ، أن انتخاب عون رئيساً للجمهورية اللبنانية ، يعني أن الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله هو "الفائز الأكبر”.
ورأت الصحيفة الصهيونية أن "انتخاب الرئيس، وحتى تعيين رئيس الحكومة، لا ينطويان على أي أهمية”، بل الأهم هو أن حليف السعودية سعد الحريري "أحنى رأسه ووافق على إملاءات نصرالله”.
وأضافت الصحيفة أن الموقف المؤيد لوصول عون الى رئاسة الجمهورية يعني أن ” الراية البيضاء التي رفعها الحريري والسعودية ، تسمح لنصر الله والايرانيين بالتقدم خطوة أخرى نحو إخضاع لبنان لإملاءاتهم”.
وتعبيراً عن التقدير الاسرائيلي السائد في الاوساط الاعلامية الاسرائيلية، والسياسية والاستخبارية، لمفاعيل تراجع رئيس حزب المستقبل عن سقوفه السياسية والعودة الى تبنّي مرشح حزب الله، رأت "إسرائيل اليوم” أن هذا الموقف يعني أنه "آن الأوان لتنكيس الرايات”.
وفي جانب اخر اعتبرت الصحافة الاسرائيلية أن انتخاب الجنرال ميشال عون رئيساً للبنان يعد خبر سيء للكيان الاسرائيلي، كون الجنرال عون حليف مهم لحزب الله، فيما ذهبت صحيفة "إسرائيل اليوم"، ابعد من ذلك عندما وصفت السيد نصر الله بأنه الفائز الأكبر من انتخاب حليفه ميشال عون.
وأشارت الصحافة الاسرائيلية أن وصول عون للرئاسة يساهم في تحصين الجبهة السياسية الداخلية لحزب الله في لبنان، الذي يتكامل مع استراتيجيته في الردع والدفاع إزاء إسرائيل، وأيضاً في مواجهة الاخطار التي تشكلها الجماعات الارهابية والتكفيرية على لبنان.
وفي ظل القلق والارباك الصهيوني جاء حديث الرئيس عون والذي يعزز هذا الامر بكلمته امس بانه أتى رئيسا "في زمن عسير"، مشيرا إلى ضرورة تخطي الصعاب وليس مجرد التآلف والتأقلم معها وتأمين استقرار يتوق إليه اللبنانيون، مشددا على ضرورة تنفيذ وثيقة الوفاق الوطني بكاملها.
وعكس صورة واضحة لما تعيشه المنطقة بقوله ان لبنان السائر بين الألغام لا يزال بمنأى عن النيران المشتعلة حوله في المنطقة ويبقى في طليعة أولوياتنا منع انتقال أي شرارة إليه، تطرق إلى الصراع مع إسرائيل ومكافحة الإرهاب قائلا "لن نألو جهدا ولن نوفر مقاومة في سبيل تحرير ما تبقى من أرضنا المحتلة وحماية وطننا من عدو لما يزل يطمح بثروتنا ومياهنا وسنتعامل مع الإرهاب استباقيا وردعيا وتصديا حتى القضاء عليه".
واخيرا فان فوز عون رئيسا للبنان قد جاء رغم انف اعداء الشعب اللبناني والمقاومة الذين ارادوا من هذا البلد منطلقا للصراع الطائفي والعنصري والمذهبي وان يكون لقمة سائغة يسمترئها الكيان الصهيوني الغاصب للقدس متى شاء واراد، الا ان الشعب اللبناني اثبت وبمجئ عون لسدة الرئاسة انه عصي على كل مؤامرات والاعيب اعدائه.