هل تُسقط معركة الموصل الطائفية ام ستؤججها .
حسين عليان
في معركة الموصل يجب ان ﻻ نقبل من اي طرف التدخل فيها بمعاير طائفية .
عندما اعدمت السعودية الشيخ النمر وزمجرت ايران وبعض القوى السياسية الشيعية قلنا ان النمر مواطن عربي يخضع لقوانين بلاده اعجبتنا ام لم تعجبنا تلك القوانيين .
وقد ادنّا التدخل في مسألة وطنية محلية لكن هذا ﻻ يعني اننا ﻻ ندين عملية اﻻعدام من حيث المبدأ وحقوق اﻻنسان .
واليوم ندين التصريحات التركية والسعودية في الدفاع عن الموصل تحت ذريعة التباكي على ما يسموه المكون السني وندين اي جهة او مليشيا ترفع شعارات طائفية ثأرية وتجتر التاريخ وفق احقادها واهوائها . اتركوا العراق للعراقيين فهويتهم العربية هي اﻻساس وهي القاسم اﻻعظم لعرب العراق وليس هوياتهم الفرعية اللاحقة كالدين والمذهب وهي هويات روحية ﻻ تدخل بمكونات الهوية الوطنية العراقية التي تعد الهوية اﻻوسع .
فليخرس اردوغان ويكف عن تغليف مصالحة واطماعه العثمانية باسم الدين والمذهب وان كان لديه ازمات داخلية خانقة فليصدرها بعيدا عن سورية والعراق
ان الوقاحة التي يتحدث بها اردوغان ما كان لها ان تكون لو لم يجد من بين الصفوف من يقدمون مصالحهم باسم تمثيل المكون على مصالح العراق او من يفكرون بعقلية دينية ومذهبية لن توصل اﻻ للكوارث التي يشهدها العراق و المنطقه.
ان اردوغان ظاهرة صوتية وهو شخص موتور سريع العطب استعراضي بدا ذلك من تجربة دافوس امام بيرز ومن ثم ما عرف بأسطوال الحرية وحادثة مرمرة التي انتهت باعادة التطبيع المذل وكذا حادثة الطائرة الروسية ولسنا في معرض سردها .
اردوغان ظاهرة فردية استبدادية يوظف اﻻغلبية التي يحظي فيها العدالة والتنمية في اﻻنتخابات والبرلمان لتعزيز سلطاتة الفردية وهو يطيح برفاقة قبل خصومة ﻻحقوا مسيرته السياسية من 20 عاما لتتأكدوا .
اردوغان يتذرع بوجود قواته في العراق تارة للدفاع عن امن ومصالح تركيا وقد نتفهم ذلك سياسيا لكن ان يجعل من نفسه حاميا ومدافعا عن السنة والتركمان فهذا ما ﻻنفهمه او نقبله .
واذا اصر اردوغان على سياسة التدخل للدفاع عن اﻻقليات التركمانية والسنة كما يزعم فعليه محاربة نصف اسيا حيث تنتشر اﻻقليات من اصول تركمانية اما بشأن التوكيل الذي منحة لنفسه كحامي حمي للسنة فعليه مقاتلة نصف العالم.
اردوغان يكرر ذرائع القوى اﻻستعمارية بعد الحرب العالمية اﻻولى و التي احتلت دولنا بحجة حماية المسيحين ونود ان نذكر اردوغان بقصص من التاريخ البعيد والقريب كقصة (عيسى العوام ) البطل النصراني الذي قاتل الغزو اﻻفرنجي الذي اطلقوا عليه اسم الحملات الصليبة في معركة تحرير عكا مع جيوش صلاح الدين وجول جمال الذي قاتل العدوان الثلاثي علي مصر ودمر احدى المدمرات الفرنسية في عملية استشهادية بطولية .
القصة اﻻبلغ هي لفارس الخوري الذي كان يشغل منصب وزير خارجية سورية يوم تذرعت فرنسا بحماية المسيحين لتبرير عدوانها على سورية فما كان منه إلا ان اعتصم بالمسجد اﻻموي واعتلى المنبر وقال اذا كانت فرنسا تتذرع بحماية المسيحيين والدفاع عنهم فأشهد ان ﻻ اله اﻻ الله وان محمد رسول الله وخرج كل مسيحي دمشق بمظاهرة يهتفون نشهد ان ﻻ اله اﻻ الله وان محمد رسول الله.
قدمنا هذه القصص ﻻردوغان ليعرف هو واﻻسلاميين الجدد ان العروبة هي هويتنا الجامعة قبل اﻻديان والمذاهب وان اﻻسلام واﻻديان ليس سوى هوية روحية مضافة وﻻ يمكن لها ان تلغي هويتنا اﻻصلية .
بالمقابل على ايران ان تكف عن التدخل السلبي في شؤوننا وتوقف غلو بعض حلفائها كي ﻻ تمنح اﻻخرين ذرائع يتسترون خلفها, وليخرس الجبير وكيل المذهب الحصري لدين ومذهب يهوه وليس دين الله .
ولتصمت مملكة الجهل والتخلف والتعصب التي تشارك اردوغان سياساتة في فرية الدفاع عن سنة العراق وسورية وباقي اﻻماكن, تلك المملكة التي حاولت طمس هويتنا العروبية بفرية ووهم اﻻمة اﻻسلامية والحقيقة هي لم تكن غايتها اﻻ مجابهة الوحدة والتنمية والحداثة خدمة لمصالح امريكا والغرب والصهيونية واليوم تتكشف سياساتها بالتحالف المعلن والمباشر مع الصهيونية لتحقيق ذلك .
معركة الموصل وطرد داعش وحدت كل العراقيين عدا من يرتبط بأجندات اقليمية ودولية وهذا هو النصرالحقيقي .
العراقيون وحدهم اصحاب مصلحة باستعادة هويتهم العراقية الوطنية والعربية وﻻ احد غيرهم .
الموصل عنوان من عناوين اصالة العراق وعروبته فهي موطن و مركز لقيادات ومشيخات العديد من قبائله كشمر والجبور وطي وخزرج وتغلب وربيعه والعبيد وبني خالد والحمدانيين وغيرهم وهي قبائل ممتدة في نسيج العراق الجغرافي والسكاني والحضاري .
هناك ظاهرة يتميز بها العراقيون ويكادون يتفردون بها وهي عندما يود احدهم ان يتعرف على اﻻخر ﻻ يسأله من اي مدينة انت بل سؤالهم التقليدي من اي العمام انت ليجيب بلا تردد جبوري شمري تميمي طائي خزرجي ربيعي مالكي قيسي كعبي ﻻمي عبادي عبيدي خالدي دليمي خزاعي الى اخر المسميات والقبائل الكريمة .
وان وجدت حاجة يحدد البطن او الفخذ الذي ينتمي اليه او المدينة او مكان السكن.
فهل سنسقط في معركة الموصل المعاير الطائفية ونقدم هويتنا العراقية الوطنية والعربية .
هذه الروابط عميقة في العراق قبل وبعد اﻻسلا وستبقى تفعل فعلها في النسيج اﻻجتماعي والسياسي ولطالما احتاج العراق اليها في الملمات.