kayhan.ir

رمز الخبر: 46118
تأريخ النشر : 2016October04 - 20:53

وجاء دور آل سعود ليدخلوا المحرقة الأمريكية آمنين !


د. كاظم ناصر –

* لم يبخل آل سعود بشيء على حاميتهم أمريكا منذ تأسيس مملكتهم حتى يومنا هذا . كانوا وما زالوا خادمها المطيع الذي ينفّذ الأوامر مهما كانت ضارّة له ولغيره في المنطقة ، ولا يشتكي أو يتذمّر أبدا ما دام سيّده يدعم العائلة ويغضّ الطّرف عن فسادها ، .. وقد .. يدافع عن وجودها كما يتصوّر آل سعود وهم مخطؤون في ذلك ، لأن أمريكا لا أمان لها ، وتتخلّص من عملائها بسرعة ودون تردّد عندما ينتهي دورهم ويصبحون عبئا عليها .

* أمريكا تنظر إلى علاقة آل سعود بها على أنها علاقة .. عبد بسيّده .. قاعدتها وسبب وجودها هو خدمة وحماية المصالح الأمريكية ، والأوروبية ، والاسرائيلية . إن أهم ما تحرص عليه هي والغرب عامة هو أن تبقى منابع النفط محميّة ، وإسرائيل أمنة مطمئنة وتقوى كل يوم ، ويستمر العرب في إيداع ثرواتهم في البنوك ألأمريكية والغربية كي تستخدمها تلك الدول لتبني صناعات ، وبيوت ، وتخلق وظائف لمواطنيها ، وتوفر لشعوبها حياة كريمة ، بينما نحرم نحن العرب من استثمارها في أوطاننا لانقاذنا من الفقر والتخلّف .

* إضافة إلى هذا فإن آل سعود ودول الخليج الفارسي يدفعون مئات مليارات الدولارات ثمن أسلحة لأمريكا وأوروبا تستخدم في تدمير أوطاننا ، وقتل شعوبنا . أمريكا والدول الأوروبية مشتركة في حروبنا عن طريق القصف الجوي ، لكنهم بفضل وبسبب دعم أل سعود وغيرهم من العرب … لا يحتاجون … إلى تدخل مباشر لجنودهم ليقاتلوا ويقتلوا في حروبنا التي نخوضها بالنيابة عنهم ، لأنهم وجدوا من يموت من أجلهم ! لماذا يموت أبنائهم ما دام العربان على إستعداد للقيام بهذه المهمة ؟ العربي رخيص ولا أحد يحتجّ على قتله لأن شعوبنا ميّتة . أليس كذلك ؟

* يبدو أن كل هذه الخدمات التي تقدمها السعودية وغيرها من العرب لأمريكا ليست كافية وإنهم يريدون المزيد ، فقد صوت الكونجرس الأمريكي بأغلبية ساحقة يوم الأربعاء 28 – 9- 2016 على مشروع قرار ” العدالة ضد من يرعون الارهاب … جاستا ” Justice Against Sponsors of Terrorism Act ..JASTA الذي الغى … فيتو … أوباما وسمح لأهالي 3000 ضحية ومتضرّر بمقاضاة الحكومة السعودية على الهجوم الذي وقع في الحادي عشر من سبتمبر 2001 .

* إن نجاح الكونجرس بشقيه في إقرار هذا التشريع ورفض فيتو أوبام يعني أن السعودية … ستلزم … على دفع تعويضات مقابل عفو أمريكا والغرب عنها . معمر القذافي …ألزم … على دفع حوالي أربع مليارات دولار أمريكي تعويضا ل 250 ضحية في حادثة طائرة بان أمريكان التي أسقطت فوق بلدة لوكربي في اسكتلندا البريطانية عام 1988 واتهمت ليبيا بإسقاطها .

* إن ما قد يطالب به الأمريكان كتعويض سيكون مبالغ خياليّة قد تصل إلى عشرات المليارات من الدولارات . هكذا عقاب سيشكّل ضربة إقتصادية موجعة للسعودية ، وسيكون كارثيا على آل سعود ، ومن المحتمل أن يكون بداية نهايتهم .

* السعودية لن تستطيع الهروب من الدفع مها فعلت . السبب هو أن المبالغ التي ستقرّها المحاكم للمنتفعين … ستؤخذ من الأموال السعودية الموجودة كأصول أجنبية في البنوك الأمريكية … أي انه بناء على هذا القرار ، تستطيع أمريكا تجميد هذه المبالغ الطائلة لاستخدامها في دفع التعويضات التي تقررها المحاكم للضحايا .

* لقد كان أول الغيث قطرة يوم الجمعة 30- 9- 2016 حيث أقامت السيدة ستيفاني روز دي سيموني … أوّل دعوى … قضائيّة ضدّ السعودية أمام محكمة في العاصمة واشنطن طالبت فيها بتعويض لقاء مصرع زوجها في الهجوم .

* السعودية إنتقدت إقرار المشروع في وسائل إعلامها ، واعتبرته غير منصف ولكنها لم تفعل شيئا. يعني فرقعة كلامية لا قيمة لها ، وذعر لا يمكن إخفائه لأن السعودية تفهم أن الدول الغربية تطبق القوانين التي تقرها مجالس نوابها ، وإن قرار الكونجرس سيطبق بأي شكل من الأشكال .

* ولهذا بدأ البعض يتكلم عن تحركات سرية سعودية أمريكية لتسوية هذه القضية خارج المحاكم . هذا يعني إذا حدث فعلا أن السعودية ستعوّض أهل كل ضحية … بكمشة ملايين على السكّيت … أما العرب الذين قتلتهم أمريكا والغرب والسعودية في اليمن وسوريا والعراق فلا قيمة لهم ، ولن يعوّض أحدهم … بدولار واحد …! أمريكا شحّدت العراق بإلزامه بدفع تعويضات للعالم ! فهل ستشحّد السعودية بالتعويضات كما فعلت مع العراق ؟ لن يكون ذلك مستبعدا ولا مستهجنا !

* أمريكا معروفة بالتخلّص من عملائها عندما ينتهي دورهم ، ويصبح وجودهم عبئا على سياساتها . آل سعود وحكام الخليج الفارسي أصبحوا مكوشوفين ومعروفين بفسادهم وفشلهم . ولهذا فإن أمريكا قد لا تتردد في التخلص منهم واستبدالهم بعملاء جدد ، لا تعرف عنهم شعوبهم الكثير ، وتسهل تغطيتهم ، واستخدامهم في مسرحيات تغيير جديدة ظاهرها مصلحة الأمة ، وجوهرها خدمة الأهداف الصهيو أمريكية الرامية إلى تحويل الوطن العربي إلى دويلات طوائف هزيلة متنازعة ، يتحكم بها الغرب وإسرائيل .