البقاء لله والوطن والمقاومة((
أحمد حمدي
نراهم يهرولون الى العدو الصهيونى مفجعوين فى عزيز لديهم فكأنهم فقدوا رفيقاً أرتقى دفاعاً عن الوطن فلانندهش ولانجزع فمن شيمون بيريز صديقى الوفي الى الوفود التى تتبارى على الانبطاح تحت أقدام العدو قصة مكررة مستهلكة تطورت فصولها من السر الى العلن حتى وصلت مؤخراً الى نهاية فصولها بالاعلان الرسمى عن السلام الدافىء ..
وقبل أن نشخص الحالة لنستطيع تحديد العلاج دعونا أولاً نتعرف على صديقهم الوفى بشكل واضح لعلنا نتمكن من فهم جزعهم على فقده وأصرارهم على تأبينه ..
هاجرت عائلته إلى فلسطين في عام 1934 أثناء الاحتلال البريطانى (( نعم الأحتلال وليس الأنتداب )) ليدرس فى المدرسة الزراعية وينضم الى الأعضاء المؤسسين لمغتصبة "ألوموت" الواقعة بين مرج بيسان وبحيرة طبريا وينضم الى عصابات الهجاناه ويظهر نجاحاً ملموساً يرشحه ليكون مسؤولاً عن شراء العتاد والموارد البشرية ويواصل التقدم على حساب الدم العربى ليصير رئيساً لما يعرفونه ببعثة وزارة الدفاع الإسرائيلية إلى الولايات المتحدة. بعد ان نجح فى الحصول على طراز الطائرة "ميراج 3" من الحكومة الفرنسية وكونه مهندس الأتصال معها فى البرنامج النووى للعدو بعد نجاحه أيضأ فى التنسيق معها أثناء العدوان الثلاثى على مصر ..
اتجه للعمل السياسي والحزبي وتدرج فيه ليصل الى وزير الخارجية فشرع في مفاوضات تمخضت عن توقيع اتفاقية أوسلو مع منظمة التحرير الفلسطينية في سبتمبر 1993، وفي أكتوبر 1994 وقع معاهدة السلام مع الأردن وهنا نؤكد على كون الاتفاقية الاولى والثانية من الكوارث التى حلت بالجانب العربى في صراعه مع العدو الصهيونى ..
بعد اغتيال رابين، تولى رئاسة الوزراء يوم 4 نوفمبر 1995، وأمر بعدوان عسكري شامل ضد لبنان في 11 أبريل 1996 سمي بعناقيد الغضب في محاولة للقضاء على المقاومة، قصف فيه مدن لبنان بما فيها العاصمة بيروت، الأمر الذي وصل الى ذروته يوم الـ 18 من الشهر نفسه حين لجأ مئات اللبنانيين لمركز تابع للأمم المتحدة أحتماءاً من القصف الوحشى ليأمر السفاح عصاباته باستهداف المركز بالقصف المباشر مما أدى الى استشهاد 106 من المدنيين جلهم من النساء والأطفال ومثلهم مصابين فلايروون عطشه للدم العربى فيكررها فى مذبحة قانا الثانية في 30 يوليو سنة 2006 ليستشهد 55 مدني بينهم 27 طفل ..
السيرة الذاتية للسفاح مازالت عامرة ولكن المساحة تضيق ..
جزار قانا
تشخيص حالة المهرولين ..
منذ النشأة الأجتماعية الاولى للدولة، والتاريخ يخبرنا عن خونة أختاروا الانحياز الى أعداء أوطانهم لقاء مقابل فلاجديد يسرد ولاقيمة تضاف...
نعم للأسف فالوضع رغم كارثيته ولامنطقيته، لاسبيل لتغييره فنفسية الخائن تأبى باصرار على تفهم قيمة الوطن والولاء له ومواجهة أعدائه ظناً منه أن تقديمه للخيانة يضمن له استمرارية مصالحه الشخصية ..
العلاج ..
لاعلاج الا بالاعتصام التام الى جبل المقاومة فالعدو الصهيوني لم يكف يوماً عن أعتبارنا أعداءه الذين يجب عليه ابادتهم لينعم بدولته المزعومة من النيل للفرات وها هو طوال الوقت يحتل أرضنا ويسرق مواردنا ويستهدف حياتنا ومن البديهي ان سياسة الحملان المطيعة التى تنتظر الذبح لن تنجينا من المصير المحتوم ..
اذن فهي المقاومة وحدها الملجأ الى تمام النصر أو الارتقاء وكما قال الرئيس جمال عبد الناصر فان ثمن الكرامة والحرية فادح، لكن ثمن الذل أفدح وثمن الكرامة هنا هو مقاومة العدو بكافة أشكال المقاومة فى كل مكان وزمان وبالتأكيد يشمل مواجهة خدمه المزروعين فى ظهورنا من الأكبر الى الأصغر ..
الخاتمة ..
لاعزاء لرفاقنا المرتقين الا بعد تمام النصر فهم لاخوف عليهم ولاهم يحزنون حيث يظللهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقآ ..
نعم لاعزاء الا بعد تمام النصر والثأر لكل شهدائنا والبقاء لله والوطن والمقاومة ..