جاستا والتمهيد لنهاية آل سعود
الزواج المفتوح الذي عقده الرئيس الاميركي روزفلت مع الملك السعودي عبدالعزيز آل سعود عام 1945 على متن السفينة الحربية في قناة السويس بات في طريقه الى الطلاق لانتفاء شروطه، لان النفط الذي جاء في هذا العقد مقابل حفظ عائلة آل سعود وحكمهم لم يعد حاجة ملحة لاميركا بسبب اكتشاف النفط الصخري فيما باتت العائلة السعودية التي تعتمد الوهابية منهاجا وفكرا وارهابا، الاكثر منبوذية في الوسط العالمي بعد الكيان الصهيوني، تشكل عبئا ثقيلا على الولايات المتحدة الاميركية بسبب حكمها الاستبدادي وقيادتها للارهاب في العالم وهذا ما يدفعها للاستغناء هذه العائلة الفاسدة الطاغية لكن بعد ان تستنزف كل ثروات المملكة وتبلعها.
فبعد خطوة الكونغرس الاميركي وتصويته الكاسح والمتسارع باسقاط "فيتو" الرئيس اوباما لمقاضاة رعاة الارهاب وضع العلاقات السعودية ــ الاميركية على مفترق طرق وشكل منعطفاً في تاريخ هذه العلاقة الستراتيجية التي تمتد لا كثر من سبعين عاما وشكل في نفس الوقت صدمة كبيرة لدى عائلة بني سعود التي ابدت قلقها الشديد على مستقبلها من هذه الخطوة لذلك راح ولي عهدها يرفع شعار المظلومية في حديث له من انقرة التي يزورها مع "الشرق الاوسط" بان بلاده تتعرض للهجوم!! متناسيا انه وعائلته الشريرة (الشجرة الملعونة) هي من احتلت البحرين واليمن وتمارس القتل والارهاب ضدهما وهي التي تؤجج نيران الحرب والعدوان على سوريا والعراق وهي من تقف وراء الحركات السلفية الارهابية في المنطقة والعالم باعتراف بايدن والمسؤولين السياسيين الامنيين في فرنسا وبريطانيا وغيرهما وبالتالي يخرج ولي العهد محمد بن نايف بهذه الوقاحة ليدعى ان بلاده تتعرض للهجوم!.
وبالطبع ان قرار الكونغرس الاميركي نزل كالكابوس على هذه العائلة التي ظلت لعقود كالكيان الصهيوني مدللة لدى الادارة الاميركية واذا بها وبعد ان ثبت تورطها في هجمات الحادي عشر من سبتمبر باتت اليوم مربكة للغاية وتبحث عن مخارج لكن دوى جدوى لان سحرها هو المال الذي اصبح بيد القضاء الاميركي ومنها الودائع والاصول المالية التي باتت في حكم المجمدة ليعوض به اسر ضحايا هذه الهجمات وتذهب بعض التقديرات الى ان هذه التعويضات تفوق الثلاث تريليون دولار وهذا يعني ان نفط المملكة سيبقى رهينة بيد اميركا لعشرات السنوات لتسديد هذه التعويضات وهذا على صعيد اسر الضحايا اما ستطلبه اميركا كدولة انتهكت سيادتها وواجهت عدوانا شرسا فهو خارج التصور لان ما نص عليه المشرع الاميركي بذكاء هو مقاضاة رعاة الارهاب دون ان يذكر هجمات الحادي عشر او المسؤولين السعوديين وهذا سيبقي الباب مفتوحا لمقاضاة اي مسؤول سعودي وقد ينسحب الامر على مسؤولين غير سعوديين في قطر او الامارات او غيرهما.
مشكلة هذه العائلة الغبية الجاهلة بامتياز انها لم تقرأ ولم تتعظ من التاريخ حتى القريب لذلك انغمست في المشاريع الاميركية بتصور واه واحمق بانها ستصبح شرطي المنطقة بعد ان نغصت صدام وارسلته الى الهاوية بعيد سقوط الشاه المقبور فيما لم تدرك هذه البديهية بان الغرب ليس له صداقات دائمة بل مصالح دائمة فقد تفرط بهذه العائلة بكل سهولة كما فرطت بحكام المنطقة ومنهم مبارك و بن علي من قبل.
ويبدو ان ساعة الصفر قد حانت لتفتح الشهية الاميركية الجشعة لابتلاع ثروات ابناء الجزيرة العربية عبر ابتزاز مالي وسياسي غير مسبوق بسبب انتفاء الحاجة للنفط وما تشكله هذه العائلة الفاسدة الاستبدادية من عبء ثقيل على اميركا لكن بعد ان يفي قانون العدالة ضد رعاة الارهاب "جاستا" غرضه بشكل كامل.